يسعى ميناء نيويورك ونيوجيرزي للخروج من عنق زجاجة أزمة صغيرة، لكنها نادرة الحدوث، حيث تزدحم سفن الحاويات التي ترسي قبالة سواحل الجزيرة الطويلة بسبب تفشي الاصابات بفيروس "كورونا" بين عمال الرصيف وزيادة حجم البضائع بسبب الوباء.
قال سام رودا مدير هيئة الموانئ في مقابلة هذا الأسبوع: "شهدنا ارتفاع بأعداد العمال الذين دخلوا الحجر الصحي".
وبلغ متوسط عدد ايام انتظار ناقلات الحاويات على الرصيف نحو 4.75 يوما بالأسبوع الأخير من عام 2021، مقارنة بمتوسط 1.6 يوم للعام الماضي بأكمله.
قال جيم ماكنمارا المتحدث باسم جمعية عمال الشحن والتفريغ الدولية في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن أعضاء الجمعية من العمال كانوا غير متاحين للعمل بنحو 350 يوم بسبب "كوفيد".
ووصف تأثير ذلك بأنه "طفيف"، نظرا لأن بعض طواقم العمل تعود من الحجر الصحي أو المرض، كما يتم تعويض النقص بطواقم العمل المتاحة من أرصفة ترسية السفن السياحية.
تجنبت الموانئ الأكثر ازدحاماً على الساحل الشرقي في منطقة نيويورك إلى حد كبير ما تشهده الموانئ المتلاصقة في لوس أنجلوس ولونغ بيتش بكاليفورنيا من ازدحام، حيث يستمر تأخر عشرات السفن لأكثر من 3 أسابيع لتفريغها.
و أرجع "رودا" استمرار فترات الانتظار قصيرة في نيويورك إلى مواصلة فريق عمل الأرصفة البحرية وباقي المسؤولين العمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع دون توقف، على الرغم من تجمع عوامل تزيد من الازدحام وتطيل قائمة الانتظار ومنها تفشي سلالة "أوميكرون" بكافة أنحاء المنطقة، وإجازة نهاية العام للعاملين، وزيادة أعداد السفن المستأجرة التي تحتاج للانتظار على الرصيف لمرة واحدة.
زاد من المعاناة تراكم العمل وازدحام السفن في عام 2021، والذي كان أمراً لا مفر منه، واضطر إلى عمل الميناء بكامل طاقته لما يقرب من عامين، حيث زاد حجم الأعمال بالميناء في نوفمبر الماضي 27% مقارنة بمستويات نوفمبر 2019.
قال "رودا": "خلال فترة لا تزيد عن 18 إلى 20 شهر شهدنا نمواً في الشحنات يعادل 5 سنوات". كذلك شهد عدد الحاويات لكل سفينة زيادة ملحوظة، حيث استقبل ميناء نيويورك ونيوجيرزي خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر من العام الماضي 298 سفينة قادرة على حمل 10000 إلى 15000 حاوية سعة 20 قدما، مقارنة بعدد 55 سفينة قبل 4 سنوات عندما تم البدء في مشروع جسر "بايون" بقيمة 1.7 مليار دولار لاستيعاب السفن الأكبر والذي اكتمل الآن.
أشار "رودا" إلى أن الميناء بدأ عام 2022 بترسية 12 - 13 سفينة يومياً، وفي منتصف هذا الأسبوع انخفض العدد إلى 9 سفن.
وبحلول منتصف بعد ظهر يوم الجمعة الماضي عندما أوقفت عاصفة ثلجية العمليات سجل الميناء ترسية 11 سفينة يومياً. وقال رودا: "قد يكون ميناء صغير من حيث الحجم لكنه يحظى باهتمامنا".
معاناة الساحل الغربي
لا توجد مؤشرات ملموسة في الوقت الحالي على تحسن الموقف على الساحل الغربي، رغم تدخل إدارة "بايدن" لإزالة المعوقات.
وبلغ متوسط أيام انتظار السفن التي تصل إلى لوس أنجلوس مستوى قياسي بعدما بلغ 23.4 يوماً هذا الأسبوع ارتفاعاً من 20.9 يوم في الأول من ديسمبر، عندما دعا الرئيس جو بايدن إلى تنسيق أفضل وحركة أسرع للبضائع عبر موانئ البلاد.
بدأت أزمات الشحن بالساحل الغربي في نوفمبر 2020 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تفاقمت وسط ارتفاع أحجام الواردات ونقص العمالة وعدم كفاية المعدات من الحاويات ومقطورات الشاحنات اللازمة لنقلها.
كانت هناك 105 سفينة حاويات تنتظر دخول ميناء لونغ بيتش حتى وقت متأخر من يوم الجمعة، بارتفاع عن تسجيل 91 سفينة في 29 ديسمبر وفقاً لـ "سوق الملاحة البحرية جنوب كاليفورنيا" Marine Exchange of Southern California.
يزيد الازدحام من أعباء قدرة الشحن البحري، ويرفع تكلفة نقل البضائع من آسيا لكافة السواحل الأمريكية الرئيسية، ما يؤدي بالنهاية لارتفاع التكاليف على الشركات والمستهلكين الأمريكيين.
أظهر مؤشر "دريوري وورلد كونتينر" ارتفاع السعر الفوري لحاوية 40 قدم المتجهة من شنغهاي إلى لوس أنجلوس للأسبوع الرابع على التوالي لتصل إلى 10520 دولار في الأسبوع المنتهي في 6 يناير، كما ارتفع سعر الحاوية من شنغهاي إلى نيويورك ليبلغ 13518 دولارا، ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ أواخر أكتوبر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}