نبض أرقام
09:42 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

من قوانين "حمورابي" قبل ألفي عام إلى تطبيقات الذكاء الصناعي 2030.. ثورة صناعة التأمين ومستقبلها

2021/09/25 أرقام - خاص

قبل الميلاد بنحو 1772 عاماً، قام "حمورابي" - سادس ملك يحكم بابل فى أراضي العراق قديماً – بإصدار تشريعات وقوانين سُميت بشريعة "حمورابي" وهذه الشريعة ضمت 282 قانوناً ولائحة وقاعدة، هدفها تنظيم العلاقات بين الأفراد من ناحية وبين الأفراد والدولة من ناحية أخرى.

 

ضم القسم التاسع من شريعة ملك بابل قواعد تتعلق بالتعويض عن الضرر، والتى ذكرت فى إحداها: "أي مواطن تتعرض ممتلكاته للسرقة، تكون الدولة مُلزمة بتعويضه بشكل مناسب"، وهذا كان الشكل البدائي والأولي للتأمين فى العالم القديم والحضارة المكتوبة.



 

فكرة التأمين هى أنها تنشر الطمأنينة والإحساس بالأمان، كلمة تأمين مشتقة من الأمان والحماية والتغطية، وبما أن الإقتصاد والأعمال والنشاط الإنساني الفردي بشكل عام يواجه الكثير من المخاطر اليومية فكان لا بد من تهدئة هذه المخاوف وإخماد هواجس القلق؛ كي تستطيع الشركات وكذلك الأفراد أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي دون الانشغال بأفكار سلبية أخرى مثل وقوع حريق أو التعرض لأزمة صحية أو قرصنة لخوادم الشركة.

 

تطور قطاع التأمين لاحقاً مع عصر التوسعات الأوروبية واستخدام البحر للتجارة والاستعمار، واعتمدت الإمبراطورية الرومانية بشكل كامل على التجارة بحراً عبر السفن ولكن كانت تواجهها مخاطر القرصنة أو الطقس السيئ وتلف البضائع وتضرر السفن أو حتى غرقها، فاحتاج التجار إلى التأمين بشكل أكبر وأكبر مع توسع التجارة.

 


 

ومع ظهور الإمبراطورية البريطانية بداية من القرن السابع عشر، بدأت الحكومة في صياغة نظام تأميني أكثر عصرية وحداثة لسفن وشركات الإمبراطورية مترامية الأطراف من أوروبا حتى الهند لتأمين تجارتها وسفنها، لكن الثورة الصناعية كانت هى المرحلة الجوهرية لصناعة التأمين.

 

نتيجة التوسع الصناعي والنمو الاقتصادي السريع والهائل في أوروبا والولايات المتحدة، وتضخّم حجم القطاع الخاص على حساب القطاع العام بالتزامن مع ارتفاع المخاطر في بيئات العمل وبالأخص المصانع الضخمة والصناعات الثقيلة كثيفة العمالة، لذلك زادت الحاجة لنُظم تأمينية متنوعة ومتعددة تغطي الأنشطة الاقتصادية الجديدة التي ظهرت في المجتمع والاقتصاد الصناعي الناشئ.



 

التأمين: الحاضر

  

أكبر 10 دول في سوق التأمين العالمي من حيث الأقساط (2020)

الترتيب

الدولة

إجمالي الأقساط السنوية (مليار دولار)

حصة الدولة من السوق العالمي (%)

1

الولايات المتحدة

2,530

40.3

2

الصين

655

10.4

3

اليابان

414

6.6

4

بريطانيا

338

5.4

5

ألمانيا

258

4.1

6

فرنسا

231

3.7

7

كوريا الجنوبية

193

3.1

8

إيطاليا

161

2.6

9

كندا

143

2.3

10

تايوان

113

1.8


أكبر 10 شركات في سوق التأمين العالمي من حيث الإيرادات (2020)

الترتيب

الشركة – دولة المقر

الإيرادات السنوية

(مليار دولار)

التخصص

1

Berkshire Hathaway - أمريكا

245

تأمين على الممتلكات وتأمين ضد الحوادث

2

Ping An Insurance – الصين

191

تأمين الحياة وتأمين طبي

3

China Life Insurance – الصين

144

تأمين الحياة وتأمين طبي

4

Allianz – ألمانيا

136

تأمين الحياة وتأمين طبي

5

AXA– فرنسا

128

تأمين الحياة وتأمين طبي

6

Japan Post Holdings – اليابان

110

تأمين الحياة وتأمين طبي

7

Assicurazioni Generali - إيطاليا

97

تأمين الحياة وتأمين طبي

8

People's Insurance Co. of China - الصين

84

تأمين على الممتلكات وتأمين ضد الحوادث

9

State Farm - أمريكا

78

تأمين على الممتلكات وتأمين ضد الحوادث

10

Nippon Life Insurance - اليابان

76

تأمين الحياة وتأمين طبي

 


 

التأمين: المستقبل

 

يبدأ "محمد" يومه بإرسال توجيه إلى مساعده الشخصي عبر جواله الذكي، يبلغه بأنه سيقود السيارة بنفسه فى طريقه للعمل اليوم بدلاً من القيادة الذاتية، لذا يستكشف "محمد" الطرق الرئيسية والبديلة لرحلته عبر مساعد الخرائط والذي بدوره مربوط بشركة التأمين على السيارة.

 

وعلى الفور يقوم برنامج الخرائط بدعم من شركة التأمين بتوجيه "محمد" نحو طريق يحتوي على احتمالات منخفضة أو منعدمة لوقوع الحوادث أو الإضرار بالسيارة، ويقوم بتعديل الأقساط التأمينية الخاصة بـ "محمد" بشكل فوري لتكون أرخص مما سبق.

 

انخفاض أقساط البوليصة يرجع لانخفاض المخاطر لكن لو حدث العكس وقام "محمد" بسلك طريق خطير أو غير آمن أو مصنف "مكان للجريمة"، ستزداد المخاطر وسترتفع الأقساط التأمينية، ويتم الخصم من الحساب البنكي لـ "محمد" المربوط على برامج السيارة المتصلة بدورها بشركة التأمين، وكل ذلك يتم بشكل لحظي وسلس وأتوماتيكي.

 

وصل "محمد" لمقر عمله وأثناء ركن السيارة صدم إحدى علامات الجراج، تتوقف السيارة ويبدأ فحص داخلي أوتوماتيكي لتحديد درجة الضرر، يطلب المساعد الشخصي على جوال "محمد" القيام بتصوير مقدمة السيارة من عدة زوايا ومشاركتها مع برنامج السيارة، يعود "محمد" لمقعد السائق.

 

وبعد دقيقة واحدة تظهر رسالة على شاشة السيارة تفيد بأنه تمت الموافقة على تغطية إصلاح الضرر، الموافقة عليها جاءت من شركة التأمين دون تحمل "محمد" أي أعباء، وسيتم إرسال طائرة بدون طيار لإنهاء بعض الفحوصات الإضافية بالتزامن مع إرسال سيارة بديلة حتى يتم إصلاح الأولى.

 

ربما تظن أن هذا السيناريو بعيد المنال ويحتاج لعشرات السنوات، لكنه في الواقع أقرب مما تظن بكثير، كل التكنولوجيات التي ورد ذكرها في هذا السيناريو التخيلي موجودة بالفعل حالياً لكن ينقصها التطبيق العملي واسع النطاق والأسعار التجارية المناسبة والبيئة التشريعية المحفزة، وهنا القفزة الانتقالية لصناعة التأمين ستحدث.

 

هذا يعني أن تتحول شركات التأمين من نموذج أعمال: حدد الضرر وأصلحه، إلى نموذج: تنبأ وامنع الضرر قبل أن يحدث، عبر استخدام تقنيات الذكاء الصناعي تستطيع شركات التأمين بالتعاون مع كل اللاعبين المعنيين بسوق التأمين من الوصول إلى هذه التطبيقات المتطورة والمرحلة التالية للتأمين، لكن إلى أي مدى الصناعة جاهزة لذلك؟.

 

مسألة التزامن

 

هناك مسائل رئيسية على شركات التأمين التعامل معها والاستعداد لمعالجتها لكي تستطيع المنافسة مع التغيرات الوشيكة على مستقبل الصناعة بأكملها، على رأسها: انفجار البيانات على الأجهزة المتصلة ببعضها، فكرة الـ Synchronization  أو التزامن / التنسيق المشترك.

 

عملية التزامن هذه بدأت منذ سنوات طويلة مع طفرة الجوالات الذكية لكن مستقبلها يحمل الكثير من التطوير المؤثر على صناعة التأمين، ستصل أعداد الأجهزة المتصلة ببعضها لنحو تريليون جهاز بحلول 2025، وعملية تحويل المادة الخام للبيانات إلى معلومات مفهومة أصبحت عملية مهمة ومرحلة ضرورية ودقيقة يمكن عن طريقها اتخاذ قرار ذكي وعاقل، هذه القضية جوهرية للغاية فى مستقبل صناعة التأمين ويجب على الشركات الاستعداد لها.

 

مسألة الروبوتات

 

استبدال البشر بروبوتات في أداء الأعمال الشاقة ومهام التصنيع والنقل والتخزين والحمل والرفع وكذلك استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد التي ستصل بحلول 2025 إلى تأسيس مبنى كامل عبر هذه الطابعات وسيكون هذا هو النمط الطبيعي الجديد في العقد الحالي والذي يليه، إضافة إلى الارتفاع المتوقع والنمو الكبير فى السيارات ذاتية القيادة التي ينخفض سعرها سنة بعد أخرى، كل هذه التغيرات الحادة لها أثر كبير على صناعة التأمين وعلى الشركات دراسة كيف ستتعامل معها.


 

مسألة المشاركة

 

لكي تحدث عملية التزامن واتصال الأجهزة ببعضها يجب أن تقبل كل الجهات التنظيمية والحكومية بالتعاون مع القطاع الخاص وشركات السيارات والمستشفيات والخدمات الطبية والمرور والطرق وخدمات الإسعاف وغيرها من الجهات ذات الصلة، هذا يستلزم جهداً تشريعياً وبيئة قانونية محفزة ومساعدة على ذلك وإلا ستواجه شركات التأمين مخاطر كبيرة قد تؤدي ببعضها إلى الإفلاس حال فشلت في الحصول على بيئة يُسمح فيها بمشاركة البيانات في كل الاتجاهات ومع كل الأطراف المعنية.

 

 

الخلاصة أن مستقبل التأمين أصبح في يد التكنولوجيا الفائقة التطور والتطبيقات المتقدمة للذكاء الصناعي، هذه التطبيقات قادرة على تحليل سلوك الشخص المؤمن عليه بدراسة مخرجات كلامه وتعبيرات وجهه ورسائله على الواتس آب ومنشوراته على فيسبوك، كل ذلك يساعد شركات التأمين في وضع تصنيف بالمخاطر الحقيقية المحيطة بكل عميل بدقة منقطعة النظير.
 

 لكن من ناحية أخرى فإن هذه التطبيقات ستفيد العميل أكثر من الشركة نظراً لأن فكرة التأمين هي أنه طالما أنك لم تستخدمه فأنت بخير، وبما أن التكنولوجيا الجديدة ستساعد على دعم توقع المخاطر فذلك يصب فى صالح العميل أولاً.

 

المصادر: أرقام – ماكينزي أند كومباني – معهد معلومات التأمين – منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.