حذّر أطباء من تهاون متلقي لقاحات مضادة لفيروس «كوفيد-19» بالإجراءات الاحترازية، مشددين على أن التهاون الوقائي يسهم إلى حد كبير في إطالة أمد الجائحة، كما يحوّل بعض الحاصلين على اللقاحات إلى وسيلة أو أداة لنقل العدوى بالفيروس إلى أفراد الأسرة أو الزملاء أو الأصدقاء من أصحاب الأمراض المزمنة أو كبار السن، أو الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات بعد.
فيما أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن القضاء على الفيروس مسؤولية مشتركة بين الدولة والتزام المواطنين والمقيمين بالإجراءات الاحترازية، خصوصاً خلال فترات الأعياد والمناسبات.
وتفصيلاً، أكد استشاري طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي في دبي، الدكتور عادل سجواني، أن الإمارات نجحت في أن تكون في مقدمة دول العالم الأكثر توزيعاً وتنويعاً للقاحات «كوفيد-19»، لذلك ينبغي على المواطنين والمقيمين الحفاظ على مجهود الدولة لحمايتهم، والحرص على ألّا يضيع هذا الجهد هباءً خلال أيام العيد، داعياً جميع من تلقوا اللقاحات إلى الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، باعتبار هذا الأمر واجباً تجاه هذا البلد الذي وفّر للجميع كل الإمكانات للحماية من الجائحة.
وقال: «هناك الكثير من الإجراءات الاحترازية التي ينبغي أن تكون في مقدمة أولويات الأسر خلال فترة العيد، أهمها أن يكون الاحتفال بالعيد حضورياً في إطار الأسرة الضيقة، مع التوسع في تبادل التهاني والتبريكات والحوارات الودية بين الأهل والأصدقاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي»، مشدداً على أهمية إجراء فحوص (PCR) استباقية، إذا ما فرضت الضرورة على الأشخاص زيارة ذويهم من كبار المواطنين والمقيمين، للتأكد من خلوهم من الفيروس الذي يمكن أن يكون في فترة حضانة داخل أجسادهم.
وحذّر سجواني من خطورة اتخاذ أفراد المجتمع قرارات فردية غير محسوبة، سواء بالتهاون في ارتداء الكمامة، أو عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، بعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح، مشيراً إلى أن مواجهة انتشار الوباء لابد أن تتحلى بنمط وسلوك جماعي، خصوصاً في ما يتعلق بالاستجابة لكل التعليمات الوقائية.
وقال: «هناك تصرفات فردية يمكن أن تعرقل جهود الجهات الصحية، وتطيل مدة تسطيح المنحنى البياني لأعداد الإصابات والوفيات، وبالتالي إطالة أمد المواجهة، كما أن التساهل في تطبيق الإجراءات الاحترازية، بعد الحصول على اللقاح، قد يتسبب في نقل الفيروس إلى أفراد الأسرة أو الزملاء أو الأصدقاء من أصحاب الأمراض المزمنة أو كبار السن، أو الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات بعد، وهو ما قد يترتب عليه إلحاق الضرر بهم».
فيما حذّرت المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، من التهاون في الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، مشددة على أن جائحة «كورونا» لم تنته بعد، ويجب على الجميع الالتزام التام وقائياً حتى إعلان شفاء آخر حالة في الدولة.
وأفادت الحوسني بأن تهاون البعض بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، بما في ذلك السلام باليد، يؤدي إلى زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، لاسيما بين بعض الفئات من الذين يرتادون الأماكن العامة دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية، وأهمها ارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي.
من جانبها، أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية الشخصية التي لاتزال ضرورية حتى بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا لقاح «كوفيد-19»، موضحة أن الحصول على التطعيم وأخذ اللقاح لا يعني التهاون، بل يستلزم مزيداً من الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتبعة، لضمان أمن وسلامة جميع أفراد المجتمع. وأفادت بأنها، في إطار حرصها على توعية المجتمع بمخاطر عدم الاستهانة بالإجراءات الاحترازية، لاسيما بين متلقي لقاحات «كورونا»، أطلقت حملة تحت اسم «أخذتُ اللقاح ومازلتُ ملتزماً»، شددت خلالها على ضرورة الحصول على التطعيم، مع مواصلة الالتزام في الوقت ذاته بالإجراءات الاحترازية للحدّ من انتشار الفيروس. وأكد المدير التنفيذي للشؤون الطبية في شركة «صحة»، الدكتور أنور سلام، أن التزام الأشخاص الذين تلقوا أياً من لقاحات «كوفيد-19» باتباع الإجراءات الاحترازية، مثل ارتداء الكمامة، والتعقيم المنتظم لليدين، ومراعاة التباعد الجسدي، ضرورة أساسية للحماية من الفيروس، لأن مخاطر إصابتهم تبقى قائمة، وقد يتسببون في نقل الفيروس إلى الفئات الأضعف ضمن دائرة أسرهم أو أصدقائهم. وقال: «يجب على جميع أفراد المجتمع، بمن في ذلك الذين تلقوا اللقاح، عدم التهاون أو التخلي عن التزامهم بتطبيق الإجراءات الوقائية، من منطلق الحرص على صحة وسلامة المجتمع».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}