نبض أرقام
10:04 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/03
2024/11/02

"شل" و"يونيلفر" تنتقلان إلى لندن .. هل نشهد نمطاً جديداً للمنافسة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا؟

2021/11/23 أرقام - خاص

قبل وأثناء وبعد عملية الـ"بريكسيت"، نُشر الكثير من التحليلات والتقارير الاقتصادية من مختلف المؤسسات والبنوك والشركات التي أجمعت وقتها على أن العديد من الشركات العالمية التي تتخذ من "لندن" مقراً لأعمالها الأوروبية سوف تقوم بنقل مقارها إلى مدن أخرى لا تزال دولها أعضاء في الاتحاد، لكن التطورات المتلاحقة مؤخراً والتغيرات السياسية والجيواقتصادية تشي بنشوء نمط جديد مخالف لكل هذه التوقعات المسبقة.

 

 

في حقيقة الأمر، الكثير من المراقبين والزائرين لمدينة "لندن" مؤخراً يلاحظون ازدهاراً في العاصمة البريطانية بشكل واضح، العديد من الأبراج وناطحات السحاب التي تُعج بالمكاتب والمقرات الإدارية والتجارية وفروع الشركات الجديدة، في الوقت الذي حققت فيه قياسات مؤشر مديري المشتريات البريطاني قراءة نمو وتوسعا للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر الماضي، في الوقت نفسه، أوروبا تمر بتعثر تلو الآخر تحت ضغط متزامن من عدة جبهات.

 

تسلسل زمني بعملية البريكسيت 2016 – 2021

التاريخ

الحدث

يونيو 2016

البريطانيون يصوتون على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

2016

رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" يترك منصبه.

 

السياسية "تيريزا ماي" تتولى رئاسة الوزراء خلفاً لـ"كاميرون".

2017

مارس: بريطانيا تبلغ الاتحاد الأوروبي بنتائج الاستفتاء.

 

ديسمبر: بريطانيا وبروكسل تحرزان تقدماً في رسم خارطة طريق لمفاوضات الخروج.

2018

إصدار مسودة عن مستقبل العلاقة بين الطرفين.

 

الطرفان يوافقان على خارطة الطريق نحو الخروج.

2019

مارس: الخروج من الاتحاد يدخل قيد التنفيذ.

 

يوليو: وزير الخارجية "بوريس جونسون" يتولى منصب رئيس الوزراء خلفاً لـ"ماي".

2020

ديسمبر: الشاحنات تصطف في طوابير في موانئ بريطانيا، بسبب زيادة طلب الشركات البريطانية على البضائع، خوفاً من عدم توصل "بروكسل" و"لندن" لاتفاق تجاري.

2020

يتوصل الطرفان إلى اتفاق لمفاوضات مرحلة ما بعد بريكسيت تبدأ من 31 ديسمبر 2020.

 

أبرز نقاط الخلاف: الصيد، الجمارك، الأمن والقضاء، ووضع أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

 

*جمهورية أيرلندا لا تزال جزءا من اليورو، بينما أيرلندا الشمالية جزء من المملكة المتحدة، وبسبب التعقيدات الجغرافية فالأمور صعب حلها وتفكيكها.

 

*بدون التوصل لاتفاقية قد تكون هناك حاجة لفرض رسوم جمركية على البضائع التي يجري استيرادها وتصديرها بين الطرفين وكذلك قيود على حركة التوظيف والتشغيل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع اسعار بعض السلع وصعوبات في إيجاد الوظائف.

2021

أزمة طوابير الوقود في بريطانيا تظهر مع أزمة طاقة عالمية في ظل صعوبة تعيين سائقين جدد للصهاريج بسبب عدم التوصل لاتفاق مع "بروكسل" بعد.

 
 

الشركات تترك أوروبا!

 

النمط الجديد بدأ بشركتين من الحجم الكبير، شركة "يونيلفر" لمستحضرات التجميل والمنتجات الاستهلاكية الشخصية المتنوعة، وشركة "شل" المتخصصة في الطاقة، بعد أن أعلنت الشركتان نقل مقريهما من هولندا إلى لندن في سبتمبر الماضي، وبأغلبية أصوات أعضاء مجالس الإدارات في الشركتين تم تمرير القرار وسط شجب وإدانة من الحكومة الهولندية واحتفال واحتفاء من نظرائهم في الحكومة البريطانية.

 

الأمر كبير، "شل" هي ثاني أكبر شركة مدرجة في مؤشر فوتسي 100، أما "يونيلفر" فهي ثالث أكبر شركة مدرجة بالمؤشر، لذا فإن نشوء هذا النمط الجديد والاتجاه المخالف لكل التوقعات السابقة جدير بالانتباه والتحليل.

 

 

وزيرة الطاقة والأعمال في بريطانيا "كواسي كوارتنج" صرحت بأن انتقال "شل" إلى لندن هو بمثابة تصويت عالمي على الثقة في الاقتصاد البريطاني بينما تعمل الحكومة على تحسين مناخ الأعمال والتنافسية وجذب الاستثمارات العالمية وخلق فرص العمل في لندن.

 

"أندرو ماكينزي" رئيس مجلس إدارة شركة "شل" يقول إن الهدف من هذا الانتقال هو تبسيط أعمال وروتينيات وحركة الشركة ورفع تنافسيتها وتسريع توزيعات الأرباح والوصول بشكل أفضل إلى صفر انبعاثات.

 

 

 

 

 

 

معلومات مقارنة عن "شل" و"يونيلفر"

البند

شل

يونيلفر

عام التأسيس

1897

1929

القيمة السوقية 2020 (مليار دولار)

136

156

الترتيب بين أكبر شركات العالم (بحسب القيمة السوقية 2020)

80

105

الترتيب في مؤشر فوتسي 100

2

3

الانتشار الجغرافي (وفقا لعدد الدول)

70

190

عدد الموظفين

80,000

149,000

 

هل النمط الجديد قابل للاستدامة؟

 

إجابة هذا السؤال تعتمد على ما إذا كانت بريطانيا (بعد بريكسيت) قادرة على أن تقدم نفسها لمجتمع الأعمال الدولي بشكل مختلف عن بريطانيا (قبل بريكسيت)، فبحسب مسح أجرته شركة المحاسبة العالمية "برايس ووتر هاوس كوبرز"على نحو 5,050 رئيسا تنفيذيا، فإن "لندن" استطاعت تغيير الصورة الذهنية التي انطبعت حول العالم فيما بعد عملية الـ "بريكسيت" وتحولت إلى واحدة من أكثر وجهات الاستثمار الأجنبي جاذبية حول العالم.

 

 

المسح شمل التنفيذيين في أكثر من 100 دولة، 35% من هؤلاء الذين يديرون شركات تدر إيرادات بقيمة من 1  مليار إلى 10 مليارات دولار سنوياً، و60% منها شركات خاصة، وفيما يخص السؤال الأهم: هل ترى "لندن" في قائمة اختياراتك الرئيسية للاستثمار العام القادم؟ كانت الإجابات كما يلي:

 

مسح PWC: هل الاستثمار في بريطانيا ضمن اختياراتك الثلاثة الأولى؟

البند

إجمالي الشركات حول العالم

الشركات في الولايات المتحدة

الشركات في الصين

الشركات في الهند

النسبة في المسح الحالي

%11

%21

%13

%25

النسبة في المسح السابق

%9

%20

%3

%9.5

 

وداخل بريطانيا نفسها، قال رؤساء الشركات المستطلعة آراؤهم بخصوص سؤال: ما مدى ثقتك في تحسن إيرادات شركتك؟ قال 40% إنهم متفائلون بحدوث ذلك مقابل 26% في المسح السابق بـ 2019، وهو ما يدلل على تزايد الثقة بداخل السوق البريطاني نفسه وانخفاض حدة الشكوك والقلق في تردي الأوضاع بعد البريكسيت وأن الأمور قد تتجه لما هو مناقض تماما، أي إلى الازدهار.

 

مسح PWC: مؤشرات تُظهر ثقة أصحاب الأعمال بآفاق الأسواق داخل بريطانيا أعلى من المتوسط العالمي

السؤال

نسبة من يمثلون هذا الرأي من المديرين حول العالم

نسبة من يمثلون هذا الرأي من المديرين في بريطانيا

رغم اضطرابات الجائحة، توقع حدوث تحسن بدرجة ممتازة خلال الـ 12 شهر المقبلة بالاقتصاد العالمي

%15

%26

توقع حدوث زيادة/نمو في توظيف مزيد من العمالة/الموظفين الفترة المقبلة

%44

%56

الثقة في تحقيق ربحية الفترة المقبلة

%34

%40

 

 

ورغم هذه الإحصائيات والحقائق التي تشي بظهور اتجاه جديد في أوروبا وبزوغ نجم "لندن" الثابتة على حساب "بروكسل" المرتبكة، لكن لا يزال أمام بريطانيا شوط طويل وجهود مضنية للتغلب على العديد من العراقيل التي تقف أمام تغيير الصورة الذهنية السلبية المأخوذة عنها منذ 2016 في أوساط الاقتصاد والأسواق العالمية، ورغم قوة الدلائل إلا أن هذا النمط الجديد من انتقال الشركات وجاذبية "لندن" للاستثمار لا يزال يحيطه كثير من الشكوك والتخوفات المنطقية لذا فالأفضل التريث قبل إصدار الأحكام على المباراة المحتدمة بين اليورو والجنيه الإسترليني.

 

 

المصادر: أرقام – بي بي سي – فايننشال تايمز – صنداي تايمز – سي إن بي سي – HIS MARKIT – فوربس – مركز أبحاث كارنيجي – رويترز – شل – يونيلفر.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.