نبض أرقام
09:36 م
توقيت مكة المكرمة

2025/01/15

شركة سويدية تنجح في إنتاج أول صلب صديق للبيئة على مستوى العالم

2021/10/17 اقتصاد الشرق

يحتاج مصنعو الصلب حول العالم إلى القيام بعملية تحول شاملة، حيث تعتبر صناعتهم واحدة من بين أكثر الصناعات تلويثا للبيئة، و تتحمل مسؤولية نسبة تصل إلى 7% من الانبعاثات الكربونية عالميا.
 

في الوقت الحالي، تقوم عمليات التصنيع لدى أكبر المصانع المنتجة للصلب على نفس الطريقة التي يستخدمونها منذ قرن مضى، والآن يبدو أنه حان وقت مواجهة يوم الحساب.
 

في ظل استمرار مواجهة كوكب الأرض للمخاطر الناجمة عن الاحتباس الحراري، يدرك المنتجون أن عليهم توفيق أوضاعهم حتى يتمكنوا من النجاة في المستقبل الذي سيكون منخفض الكربون.
 

دخلت شركة "ساب أيه بي" (SSAB AB) السويدية، التي تمتلك أعمال تصنيع تمتد من مدينة ألاباما إلى شنغهاي، في شراكة مع المرفق الحكومي "فاتنفول" ( Vattenfall AB)، وشركة التعدين "إل كيه أيه بي" (LKAB) من أجل تصنيع أول صلب خالٍ من المواد الأحفورية عن طريق استبدال وقود الهيدروجين الأخضر بالفحم.
 

انطلقت عمليات تسليم المعدن النظيف خلال شهر أغسطس الماضي، لعدد من العملاء يشمل شركة "فولفو" وشركة "مرسيدس-بنز" وشركة "كارغوتيك أويج" ( Cargotec Oyj) الفنلندية.
 

تنطلق العملية بأكملها من المناجم التابعة لشركة "إل كيه أيه بي" داخل العمق السحيق لمنطقة تقع في الدائرة القطبية الشمالية.

تستحوذ الشركة على واحدة من أكثر المناطق العالم ثراء من حيث ترسبات خام الحديد، وبدأت عملية استخراج المواد الأولية فيها مع نهاية القرن التاسع عشر.

ويتم مزج المواد الخام مع بعض الإضافات عليها لتأخذ شكل "الكريات الرخامية" – لكنها أكثر ثقلا – ويجري بعد ذلك نقلها باتخدام قطار كهربائي إلى مدينة لوليا، وهي مقر أعمال محطة "هيابريت" (Hybrit) التي تعمل بوقود الهيدروجين.

 

تعد محطة "هايبريت" مشروع مشترك للشركات الثلاث، التي خصصت ملياري كرونة سويدية (232 مليون دولار) للانفاق على مدة زمنية تجريبية تستمر حتى عام 2024.
 

يعد حجم المبنى الرئيسي، المزخرف بشعار "صلب خالٍ من المواد الأحفورية"، صغير إلى حد ما وغير منفصل عن مباني التشغيل، غير أن الشركات تعمل على تجهيز نموذج كبير صناعي بتكلفة تبلغ نحو 10 مليارات كرونة سويدية.

وستكون المحطة على بعد عدة ساعات من السفر بالسيارة من مدينة "ياليفاره"، ومن المحتمل أن تجري عملية الافتتاح بحلول عام 2026.

 

اللحاق بالركب
 

تسعى شركات تصنيع كثيرة للحاق بركب الصلب صديق البيئة، لكن هناك عقبات هائلة لا تزال تقف في طريقها، حيث أن التقنيات المستخدمة في التصنيع مقتصرة على المشاريع التجريبية التي يمكنها إنتاج كميات محدودة فقط من سبيكة الصلب، كما أن عملية الإنتاج تتطلب تكاليف تشغيل أكثر ارتفاعا من النهج كثيف الكربون.
 

يمول المؤسس الملياردير لشركة "سبوتيفاي تكنولوجي" دانيال إيك، شركة "إتش 2 غرين ستيل" (H2 Green Steel) ، وهي شركة سويدية ناشئة من المنتظر أن تنطلق عملية الإنتاج لديها خلال عام 2024.
 

يتطلب الأمر استثمار مبلغ تصل قيمته لـ 30 مليار دولار سنويا في قطاع الصلب لكي يتمكن من تلبية الطلب على مدى الثلاثين عاما القادمة، بحسب تقديرات مؤسسة "ميشن بوسيبل بارتنرشيب" ( Mission Possible Partnership)، التي تدعو للعمل على الإسراع بجهود التخلص من الكربون الموجود في الصناعات المصنفة كأكثر مصادر الانبعاثات الكربونية.

وتصل تكلفة توفيق أوضاع هذه الأصول لتصل إلى انباعاثات صافي الصفر استثمارات بحوالي 6 مليارات دولار خرى في العام الواحد.

 

تواصل محطة "هيابريت" مسارها باتجاه الصلب النظيف داخل خيمة ذات حجم يقارب حلبة هوكي الجليد، مع وجود أكوام من الكرات التي يجري نقلها عبر حزام ناقل إلى داخل المصنع.

تجري عملية تسخين لها في الداخل، ومن ثم يجري وضعها في هيئة قالب مضغوط من الحديد الإسفنجي، وهي المادة الخام المستخدمة في إنتاج الصلب.

 

يعتبر استخدام محطة "هيابريت" لوقود الهيدروجين الأخضر أمر نادر الحدوث، حيث لا تزال تقنية ناشئة، لكنها جوهرية للوفاء بتعهدات تحقيق هدف صافي الصفر من الانبعاثات الكربونية التي التزم بها كل من الاتحاد الأوروبي والصين.
 

تُشعل محطة "هايبريت" وقود نظيفا - وليس الفحم الملوث للبيئة - من أجل التخلص من الأكسجين الموجود في خام الحديد، ولا يصدر عنها انبعاثات سوى بخار الماء.
 

ولا يعد الهيدروجين اختراع حديث – حيث جرى استخدامه في تحريك المنطاد الجوي وصواريخ الفضاء – غير أن الحصول عليه باستخدام طاقة متجددة يجعله وقودا شبه خالٍ من الانبعاثات الملوثة للبيئة.

وتسعى الحكومات والشركات لاستخدام وقود الهيدروجين الأخضر في تشغيل المركبات والسفن والطائرات فضلا عن المصانع.

 

في الوقت الذي تعتبر فيه المنطقة الواقعة شمال السويد غنية بمصادر الطاقة المتجددة، فإن طبيعة الطقس تجعل الإمدادات غير منتظمة، لذا، يعمل مشروع "هايبريت" على تجميع نظام خاص بتخزين وقود الهيدروجين الأخضر.

وقال ميكائيل نوردلاندر، المدير التنفيذي لوحدة التخلص من الكربون في شركة "فاتنفول": "يتطلب هذا القطاع استمرار العمل على مدار 24 الساعة يوميا وعلى مدى أيام الأسبوع كاملة".

 

سيجري دفن النموذج التجريبي على عمق 30 مترا تحت الأرض.

بدأ العمل منذ الربيع الماضي في تفجير الجرانيت والصخور الصلبة، حيث يتشبع المكان بالرطوبة، والرائحة الكريهة بجانب الضوضاء.

 

في أعقاب الانتهاء من هذه الأعمال، يجري تخزين وقود الهيدروجين في خزان يصل حجم إلى نحو 100 متر مكعب، وهو يعادل عددا من الحاويات الخاصة بالشحن.

وفي حال جاءت نتائج الاختبارات ناجحة، فمن الممكن مضاعفة حجم المشروع الأصلي لاستيعاب كمية وقود هيدروجين تزيد أكثر من ألف 1000 مرة عن النومذج التجريبي - وهي كمية كافية لملء "قاعة ألبرت الملكية" الموجودة في في لندن.

 

ينتج مصنع "هايبريت" قالبا من الحديد الإسفنجي المضغوط الخالي من الأحفوري، على غرار مجموعة قطع على شكل قالب صابون يجري شحنها إلى مصنع "ساب" في أوكسلوسوند جنوب ستوكهولم.

جرى إنتاج أول ألواح صلب خلال الصيف وتسلمتها شركة فولفو في شهر أغسطس الماضي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.