قال الرئيس الرقمي لـ«هوميز»، المنصة البحرينية المتخصصة في المجال الرقمي، صادق عبدالرسول، إن السوق الإلكتروني والرقمي في البحرين ما زال في بداياته المبكرة ولم يبلغ أوجّه بعد، مشيرًا إلى وجود إمكانات كبيرة للتوسع والنمو في هذا السوق بالنسبة للتجار البحرينيين ومشاريع التجارة الإلكترونية والمستخدمين على حد سواء.
وأضاف أن الكثير من المحال التي واكبت التطور التقني لاقت نموًا بشكل ملحوظ، بل والبعض تخلى عن أفرع أو افتتاح المزيد منها ووجّه جهوده نحو المتجر الإلكتروني، مشيرًا إلى أنه على الصعيد العالمي يزداد معدل إقبال التجار على البيع عن طريق الإنترنت بما لا يقل عن 3% سنويًا، ومع جائحة كورونا ارتفعت هذه النسبة إلى 17.8%، وهو ما زاد من أهمية التجارة الإلكترونية في الحراك والنمو الاقتصادي عامة.
* ما رؤيتكم لواقع التسوق الإلكتروني في البحرين؟
- تُعد البحرين من أكثر دول العالم استخدامًا للإنترنت، والشعب البحريني من أكثر شعوب المنطقة تطورًا رقميًا وتقنيًا، ما جعل البحرين أرضية خصبة للتقنية والمشاريع الإلكترونية.
اقتصادات الدول اليوم معتمدة على حركة السوق والعمليات التجارية، وتيسير هذه العمليات ورقمنتها ضمن نجاحها وامتدادها لآفاق جديدة، ودخول أطراف جديدة في المنظومة الاقتصادية، هذا إلى جانب أن البحرين هيأت التكنولوجيا والموارد والتشريعات اللازمة لتفعيل مجتمع رقمي قائم على التبادل الرقمي بكل سهولة.
* كيف ترون مدى إقبال التجار البحرينيين على البيع عن طريق الإنترنت؟
- عالميًا يزداد معدل إقبال التجار على البيع عن طريق الإنترنت بما لا يقل عن 3% سنويًا، أما خلال العام المنصرم فازدادت هذه النسبة إلى 17.8% محققة نقلة نوعية على هذا الصعيد، والتجار البحرينيون يمتازون بوعي عالٍ ومسؤولية واطلاع، ما جعل عملية التحول الرقمي والبيع عن طريق الإنترنت أسرع الخيارات بالنسبة للكثير، وبالأخص مع الجهود الكبيرة التي تبذلها بعض الجهات كوزارة الصناعة والتجارة والسياحة، وجمعيات ومؤسسات أخرى.
ونحن في «هوميز» أخذنا على عاتقنا مسؤولية التحشيد والترويج لهذا المبدأ الذي ساعد الكثيرين على التحول الرقمي والبدء بالبيع عبر الإنترنت.
* كيف ترون مدى إقبال المستهلكين على هذا النوع من التسوق؟
- الثقافة الرقمية لدى المستهلكين عالية وخيارات التسوق بالنسبة للكثيرين مفتوحة، سيما مع تزايد عدد من يتعاملون إلكترونيًا مع العالم كسوق صغير، ويتسوق من أي مكان وفي أي وقت، وقد ازداد هذا الإقبال بشكل لافت مع شريحة المستخدمين الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا، إذ انشغال البعض أو الرغبة في التجربة أدت بهم إلى تجربة منصات ومواقع جديدة، إضافة إلى فئات صغار السن ما دون 15 عامًا، والتي مكنتهم من تسوق العديد من الأمور كالألعاب والكتب والملابس بشكل ميسر دون تكبد عناء الذهاب للمحال، فضلاً عن عموم الناس الذين تطورت لديهم عادات التسوق الرقمي بشكل لافت في الآونة الأخيرة، لدرجة عزوف البعض الآن عن الذهاب إلى المحال والمجمعات التجارية.
* ما هي الفرص المتوافرة في هذا المجال؟
- أرى أن الكثير من الشركاء والشركات بدأت بالفعل بعملية مواءمة النمو التقني، إذ أصبحت الكثير من القطاعات كالمصرفية والاتصالات والتوصيل والتأمين تتجه نحو منصات البيع الإلكتروني والرقمي لتكون جزءًا من النظام الريادي الجديد للأعمال، وفي «هوميز» تم توقيع الكثير من الاتفاقيات والعقود مع شركات، لا سيما في القطاع الخدمي.
أما على الصعيد الفردي، فقد أظهر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020 أن غالبية الوظائف ستتمحور حول التكنولوجيا في السنوات المقبلة، وأن قطاع التجارة الإلكترونية يستحوذ على غالبية الفرص الوظيفية بالعلوم الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والحوسبة الرقمية والتحليل العميق للبيانات وغيرها، وهذا ما يدفع الشباب البحريني وحديثي التخرج إلى الإقبال بشكل أكبر على مثل هذه المجالات، وعمدت «هوميز» في هذا الجانب على احتضان الشباب والمواهب الفتية من خلال استحداث مجموعة من البرامج التدريبية للطلاب والباحثين عن عمل، بل ووقعت اتفاقية مع مركز ريادة الأعمال ممثلاً بالنائب أحمد صباح السلوم لتدريب دفعات من المتدربين في الشركة بشكل دوري.
* ما التحديات التي تواجه التوسّع في التسوق الإلكتروني في البحرين؟
- نحن كمشغلين لأكبر منصة رقمية في البحرين نرى أن هناك مجموعة كبيرة من التحديات تتمحور حول تقديم تجربة وطنية تواكب تجربة المستهكلين في البحرين في التسوق من المواقع العالمية، كأمازون وغيرها، وهو ما جعلنا نركز على توظيف نخبة البحرينيين والتعامل مع شركات مرموقة في إطار تحسين تجربة الجميع.
كما أن الكثير من أصحاب المحال والمتاجر يخشى فقدان سطوته في مواجهة التحول الرقمي، والوقت كفيل بإثبات فاعلية المنصات أولاً، وأهمية تدارك التحول الرقمي ثانيًا، بيد أن التحدي يكمن داخليًا عند كل تاجر على حد سواء، وهم من يتحكم بسرعة التحول والاندماج والتطور.
* كيف يمكن تسريع خطوات تطوير هذا النوع من التسوق في البحرين؟ وما هي الجهود التي تقوم بها «هوميز» في هذا الإطار؟
- استثمرت منصة هوميز مبالغ كبيرة في تصميم وتطوير التجربة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، وما زالت في خضم التغيير بما يتطلب لسوق العمل وتطلعات البيئة البحرينية، وفي هذا السياق استهدفت وفرة من الخبرات والعقول من خيرة الشباب البحريني في مجالات مختلفة، وخلقت قصص نجاح للكثير من المحال والشركات والعلامات التجارية، وجميع الخطوات التي تقوم بها «هوميز» تصب في مصلحة تسريع وتيرة تحول المتاجر وتمكينهم، بل وعمدت هوميز مع بعض الجهات لاستحداث برامج تطويرية وتمكينية للتجار.
في جانب آخر، فقد كان لـ«هوميز» آذان صاغية لآراء الناس واحتضان تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم، لا سيما في فترة جائحة وإغلاق المحال، إذ كان لها الدور البارز في استمرارية عملهم وايصال المنتجات والبضائع إلى الناس، إضافة إلى ذلك فإنها مثلت هذا التوجه الصاعد للمملكة في محافل ومؤتمرات دولية وإقليمية، واستطاعت ترجمة العديد من تجارب الغير إلى أنموذج عمل بمعايير عالمية.
و«هوميز» اليوم تشكل مصفوفة من منظومات متصلة من أفراد ومحال وشركات ووزارات محلية ودولية، وتشكل حلقة مركزية للعديد من العمليات، ولديها تطلعات أن تكون المنصة المفضّلة في البحرين، وتنطلق بشكل تدريجي لدول الجوار والإقليم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}