ينظر كثيرون لكبار رجال الأعمال في العالم بانبهار، متخيلين أنه من الصعب الوصول للنجاح الذي حققوه، إلا أن ما لا يعرفه أولئك هو أن بإمكانهم تحقيق النجاح الوظيفي، من خلال ما يعرف باسم قاعدة الخمس ساعات، التي تعني قضاء 5 ساعات أسبوعيًا في قراءة وتعلم شيء جديد، وهي قاعدة استخدمها العديد من أنجح القادة في العالم، مثل جاك ما، وإيلون ماسك.
وقد استخدم بنجامين فرانكلين، الذي يعد أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة،هذه القاعدة للمرة الأولى في القرن الثامن عشر، واستهدف فرانكلين من خلال هذا المفهوم زيادة معرفته عبر تخصيص ساعة واحدة يوميًا للتعليم، كما خصص وقتًا أيضًا للتفكير والتجريب، من أجل تحسين الذات.
من خلال الاستيقاظ مبكرًا، للقراءة والتأمل، ووضع الأهداف الشخصية، وتحويل أفكاره إلى تجارب، تمكن "فرانكلين" من تحقيق النجاح وابتكار العديد من الاختراعات.
وصاغ مايكل سيمونز مؤسس "إيمباكت" قاعدة الخمس ساعات، والتي استوحاها من فرانكلين، وقال سيمونز إن الآثار طويلة المدى لعدم التطور الفكري مثل الآثار طويلة المدى لعدم ممارسة الرياضة، أو تناول الطعام الجيد، أو عدم أخذ القسط الكافي من النوم، مؤكدًا ضرورة التعلم لمدة خمس ساعات على الأقل أسبوعيًا.
ولأن المعرفة هي مصدر القوة، فليس من المستغرب أن يتبنى العديد من رجال الأعمال الناجحين قاعدة الخمس ساعات، فعلى سبيل المثال يشتهر بيل جيتس مؤسس "مايكروسوفت" بكونه قارئاً نهماً، ويقرأ نحو 50 كتابًا سنويًا.
ويقضي وارين بافيت الذي يعد واحدًا من أفضل المستثمرين في العالم، ست ساعات يوميًا في القراءة، مشيرًا إلى أن المعرفة تتراكم مثلما تتراكم الفائدة المركبة.
كيفية تطبيق قاعدة الخمس ساعات
- من أجل تطبيق هذه القاعدة يحتاج الأشخاص إلى تخصيص ساعة يوميًا، أو خمس ساعات أسبوعيًا لتعلم أو ممارسة شيء ما. ونظرًا لأن العمل يستغرق عادة الجزء الأكبر من وقت الأشخاص، فقد اعتاد فرانكلين على تخصيص تلك الساعة في الصباح قبل بدء العمل.
- بالنسبة للأشخاص الذين يقضون بعض الوقت في المواصلات في طريقهم للعمل، فبإمكانهم الاستماع إلى الكتب الصوتية، أو القراءة خلال هذا الوقت. كما يمكنهم تخصيص نصف ساعة في بداية ونهاية يومهم للتعليم، فهذا الوقت القليل سيؤدي في النهاية لتراكم المعرفة.
تخصيص وقت للقراءة
- إذا كان بإمكان الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما تخصيص وقت للقراءة، لمدة ساعة يوميًا في البيت الأبيض، فبإمكان أي شخص أن يفعل ذلك، ويرى أوباما أن القراءة هي المهارة التي تجعل جميع أشكال التعلم الأخرى ممكنة.
- ويقرأ القادة عادة الكتب الواقعية وكتب السير الذاتية، والتقارير الإخبارية، ويقضون وقتًا أقل في قراءة الكتب الخيالية.
التدوين والتجربة
- يحرص القادة الناجحون كثيرًا على تخصيص الوقت للتفكير والتأمل وكتابة أفكارهم، وأخطائهم، والنصائح التي تلقوها، والتحديات التي واجهتهم، فذلك كله يساعدهم على تصفية الذهن، والتعلم من الأخطاء.
- بمجرد أن يصبح لدى الشخص عادة التعلم، ويبدأ في التفكير في الأخطاء والتحديات، يصبح من المهم الانتقال إلى الخطوة التالية وهي التجربة، فالتجربة تتيح للشخص اختبار ما يناسبه وما لا يناسبه.
- إذا قرأ الشخص مثلاً كتابًا عن الدروس التي يمكن تعلمها من القادة، أو فكر في خطأ لا يزال يقوم به، فإن تجربة الحلول الجديدة قد تكون مفيدة له كثيرًا، وتساعده على تغيير حياته للأفضل.
المصدر: سي إي أو ماجازين
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}