نبض أرقام
12:28
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

شركات ناشئة في الهند تستفيد من فرص يتيحها مرض كوفيد

2021/05/23 أ ف ب

بعدما شارك في جنازة شخصين أودى بهما فيروس كورونا خلال أسبوعين، كان راج شارما مفجوعا إلى حد يمنعه من التفاوض من أجل جنازة ثالثة مع سائقي مركبات نقل الموتى والمحارق المستغلين للأزمة، ما دفعه للجوء إلى شركة من بين مؤسسات جديدة كثيرة انتشرت في الهند توفر خدمات للأشخاص المتعثرين ماديا فيما تحقق أيضا ربحا معتبرا.


واعترت شارما (اسم مستعار) مشاعر ألم عميق بعد خسارة صديق ثالث عندما سمع بـ"أنثيستي لخدمات الجنائز" التي توفر جنازات متكاملة في أربع مدن.


وقال الاستاذ في نيودلهي البالغ 48 عاما لوكالة فرانس برس "يأخذون الجثة من المستشفى ويهتمون بكل شيء".


وتكلّف حزمة كوفيد في هذه الشركة حوالى 30 الف روبية (400 دولار)، وهي كلفة معتدلة مقارنة بالأسعار التي تفرضها خدمات مركبات دفن الموتى والتي قد تكون أعلى بخمسة أضعاف.


وحصل من خلالها على "سلام النفس الذي لا يقدر بثمن"، على حد تعبيره.


وتعد الشركة نموذجا للفرص التي يجدها المقاولون في وقت تحاول فيه الهند التعامل مع أزمة فيروس كورونا التي تزداد سوءا، إذ تمنح سلسلة من الخدمات الجديدة بدءا بالجنازات ومرورا بتوفير عمال نظافة لمواقع تصوير أفلام بوليوود ووصولا إلى عمليات التوصيل منخفضة التكلفة.


وأسس مهندس البرمجيات السابق شروثي ريدي سيثي، الذي رغب بإدخال إصلاحات على قطاع الجنازات غير المنظم في الهند، "أنثيستي" التي تعني "القربان الأخير" باللغة السنسكريتية.


لكن مؤسس الشركة البالغ 36 عاما لم يتوقع قط التداعيات المأسوية لكوفيد-19، في ظل نقص الأمكنة في المشارح والنقص في سيارات الإسعاف وحتى الخشب المستخدم في المحارق.


وفي كثير من الأحيان، اضطر أقارب الموتى للانتظار لأيام من أجل دفن أو حرق جثث أحبائهم.


وقال سيثي لوكالة فرانس برس "إلى أين يمكن لهذه العائلات أن تلجأ؟ إنهم يضعون الجثث في طابور في مواقع حرق الجثث، في انتظار دورهم".

 

وأضاف "أكبر فائدة نقدمها هي أن فريقنا يقوم بالانتظار نيابة عن العميل".


ويوفر سيثي التأمين الطبي لعمال حرق الجثث والمتعهدين والمحنطين وسائقي سيارات الإسعاف وهو أمر نادر الحصول في هذا الوسط سيء السمعة يُعرف باستغلال العمالة ذات الأجر المنخفض.


وزادت إيرادات الشركة 20 في المئة العام الماضي وتتوقع أن يتضاعف حجم مبيعاتها في 2021.


وبينما قام رجال الأعمال مثل سيثي بتكييف شركاتهم خلال أزمة كوفيد، أنشأ آخرون مشاريع جديدة بالكامل.


وعندما أدى الإغلاق الشامل العام الماضي إلى وقف تصوير الأفلام، أمضى صانع الأفلام أديتيا غوبتا أسابيع في مشاهدة برنامج الواقع التجاري الأميركي "شارك تانك"، حيث لم يكن يتوقع أن تكون حلقاته دروسا مفيدة.


ومع استئناف التصوير، أدرك غوبتا البالغ من العمر 34 عاما أن مجاله غير مستعد تماما لتداعيات الوباء.


وقال لوكالة فرانس برس "في مواقع التصوير الهندية، لا أحد يهتم بالصحة والسلامة كما ينبغي".


وأسس شركة "لايف فرست سانيتايزيشن" في تموز/يوليو الماضي، وعمل منذ ذلك الحين مع كبريات منصات البث الرقمية مثل "نتفليكس" و"أمازون برايم" و"ديزني +" و"هت ستار" ودور إنتاج بوليوود الرائدة.


وتجري الشركة اختبارات كوفيد للممثلين وطاقم العمل، وتعقم المساحات والمعدات بالأشعة فوق البنفسجية، وتشرف على فرض التباعد الاجتماعي.


ويبدأ العمل قبل الفجر ويقضي فريق غوبتا 14 ساعة على أقدامهم لتطبيق بروتوكولات السلامة.


وقال "لدينا حالات يستهتر فيها الناس بالأمر وفجأة تتفاقم الحالات". وأضاف "يحتاج الناس إلى المراقبة مثل أطفال المدارس".


وكانت أمام غوبتا مهمة عسيرة لتغيير مواقف المنتجين.


وقال "لكن بمجرد أن يتعرضوا للخطر.. فإنهم يدركون مدى فائدة ذلك"، مشيرا إلى تفشي المرض في الفترة الأخيرة ما أثر على 45 من طاقم عمل فيلم نجم بوليوود أكشاي كومار المقبل "رام سيتو".


وأوضح "تم إجراء اختبارات على كل هؤلاء الأشخاص من قبل، من مقدمي الطعام إلى السائقين إلى المشاركين في المشاهد الجماعية. تخيل لو أن هؤلاء الأشخاص حضروا من دون إجراء اختبار. لكان الآن مئة وعشرون شخصا في خطر".


وذكر غوبتا أن شركته بدأت تحقيق الأرباح مطلع العام، وامتنع عن الكشف عن الإيرادات.


وفي نيودلهي، بقي راكب دراجة السكوتر نيمش سينغ على الطريق لتوصيل الطعام والأدوية خلال فترة الإغلاق وارتفع متوسط أجره أكثر من الضعف من 100 إلى 250 روبية.


وقال "في البداية كنت خائفا من أن أصاب بالفيروس لكن الأمر يستحق ذلك". وأردف "لدي الآن طلبات استدعت مساعدة صديقين لي".


بدوره، أفاد مؤسس ورئيس غرفة تجارية تمثل ثلاثة ملايين شركة صغيرة شاندراكانت سالونكه إن هذه المرونة أمر بالغ الأهمية.


وصرح لوكالة فرانس برس أن "معظم رجال الأعمال الهنود فهموا (أنه) من المهم التحلي بالمرونة". وأوضح "إذا لم تتكيف، فلن تنجو".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة