نبض أرقام
07:40 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

فيضانات في أوروبا وحرارة فى فنلندا وثلوج في البرازيل ... إلى أين يتجه "غضب المناخ"؟

2021/08/05 أرقام - خاص

 "العالم يقف عند مفترق طرق مناخي والقرارات المتخذة هذا العام ستحدد ما إذا كان من الممكن الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات ما قبل العصر الصناعي بحلول نهاية القرن أم لا"، هكذا تقول الأمينة التنفيذية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ، "باتريشيا إسبينوزا".

 

 

موجات الطقس القاسي في الآونة الأخيرة كانت مُلفتة للنظر وأثارت الكثير من الجدل وتسببت أيضاً في خسائر مليارية وأحدثت جروحا غائرة بكثير من الاقتصادات حول العالم، لكن الأهم من المال هو الخسائر البشرية من إصابات وموت نتيجة الفيضانات في ألمانيا أو حرائق في الولايات المتحدة أو السيول فى الصين، ما يستدعي تسليط مزيد من الضوء والتركيز على العلاقة بين التطرف المناخي – وليس التغير - ومحركات الاقتصاد والحياة الإنسانية.

 

ظواهر تحدث لأول مرة:
 

1- الفيضانات الألمانية، بلغت سبعة أضعاف الارتفاع المعتاد.

2- الجليد في البرازيل يضرب 40 مدينة.

3- الحرارة في شمال إفريقيا، تقترب من 50 درجة.

4- السيول في الصين، وصلت إلى أقدام تمثال "تمثال ليشان بوذا العملاق".

5- الحرارة في فنلندا، استمرت لمدة 31 يوما متتالية أعلى من 25 درجة.

6- الفيضانات في الهند، تبعتها عواصف ثم انهيارات أرضية، ثلاث ضربات متزامنة قتلت العشرات.

7- الحرارة في إيران، تتسبب في نقص للمياه ثم احتجاجات شعبية في الشوارع.

 

 

"رد فعل المناخ على الاحتباس الحراري ليس فورياً، إن الاحترار والأحداث الجوية الناجمة عنه التي نراها اليوم هي ردة فعل على الانبعاثات التي دخلت الغلاف الجوي قبل عقود، لذا سوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع حتى لو استوفت الحكومات هدف الحد من تلوث ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر"، هكذا يقول "يوهانس كواس" خبير الأرصاد الجوية الألمانى.

 

ما الذي يجعل المناخ ملوثاً بالترتيب من الأكبر إلى الأقل؟
 

1- انبعاثات السيارات.

2- احتراق الوقود.

3- الغبار والأتربة.

4- انبعاثات المصانع.

5- استخدام المذيبات.

6- الحرائق بسبب خطأ بشري.

7- الأسمدة والمبيدات الضارة.

8- حرق المحاصيل.

9- التخلص العشوائي من النفايات.

10- النفايات المشعة.

11- إزالة الغابات.

12- انخفاض بناء مساحات خضراء.

 

هذه كانت الأسباب المباشرة للتلوث، لكن ماذا عن العناصر المركبة لهذه الأسباب؟ في دراسة لوكالة حماية البيئة الفيدرالية في الولايات المتحدة US-EPA، يوجد ستة عناصر هي الأكثر تلويثاً لكوكب الأرض تدخل في أسباب التلوث المباشرة الـ 12 السابق ذكرها، العناصر هي:
 

1- أول أكسيد الكربون.

2- الرصاص.

3- أكاسيد النيتروجين.

4- المركبات العضوية المتطايرة.

5- ثاني أكسيد الكبريت.

6- المخلفات الصلبة.

 

ما الدول الأكثر تلويثاً في العالم؟

 

العالم يُنتج ما يقارب 36 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تستحوذ الصين فقط على نحو 9 إلى 10 مليارات طن ثم أوروبا بـ 5.4 مليار طن والولايات المتحدة ثالثاً بـ 5.2 مليار طن، الحصة النسبية للدول الأكبر هي كما يلي:

 

 

آراء العلماء فيما هو قام

 

ورغم كل هذه الكوارث المناخية والتغير العنيف للطقس إلا أن التوقعات لا تصُب في صالح انخفاضها أو عدم تكرارها، بل على العكس يبدو أنها ستكون أكثر قسوة السنوات القادمة على العالم الذي وصل بالفعل إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بالعصور ما قبل الثورة الصناعية.
 

"يوهانس كواس" الخبير الألماني في المناخ يقول:

 

"حتى لو استوفت الحكومات هدف الحد من تلوث ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول 2050، فإن الكوكب سيستمر في الاحترار بعد ذلك، الكوكب بحاجة إلى تحقيق توازن جديد وسوف تستمر في الاحترار إلى أن يفعل ذلك."
 

"هانز أوتو" مستشار الحكومة الألمانية للمناخ يقول:
 

"سنصل بالتأكيد إلى 1.5 درجة مئوية وسيكون من الصعب وقف الاحترار والبقاء هناك، يبدو أن هناك شيئا في العقلية الإنسانية يجعلنا وراء الأحداث وليس أمامها، وربما يرجع ذلك إلى أن طبيعة الأحداث غير المسبوقة هي أننا لا نستطيع أن نتخيل ما هو قادم".

 

الاقتصاد والتطرف المناخي

 

الطعام الذي يأكله الناس في المنازل أو في المطاعم يأتي من المحاصيل الزراعية، والمحاصيل والمناخ بينهما ارتباط مباشر منذ آلاف السنين، درجة حرارة أعلى أو أقل تؤثر على المحصول والإنتاجية والجودة والكمية، ملليمترات قليلة زيادة أو نقصان في ري الأرض الزراعية قد تفسد المحصول بأكمله وتأتي على الموسم، بالتالي التغيرات في المناخ وإن كانت بسيطة لكنها تؤثر على المعروض وبالتالي تؤثر على ديناميات السوق، هذا يحدث في الظروف الطبيعية  دائما ويسهل احتواؤه.

 

لكن الفترة الأخيرة، الأمر لم يتوقف عند حدود درجة أو درجتين في الحرارة او ملليمترات معينة في الري، بل صقيع في مناطق دافئة يحدث لأول مرة، ودفء في مناطق باردة يحدث لأول مرة، فيضانات وسيول ثم عواصف وإنهيارات ترابية وأرضية تغمر المنازل والأراضي الزراعية وتدمر ملايين الأفدنة والبيوت وتقطع الأرزاق، ظروف استثنائية للغاية تصنع فوضي ودمارا بمنحنى عرض السلع الغذائية.

 

وماذا عن منحنى الطلب؟ بعد التوصل للقاح وانتشار التطعيم، عادت معظم الأنشطة الاقتصادية وتراجع الخوف والقلق، الطلب المكبوت خرج على السطح وخرج كذلك عن السيطرة، اكتظاظ في كافة الموانئ وخدمات نقل البضائع، معظم الخطوط الملاحية تعاني التحميل الزائد عليها نتيجة الطلب الكبير منذ بدايات العام الجاري، إذن مشاكل في العرض ومشاكل في الطلب، هذا بالتأكيد وضع لم يحدث من قبل وهذا ما يزيد الأمور سوءاً.

 

رأي الخبراء في انتقال الأثر من مكان لباقي الأماكن

"أنجيس كاليباتا" مبعوث الأمم المتحدة لقمة الغذاء 2021 يقول:
 

"الأمور التي تحدث في جزء واحد من العالم، يظهر أثرها علينا كلنا، قد استهنا بالمناخ وما يمكن أن يفعله بنا وبعض المجتمعات حالياً تعيش كوابيس بسبب ذلك".
 

"مايكل شريدان" من شركة انتلجتسيا للقهوة في شيكاغو يقول:
 

"الشيء الفريد من نوعه هنا أن هذا المناخ القاسي نسمع صداه في كل مناطق العالم تقريبا".

 

أهم السلع والمحاصيل التي شهدت ارتفاعا في أسعارها الفترة الأخيرة

السلعة/ المحصول

السعر - أغسطس

2020 (دولار/ رطل)

السعر - أغسطس 2021

(دولار / رطل)

معدل التغير

(%)

البن

93

180

%93

القطن

60

89

%42

السكر

11

18

63%

السلعة/ المحصول

السعر - أغسطس 2020 (دولار/ بوشل)

السعر - أغسطس 2021

(دولار/ بوشل)

معدل التغير

(%)

فول الصويا

9

14

55%

القمح

4.9

7.2

%50

الذرة

3.2

5.5

%70

 

السعر - أغسطس 2020 (بالدولار/ كجم)

السعر - أغسطس 2021

(بالدولار/ كجم)

معدل التغير

(%)

الشاي

2.5

3.3

%32

السلعة/ المحصول

السعر - أغسطس 2020

(بالريال البرازيلي/ كجم)

السعر - أغسطس 2021

(بالريال البرازيلي/ كجم)

معدل التغير

(%)

الدواجن

4.5

7.8

%73

اللحوم

15

20

%25

*البرازيل هي أكبر مُصدر للدواجن المجمدة في العالم بـ 35% من حجم الصادرات العالمية حتى 2020.

*البرازيل هي أكبر مُصدر للحوم بكافة أنواعها في العالم بـ 15% من حجم الصادرات العالمية حتى 2020.

 

أسعار الشحن تقفز

 

الأزمة لم تتوقف على السلع الغذائية والحاصلات الزراعية، بل امتدت لتشمل تكاليف شحن هذه السلع إلى الأسواق حول العالم، وهو ما يوضحه مؤشر البلطيق للشاحنات العملاقة الذي يرصد أسعار الشحن على السفن المستخدمة لنقل الحبوب والذي سجل مستويات جديدة في يوليو الماضي هي الأعلى منذ عام 2008.

 

 

الجهود العالمية لمكافحة المناخ المتطرف

 

الحلول لوقف هذا المسلسل العنيف من قسوة المناخ وما يصاحبه من خسائر بشرية واقتصادية يبدأ في الواقع من الصين، لأنها تتحكم وحدها في نحو ثلث الانبعاثات العالمية ويبدو أن العالم يرى أنه قد حان الوقت لوقف الاستراتيجية الصينية "النمو على حساب أي شيء"  واستبدالها بالنمو الاقتصادي الأخضر والذي يراعي المخاطر البيئية ومعايير التلوث بالحسبان.

 

خطوات تدعو للتفاؤل:
 

عودة الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ – يناير 2021.

تعيين أول مبعوث أمريكي رئاسي لشؤون المناخ – جون كيري.

-الارتفاع الملحوظ في إصدارات السندات الخضراء – 1 تريليون دولار حتى 2020.

نمو كبير في إنتاجية السيارات الكهربائية – 2.1 مليون سيارة سنويا حتى 2020.

زيادة واضحة في استهلاك الكهرباء من مصادر متجددة – 45% ارتفاع في 2020.

 

 

وعلى الرغم من هذه الخطوات الإيجابية إلا أنها لا تتسم بالشمولية والفعالية المطلوبة لمنع الوصول إلى 1.5 درجة أعلى معدلات ما قبل الثورة الصناعية، فمن وجهة نظر علماء المناخ، العالم يتجه بحلول 2050 إلى هذا المصير، لكن أفضل الآمال هو ألا نتجاوز هذه النقطة ونوقف التدهور عند ذلك الحد.

 

المصادر: أرقام – الأمم المتحدة – بلومبرغ – وورلد ميتير – إدارة الطاقة الأمريكية – وكالة حماية البيئة الأمريكية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.