نبض أرقام
06:23 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

مبادئ الحفاظ على الثروة: كيف يفقد كثير من الأثرياء ثرواتهم؟ وكيف يحافظ القليل منهم عليها؟

2021/11/16 أرقام

بلغ عدد أصحاب الثروات المرتفعة (HNWI) أي من يملكون أكثر من مليون دولار، أكثر من 20 مليون شخص حول العالم، وتتصدر المملكة العربية السعودية منطقة الشرق الأوسط بعدد يصل إلى 274.4 ألف شخص وفقاً لتقديرات شركة الاستشارات البريطانية "نايت فرانك" في تقريرها السنوي لعام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 279.3 ألف شخص بحلول 2024. ولكن، هل ستستطيع الأجيال القادمة حماية الثروات التي بنتها عائلاتها؟



 

يواجه أصحاب الملاءة المالية تحدياً من نوع مختلف حيث يركز البعض على الحفاظ على ثرواتهم الحالية وحمايتها من التآكل بينما ينشغل الآخرون بآليات بناء الثروة. تآكل الثروة هو التهديد الأخطر حيث فشل كثير من الأثرياء في الحفاظ على ثرواتهم أو أضاعوا جزءً كبيراً منها خاصةً مع مرور الأجيال.
 

حقيقة ثابتة في عالم الاستثمار هي أن الثروة تتغير دائماً، فإما تزداد أو تتراجع. حتى النقد والرصيد البنكي يخضعان لهذا المبدأ، فقيمتهما تنخفض باستمرار وفقاً للتضخم.
 

تبدّد الثروة من جيلٍ إلى جيل

يقول المثل الصيني: الجيل الأول يبني الثروة، والجيل الثاني يعيش كالسادة، والجيل الثالث يبدأ من الصفر.

وهو قريب جداً من المثل المكسيكي: الأب تاجر والابن مليونير والحفيد متسوّل. ويعبر كلا المثلين عن مصير كثير من الثروات العائلية التي تتبدد عند انتقالها من جيل لآخر، وهي حقيقة لاحظها ابن خلدون منذ قرون أن الدول تشرف على نهاية عمرها بعد الجيل الثاني. فالجيل الأول يتسم بالإقدام والبسالة، والجيل الثاني يعتاد الترف ويميل للكسل مقارنة بالذي سبقه مع أنهم شهدوا رفعة آبائهم وشاركوهم بعض الشيء، أما الجيل الثالث فيبلغ بهم الترف غايته وينسون كيف وصلوا إليه، فتذهب الدولة بما حملت.

 

 تنطبق هذه العملية على العوائل الثرية أيضاً حيث تشير أحدث الدراسات أن عمر الثروة نادراً ما يزيد في العائلة الواحدة عن ثلاثة أجيال.
 

تفقد 70% من العائلات الثرية ثرواتها التي بناها الجيل الأول على أيدي الجيل الثاني، وبقدوم الجيل الثالث أو جيل الأحفاد ترتفع نسبة العائلات التي تخسر ثرواتها إلى 90%. ويعود السبب في هذه الظاهرة إلى أخطاء في إدارة الثروة وغيرها من قرارات استثمارية وتجارية وعادات إنفاق غير مدروسة. ومن إحدى الأسباب أيضاً ضعف الإحساس بقيمة المال الموروث الذي لم يحصل عليه صاحبه بجهده الشخصي.



 

كيف تفادت العشر بالمائة من العائلات الثرية التي حافظت على ثرواتها عبر الأجيال مصير العائلات الأخرى؟
 

أجرى مستشار إدارة الثروات العائلية "دينيس جافي" في كتابه "ثروتك المستعارة من أحفادك" (Borrowed from Your Grandchildren) بحثاً موسعاً لبعض الأسئلة: ما الذي يميز العائلات التي تحتفظ بثرواتها لأكثر من 100 عام عن غيرها؟ كيف تتجنب بعض العوائل لعنة الأجيال الثلاثة وتحسّن من فرص استمرارها؟
 

أجرى "جافي" مقابلات مع أكثر من 100 عائلة حول العالم، وخلص إلى أن هذه العائلات تستعين بمجموعة من أفضل المستشارين الماليين ليرشدوهم لأفضل الفرص والأساليب الاستثمارية ويبقونهم دائماً على المسار الصحيح.
 

إدارة الثروات باحترافية
 

يوضح الكتاب أن إدارة الأثرياء لثرواتهم بأنفسهم وبشكل ارتجالي ليست أنسب وسيلة للحفاظ على الثروة وتنميتها، خصوصاً في أسواق اليوم الأكثر عرضة للتقلبات بسبب ازدياد عدم اليقين في ظل تأثر السوق بمتغيرات كثيرة، إضافة إلى التغيرات الجذرية في كثير من الصناعات والقطاعات الاقتصادية التي كانت تعد خيارات شبه آمنة في الماضي. وهذا ينطبق مثلاً على صناعة التجزئة التقليدية التي أصبحت مهددة من قبل التجارة الإلكترونية، وينطبق كذلك على القطاع المصرفي الذي أصبح يخضع لمنافسة كبيرة من قِبل شركات التكنولوجيا المالية التي تركز على خطوط أعماله الرئيسية كالتمويل والمدفوعات.
 

يمكن للكثير بناء الثروة، ولكن من النادر أن يتمتع هؤلاء بالمعرفة والخبرة اللازمة لتنميتها والحفاظ عليها على المدى الطويل. هنا يأتي دور إدارة الثروات وهو مجال تعمل به عدد من الشركات حول العالم تدير أكثر من 103 تريليون دولار.



 

قد تعتقد للوهلة الأولى أن مهمة مديري الثروات تنحصر في إرشاد أصحاب الثروات إلى كيفية استثمار أموالهم، ولكن الخدمات التي تقدمها تلك الشركات اليوم باتت تشمل مساعدة العميل على تحديد أهدافه واحتياجاته المالية أولاً، ومن ثم تطوير الاستراتيجيات والخطط الاستثمارية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف، والإشراف على سير الخطط على المسار الصحيح، ومراقبة أداء المحفظة عن كثب.
 

في مقابلة في "أرقام"، أكد علي المعارك، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الثروة والأصول لدى The Family Office International Investment Company ، أن التخطيط المالي ووضع خطة مدروسة ومكتوبة من أهم الخطوات التي يجب اتباعها للمضي بنهج مجدي اتجاه الحفاظ على الثروة وتنميتها، من خلال خطة استراتيجية لإدارة التدفقات والاستثمار.
 

على شركات إدارة الثروات أن تضم مجموعة من أفضل خبراء الاستثمار والتمويل الذين يستطيعون الوصول إلى موارد ومعلومات لا تتاح عادة للمستثمرين الأفراد، مما يعزز قدرتهم على تقديم رؤية للسوق تختلف عن سائر المشاركين فيه، ويمكّنهم من إرشاد المستثمرين لأفضل الفرص الاستثمارية المتاحة وأنسب الخطط لاحتياجاتهم وأهدافهم المالية، سواء كانت قصيرة المدى أو طويلة المدى.
 

القيمة الإضافية
 

تقدم شركات إدارة الثروات قيمة إضافية يصعب على العملاء إيجادها بمفردهم. مثلاً، تقدم شركة The Family Office فرصاً وخدمات استثمارية متنوعة في صفقات عالمية حصرية، وتقلل مخاطرها بتنويع مدروس للأصول، وشراكات مع مدراء أصول عالميين، وغير ذلك. ونجحت The Family Office منذ تأسيسها في 2004 بالحفاظ على ثروات أكثر من 200 من العائلات والأفراد والمؤسسات في الخليج وتنميتها.

دون مدير استثمار ذو خبرة واسعة، قد يتسرع العميل عند أي هزة في السوق بقرارات غير مدروسة قد تفقده ثروته وراحة باله.



 

أشارت دراسة أجرتها شركة الخدمات المالية الأمريكية "بنكريت" في 2019 أن 56% من البالغين في الولايات المتحدة يصابون بالأرق عند أول مشكلة مالية. وليس هذا مفاجئاً. ففي 2017 أظهرت دراسات أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية أن المخاوف المالية هي ثاني أكبر أسباب التوتر لدى الأمريكان.
 

بغض النظر عن كثرة هذه المخاوف، لكل عميل ظروف وأهداف مالية خاصة. فما يناسب شخصاً معيّناً قد لا يناسب الآخرين. وهنا تبرز أهمية مديري الثروات الذين يتبعون منهجاً استثمارياً بناءً على ظروف كل عميل ويضعون خطة مالية واستثمارية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاته واحتياجات عائلته.
 

حوكمة العائلة مهمة صعبة
 

التوافق والتفاهم بين الزوجين من أهم أركان الزواج السعيد، وقد يتأثر مثلاً بفارق السن بينهما. فغالباً ما يؤدي فارق السن بين الأجيال في معظم العوائل الثرية إلى اختلاف أولوياتهم ومفاهيمهم وقناعاتهم بإدارة ثروة العائلة واستثمارها.
 

هنا يلعب مدير الثروة الكفؤ دوراً مهماً في مساعدة العائلة لنقل الثروة من جيل لآخر بإيجاد حل مشترك لكافة الأطراف ومساعدة الأجيال الشابة لفهم حجم المسؤولية واستيعابها بتثقيفهم عن وضع العائلة المالي ومستقبله.
 

على مدير الثروة المحترف أولاً أن يفهم رؤى الأجيال المختلفة وأفكارها، ومن ثم صياغة خطط واستراتيجيات استثمارية لمراعاة احتياجات الجميع وأولوياتهم ومصالحهم.
 

تُغطّى كامل أتعاب المدير الجيد للثروة والاستثمار تلقائياً كنسبة من العوائد. فأمثل طريقة للحفاظ على الثروة وتنميتها هي اختيار مدير ثروة كفؤ لحماية الثروة من الخسائر والانكماش وتحقيق أرباح أعلى من متوسط السوق بعد احتساب الرسوم.



 

نقدر تماماً عبء العميل ومسؤوليته عند العهد بثروته إلى مدير للاستثمار. فثروته تمثل ماضيه وحاضره ومستقبل أولاده وأحفاده. ولذلك عليه أن يختار مدير ثروة ذو خبرة عريقة وفريق متميز قادر على الحفاظ على ثروته بغض النظر عن استقرار السوق أو أزماته.
 

اخلاء المسؤولية:
 

The Family Office Co. BSC(c) هي شركة استثمارية من الفئة الأولى تخضع لرقابة مصرف البحرين المركزي، ومُرخّصة بسجل تجاري رقم 53871 صادر بتاريخ 21/6/2004، وبرأس مال مُصرّح به ومدفوع قدره 10,000,000 دولار أمريكي. ولا تُقدّم The Family Office Co. BSC(c) منتجاتها وخدماتها سوى إلى "مستثمرين معتمدين" على النحو المحدد من قِبل مصرف البحرين المركزي.

 

The Family Office International Investment Company شركة شخص واحد مساهمة مقفلة برأس مال مدفوع 20 مليون ريال. سجل تجاري رقم (7007701696). مرخصة من قبل هيئة السوق المالية بترخيص رقم (30-182-17) لتقديم خدمات إدارة الاستثمارات وتشغيل الصناديق والترتيب والمشورة في الأوراق المالية.

 

المصادر: أرقام – نايت فرانك –The Family Office– بنكريت – مجموعة بوسطن الاستشارية

كتاب: Borrowed from Your Grandchildren: The Evolution of 100-Year Family Enterprises

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.