بدأت إسبانيا جني ثمار إنفاق مليارات اليوروهات على تطوير السكك الحديدية فائقة السرعة على مدار ثلاثين عامًا، إذ أصبح لديها أطول خط سكك حديدية من هذا النوع في أوروبا.
ويمتد خط السكك الحديدية فائقة السرعة في إسبانيا على امتداد 3567 كيلومترًا، وذلك بعد افتتاح أول مسار له في عام 1992 والذي ربط محطة أتوتشا بمدريد بسيفيلا الواقعة في إشبيلية.
واستمر توسع هذه المحطات حتى وصلت إلى غرناطة في الجنوب وبرشلونة وفالنسيا في الشرق وسانتياغو دي كومبوستيلا وفيجو في أقصى الشمال، كما تسير القطارات عالية السرعة عبر المدن التاريخية مثل بلد الوليد التي تقع في المنطقة الغربية.
كما تم البدء في بناء شبكة على شكل حرف "واي" في 2006، لربط التجمعات السكانية الرئيسية في منطقة الباسك المستقلة لكن التقدم كان بطيئًا، والمشروع الذي تبلغ قيمته 6.8 مليار دولار، ليس من المقرر أن يصل إلى مدينة بلباو الإسبانية حتى عام 2025 على الأقل.
وتدير كافة القطارات فائقة السرعة في إسبانيا شركة "رينفي" التابعة للحكومة تحت علامتها التجارية Alta Velocidad Espana والمعرفة اختصارًا بي إيه في إي".
وواجه هذا المشروع انتقادًا في بدايته، إذ كانت كثافة المرور بشكل عام في التسعينيات أقل بكثر مما كانت عليه في خطوط مماثلة في فرنسا وألمانيا، لتُوجه انتقادات بأنه تم إهدار مليارات اليوروهات في مشاريع ذات قيمة حقيقية قليلة.
وتدير هذه الشركة الوطنية 20 قطارًا بين مدريد وبرشلونة وتستغرق الرحلة ساعتين ونصف الساعة فقط، مع توفر ثلاث رحلات ذهاب وعودة يومية بين المدينتين، وبشكل عام توفر الشركة 16 ألف مقعد بشكل يومي.
ومع ذلك فإن المنافسة بين القطارات فائقة السرعة وقطاع الطيران المحلي لا تزال شرسة، إذ إن الخطوط الجوية بين مدريد وبرشلونة هي الأكثر ازدحامًا.
وإلى جانب المنافسة من الطائرات، تواجه السكك الحديدية تنافسًا شديدًا من قبل الحافلات السريعة والسيارات الخاصة إذ لا تزال أسعار الوقود في إسبانيا منخفضة نسبيًا وفقًا للمعايير الأوروبية، وتم إجراء حوالي أربعة ملايين رحلة بالسيارة بين أكبر مدينتين هناك في 2019.
أما فيما يتعلق بالأسعار، سعت "رينفي" لحل هذه المسألة لأن سعر تذكرة القطار السريع أعلى بكثير من سعر الرحلات بالخدمة نفسها في أي مكان آخر، وذلك عبر إطلاق خدمات بتكلفة أقل.
ومن ضمنها الخدمة المعروفة بـ"أفلو" Avlo التي أطلقت في وقت سابق من 2021، وتوفر رحلة ما بين أكبر مدينتين في إسبانيا مقابل 7 يوروهات (8.20 دولار) فقط، مقارنة بالأسعار في الخدمة الرئيسية عند 48 يورو (56 دولارًا).
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}