نبض أرقام
08:38 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/03
2024/11/02

البيتكوين وأخواتها تحت الضغط .. إلى أين تتجه بوصلة سوق العملات الرقمية؟

2021/07/20 أرقام - خاص

تراجعت العملات المشفرة مؤخرا بمعدلات كبيرة، علي وقع عدة أسباب على رأسها الحملة الصينية الموجهة ضد تعدين البيتكوين وبقية العملات المشفرة التي تتسم بأنها خارجة عن السيطرة والرقابة الحكومية، وهو ما يتعارض مع سمات النظام المالي الصيني الذي يركز علي إتاحة كافة المعلومات المالية وتقنين كافة التحويلات وتدفقات النقد.

 

 

تأثير حملات الصين الأمنية كان لها إنعكاساً كبيراً على أسعار تداولات كافة العملات المشفرة، فقد خسرت بيتكوين نحو 40% من قيمتها السوقية وتزيد هذه النسبة أو تنقص مع باقي العملات المهيمنة على سوق التشفير الذي يعاني الفترة الحالية من ضغوطات مختلفة وصلت إلى حدها الأقصى.

 

أداء أكبر العملات المشفرة من مايو إلي يوليو 2021

العملة المشفرة

حجم خسارة القيمة السوقية

11 مايو – 15 يوليو

(بالمليار دولار)

القيمة السوقية

حتى 15 يوليو

(بالمليار دولار)

بيتكوين

445

598.5

ايثيريوم

252

223.7

دوجكوين

39

24.84

 

لماذا الصين؟

 

يتمركز جزء كبير من عمليات ومراكز بيانات البيتكوين في الصين، أسباب تفضيل الصين وتحولها إلى بيئة جاذبة لتعدين العملات المشفرة هو أنها تتسم بتوافر الكهرباء الرخيصة وهي المادة الخام اللازمة للتعدين وكذلك إنخفاض أسعار الأجهزة اللازمة للتعدين، وأخيرا سهولة إخفاء الأرباح الناتجة عن التعدين بعيداً عن أعين الحكومة.

 

لماذا الآن؟

 

مع  تجارب الصين اليوان الرقمي في أبريل والذي أعلن عنه بنك الشعب الصيني، وذلك بالتزامن مع إطلاق الحملة الأمنية ضد تعدين العملات المشفرة، اليوان الرقمي يعطي زخماً إضافياً لتقليل عمق الاقتصاد النقدي وتعزيز فرص الاقتصاد الرقمي والإلكتروني في ثاني أكبر إقتصاد بالعالم.

 

وحسب بيانات بنك الشعب -المركزي الصيني- الصادرة في السادس عشر من يوليو الجاري، فإن التعاملات التي جرى تنفيذها بإستخدام تجارب اليوان الرقمي بلغت 34.5 مليار يوان "حوالي 5.3 مليار دولار" بنهاية يونيو.

 

كما أشار البنك أيضا إلى فتح 20.8 مليون شخص عبر الصين محافظ لإيداع العملة الرقمية، مع اجراء أكثر من 70.7 مليون عملية.

 

الصين ليست وحدها التي تنوي إطلاق العملات الرقمية، فتوجد إعلانات أخري من مصارف مركزية لكل من الإمارات والسويد وإنجلترا واليابان التي تتراوح إعلاناتها ما بين الإطلاق والتخطيط وقرب الإطلاق الرسمي لعملاتها الرقمية.

 

 

المركزي الصيني يري بأن المكاسب من إطلاق اليوان الرقمي تتلامس مع مكاسب مكافحته لمخاطر العملات المشفرة ولا تبعد عنها، هذه الإشارة  إلتقطت من حديث "فاو يي في" نائب محافظ بنك الشعب الصيني الذي يقول: "اليوان الرقمي قد يساعد علىالإستقرار المالي من خلال نظام يتسم بالمجهولية التي تحت السيطرة، حيث أن المدفوعات نوعا ما ستكون غير معلومة بدرجة معينة لكن أدوات تحليل البيانات ستساعد المركزي في إلتقاط أي أنشطة غير مشروعة".

 

اليوان الرقمي ليس بديلا لليوان النقدي وليس مناظرا للبيتكوين او العملات المشفرة، اليوان الرقمي الرسمي يصدره البنك المركزي الصيني وهو وسيلة دفع مكملة وليست بديلة للعملة النقدية، يتم إستخدام نفس تقنية العملات المشفرة في إنتاجه لكنه لا يشبهها.

 

الفارق بين العملة الرقمية المشفرة والعملة الرقمية الرسمية

 

العملة الرقمية المشفرة الغير رسمية

العملة الرقمية المشفرة الرسمية

التقنية

تقنية البلوكتشين

تقنية البلوكتشين

الاستقرار

متقلبة وصعب توقعها

مستقرة

الغطاء

لا يوجد غطاء نقدي

يوجد غطاء نقدي

الإصدار

لا سلطة مركزية تصدرها

سلطة مركزية تصدرها

العرض والطلب

تخضع للعرض والطلب او التداول

لا تخضع لعرض وطلب او تداول

الرقابة التنظيمية

غير خاضعة للرقابة ويمكن إستخدامها في غسيل الأموال والتهرب الضريبي وتمويل الإرهاب

خاضعة للرقابة وتسير تمويلاتها وفق قوانين الدولة

 

التلوث يساهم ايضاً

 

يوجد سبب آخر لحملة الصين ضد العملات المشفرة، وهو التلوث. التلوث ينتج من الإستهلاك الكهربائي للتعدين، هذه الكهرباء تأتي من إستهلاك مفرط للفحم في محطات الكهرباء الصينية، الإرتفاع المفاجئ فى الطلب علي الكهرباء نتيجة التعدين عن العملات المشفرة يعني مزيداً من حرق الفحم ومزيداً من التلوث البيئي، وهذا يتضارب مع مستهدفات الصين لخفض إنبعاثات الكربون بـ 65% بحلول2030.

 

من المثير للإستغراب حين تكتشف بأن الطاقة الكهربائية المستخدمة في اليوم الواحد للتعدين عن العملات المشفرة تكفي إحتياجات كهرباء منزل واحد لـ 5 مليون عام! وكما هو واضح فالصين تتسم برخص أسعار كهرباءها بالمقارنة مع المتوسط العالمي، وفى نفس الوقت فهي تستحوذ على 70% من عمليات التعدين عن العملات المشفرة حول العالم رغم تقارير عن تراجع هذه النسبة مؤخرا، لكن يبقى هناك قلق من جعل الصين بؤرة تلوث كبيرة ومرعبة.

 

 

سعر كيلو واط الكهرباء حول العالم (بالدولار) حتى سبتمبر 2020



 

هذه ليست المرة الأولي التي تتخذ فيها حكومة الصين هذا النهج المتشدد والعنيف تجاه العملات المشفرة في البلاد، حيث ترجع أولي هذه الخطوات إلى عام 2017 حينأغلقت السلطات منصات تبادل العملات المشفرة.

 

تحذيرات من خارج الصين

 

ظهرت أيضاً الفترة الأخيرة عدد من التحذيرات التي خرجت من بنوك وحكومات وهيئات رسمية تحذر المتداولين والمستثمرين الأفراد والشركات من المغامرة بأموالهم في العملات المشفرة التي تتسم بالتقلبات الحادة والتي من المستحيل إدارة توقعاتها.

 

منها علي سبيل المثال، هيئة السلوك المالي البريطانية، التي حذرت البريطانيين الذين يستثمرون في العملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين، بأن يكونوا على استعداد لخسارة كل أموالهم، كاشفة عن تزايد الاهتمام بهذه الأصول المتقلبة.

 

وقالت هيئة السلوك المالي (إف سي آيه)، الجهة المخول لها حق تنظيم الخدمات المالية داخل المملكة المتحدة، إن 2.3 مليون بريطاني يحوزون عملات مشفرة مقابل 1.9 مليون العام الماضي.

 

يحذر شيلدون ميلز" المدير التنفيذي لقسم المستهلكين والمنافسة في هيئة السلوك المالي ويقول: "إذا إستثمر المستهلكون بهذه الأنواع من المنتجات– يقصد العملات المشفرة -  فينبغي أن يكونوا مستعدين لخسارة كل أموالهم."

 

وفى مايو الماضي أعلن "ايلون ماسك" تراجع شركة "تسلا" عن قرارها بقبول بيتكوين كوسيلة للدفع، بسب المخاوف البيئية المرتبطة بعملية تعدين العملة الرقمية، والتي تتسبب الحكومات إلى رفع الإنتاج من الكهرباء فتقوم بإنشاء محطات تعتمد علي الفحم والوقود مثل الصين أو تقوم بإنشاء سدود لاتراعي البيئة الخلابة والمناطق الساحرة المحيطة بالأنهار مثل آيسلندا، ودفع ذلك الإعلان في ذلك الوقت العملة المشفرة إلى الهبوط لمستوى 43 ألف دولار من 57 ألف دولار في خمسة أيام فقط.

 

الهجرة من الصين

 

نتيجة تضييق السلطات الصينية علي عمليات التعدين ومراكز البيانات المخصصة لإنتاج البيتكوين والعملات المشفرة الأخري، بدأت موجة إنتقالات من بكين إلي واشنطن ونيويورك، لكن في الولايات المتحدة لن تكون تكاليف الإنتاج ونموذج العمل مثلما كان في الصين، حيث الكهرباء مرتفعة الثمن وإيجار مخازن مراكز البيانات مرتفع أيضاً وليس كل المعدنين قادرين علي الهجرة والخروج من الصين بل البعض فقط هو القادر علي ذلك.

 

مستقبل تعدين العملة المشفرة

 

ورغم صدور تقارير حديثة عن تراجع حصة الصين في سوق تعدين البيتكوين إلى  46% فقط في أبريل مقابل أكثر من 75% في سبتمبر 2019 وفقاً لتقرير صادر من مركز "كامبريدج" للتمويل البديل، فإن الحكومة الصينية تبدو متحكمة في زمام الأمور وهي التي تحدد الإتجاه الذي سوف تسير به العملة المشفرة.

 

لكن لا يبدو أن هذا سوف يستمر مع تواصل الحملات الحكومية على مراكز التعدين وإغلاقها حالياً، خصوصا مع ارتفاع حصة الولايات المتحدة من سوق تعدين البيتكوين إلى 16.8% في أبريل مقارنة مع 4.1% في سبتمبر 2019.

 

كازاخستان ارتفعت حصتها بشكل لافت لتكون ضمن المعادلة مع حصة نسبتها 8.2%، فيما جاءت روسيا رابعاً وايران خامساً.

 

ومع تواصل الحملات الصينية سوف تشهد حصة بكين مزيدا من التراجع، لكن على الأقل تظل هي المؤثر الأكبر حالياً في سوق تعدين العملة الرقمية حتى إشعار آخر.

 

 

المصادر: أرقام - وول ستريت جورنال - اندبندنت - فاينانشال تايمز - بيزنس انسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.