كشفت دراسة بحثية أشرفت عليها وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن ارتفاع درجة حرارة الجو وإشعاع الشمس وانخفاض الرطوبة يزيدان مضاعفات «كوفيد 19».
وتتأثر الأحوال المناخية في دولة الإمارات بعدد من الضوابط التي تتحكم في مناخها وتجعل منه مناخاً صحراوياً ولكنه في الوقت نفسه له طبيعة مختلفة عن المناخات الصحراوية العادية خاصة من ناحية الرطوبة والتباين في درجات الحرارة، وبناء على ذلك قام فريق البحث العلمي بقيادة الدكتورة سعاد هناوي، استشاري أول بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وباحثين من مراكز علمية مختلفة شملت كلاً من الدكتور محمود حاجم باحث أول في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، والدكتورة هيفاء هناوي، والدكتور كاشف نعيم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور إبراهيم حاجم من كلية الطب في جامعة الشارقة، بدراسة دور المتغيرات المناخية في دولة الإمارات وعلاقتها بمرض (كوفيد 19).
وقام الفريق البحثي بتقسيم مرضى (كوفيد 19) وفقاً لنتيجة الإصابة (وفاة بسبب كوفيد 19 أو التعافي من كوفيد 19)، وتمت مقارنة الأعراض المرضية التي عانوا منها، من خلال الفحوصات الإكلينيكية، والفحوصات المختبرية، والمضاعفات الإكلينيكية، بمعايير الطقس في الفترة الزمنية التي تم فيها إدخالهم للمستشفى لتلقي العلاج من مرض (كوفيد 19).
وقد أظهرت النتائج فروقاً ذات دلالة إحصائية واضحة فيما يتعلق بمتوسط درجة الحرارة، الرطوبة النسبية، ونسبة إشعاع الموجات القصيرة بين المجموعتين، حيث أظهرت النتائج أن مرضى كوفيد 19 الذين تم إدخالهم للمستشفى في أيام ذات درجات حرارة أعلى وإشعاع شمسي أعلى ورطوبة أقل معرضين لخطر الموت بشكل أكبر.
علاقة
وقالت الدكتورة سعاد هناوي إن الخطوة التالية في الدراسة كانت العثور على العلاقة بين كل من قياسات معايير الطقس الثلاثة (ارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض الرطوبة، وزيادة نسبة الإشعاع الشمسي) التي وُجدت مختلفة بين المجموعة التي توفيت بسبب (كوفيد 19) والمجموعة التي تعافت من (كوفيد 19) وبين الفحوصات السريرية والمخبرية للمرضى.
وأضافت أن نتائج الدراسة البحثية أظهرت أن درجات الحرارة المرتفعة، والرطوبة المنخفضة، وزيادة الإشعاع الشمسي في الفترة الزمنية التي تم إدخال المرضى فيها إلى المستشفى، ارتبطت بشكل طردي مع عمر المريض، ومع ارتفاع مستوى البروتين المتفاعل-س (CRP) ونسبة كريات الدم البيضاء وإنزيمات الكبد، وبشكل عكسي مع كل من عدد الخلايا الليمفاوية، ومعدل الترشيح الكلوي، ونسبة الهيموجلوبين، ومعدل الصوديوم، ومعدل بروتين الألبيومي.
وتابعت: إن الدراسة سلطت الضوء على أهمية أخذ المتغيرات المتعلقة بالطقس في الاعتبار لفهم ديناميكيات الوفيات أو النتائج السريرية لمرضى (كوفيد 19) في البلدان ذات المناخات الحارة مثل دولة الإمارات، وأن الإجهاد في الجو الساخن قد يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة وفرط الاستجابة الالتهابية مما يجعل بعض الأشخاص، وخاصة المصابين بأمراض مزمنة مصاحبة أو كبار السن، أكثر عرضة للإصابة بعدوى (كوفيد 19)، وأكثر قابلية للإصابة بمضاعفات العدوى التي قد تؤدي إلى الوفاة.
ومما وجدته الدراسات السابقة أن جائحة (كوفيد 19) مرتبطة بمتوسط درجة الحرارة، وسرعة الرياح، ونوعية الهواء والرطوبة النسبية، وقد كان لدرجة الحرارة وللرطوبة النصيب الأكبر للتنبؤ بمعدل وفيات (كوفيد 19)، وأيضاً تلوث الهواء من خلال زيادة معدل انتشار PM2.5 المتسارع لـ SARS-CoV-2 وتحفيز انتشار (كوفيد 19) ومستويات نشاط الفيروس.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}