نبض أرقام
09:14 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

على وقع طبول غزو أوكرانيا .. معركة البحث عن الغاز في أوروبا مستمرة

2022/02/01 أرقام - خاص

لو ولجت إلى منصة ICE المتخصصة في مراقبة أسعار العقود المستقبلية للغاز في أوروبا وحاولت البحث عن إجابة لسؤال: متى تعود العقود لطبيعتها أو أقرب نقطة لطبيعتها؟ تجد إجابة هذا السؤال في عقود شتاء 2025!، لك أن تتخيل أن تطبيع الأمور في سوق الغاز الأوروبية يحتاج إلى مرور ثلاثة مواسم للشتاء حتى تعود لأقرب نقطة لما كانت عليه قبل عواصف 2021، فما الذي حدث؟ وكيف وصل  الأمر إلى هذه النقطة؟

 

 

تفقد الرسم البياني التالي ولاحظ كيف كانت الأمور هادئة من فترة ما قبل الجائحة فبراير 2020 حتى يوليو 2021 حين تضاعف سعر العقود المستقبلية من 15 يورو/ميجاواط/الساعة إلى فوق مستويات 30 يورو، ثم حدثت قفزة أخرى بـ80 يورو بنهاية سبتمبر 2021 ومن وقتها وتحافظ العقود على حد أدنى لا ينخفض عن الـ 80 يورو.

 

 

لم يكن الغاز متماشياً مع النفط طوال الوقت، بالفعل كلاهما الآن عند واحد من أعلى المستويات التاريخية، في حالة الغاز فهو عند أعلى مستوى بالفعل في تاريخه، لكن لم يكن طريقهما متشابها في آخر عامين.

 

*قياس النفط: دولار/برميل.

*قياس الغاز: يورو/ميجاواط/ساعة.

 

التوقعات في مواجهة الواقع

 

لاحظ هنا التوقعات السابقة التي كانت في السوق بين المستثمرين والموردين والمشترين بسوق الغاز، في سبتمبر الماضي توقع المتداولون في السوق أن تكون عقود أكتوبر عند 72 يورو/ميجاواط/الساعة وتظل عند هذا المستوى حتى فبراير وتهبط في أبريل إلى 38 يورو، لكن ماذا حدث في واقع الأمر؟ عقود يناير أصبحت بـ 85 يورو وعقود الشهور القادمة بعيدة كل البعد عن العودة لمستويات الثلاثينيات كما كانت تتوقع ديناميات السوق في سبتمبر.

 

 

التوقعات الحالية بالسوق تدور حول مستوى الثمانينيات حتى الربع الأول من 2023 قبل أن تبدأ أول موجة هبوطية، حيث تصل بحلول الربع الثاني من نفس العام إلى 46 يورو، وفي صيف 2024 تلامس مستويات 30 يورو وفي نهاية المطاف تعود لأقرب نقطة إلى طبيعتها في شتاء 2025 بـ 27 يورو ثم 24 يورو بنهاية نفس العام.

 

 

هل يمكن إيجاد بديل للغاز الروسي؟

ما هو السبب الرئيسي لأزمة سوق الغاز الأوروبي؟


- تضاعف سعر العقود المستقبلية يرجع بالأساس إلى عدة عوامل مرتبة زمنيا كما يلي:

 

- تضاعف الاحتياجات بسبب فورة الطلب في أوروبا بعد عودة الحياة لطبيعتها في أعقاب قيود الجائحة.

 

- عدم قدرة العرض على مواكبة سرعة نمو الطلب.

 

- تخارج العديد من الحقول والآبار الأوروبية عن العمل في هولندا وبريطانيا للصيانة.

 

- انخفاض إنتاجية محطات الطاقة المتجددة من الشمس والرياح وكذلك الطاقة النووية.

 

- تراجع المخزونات الأوروبية من الغاز المسال لأضعف مستوياتها في 10 أعوام.

 

- التوترات مع أوكرانيا.

 

لماذا لا يوجد بديل للغاز الروسي؟


- لا يوجد مورد / دولة واحدة قادرة على أن تحل بمفردها محل روسيا، للأسباب التالية:

 

- البنية التحتية الروسية/الأوروبية للغاز قائمة بالفعل منذ عقود طويلة.

 

- البنية التحتية الأوروبية القائمة على الغاز الروسي لا يمكن فكها وبناء أخرى تعتمد على الغاز المُسال في غضون أشهر ولا حتى سنوات.

 

- الغاز الروسي متوفر بكميات كبيرة بفضل احتياطيات روسيا الضخمة التي تضعها بالمركز الأول على العالم.

 

- الغاز الروسي يمكن توفيره في مدى زمني قصير للغاية.

 

- الغاز الطبيعي (الروسي) عبر الأنابيب أرخص من أي غاز مُسال يتم استيراده وتسييله وتغييره مرة أخرى.

 

- تراجع حاد في الاستثمارات الأوروبية بالنفط والغاز.

 

- عدم جاهزية بدائل الطاقة المتجددة الأوروبية.

 

ما هي البدائل الطارئة؟


- في حالات الطوارئ والظروف الاستثنائية، بالتأكيد هناك خطة ما لدى أوروبا للتعامل والتأقلم، حتى لو كانت هذه الخطة أكثر تكلفة وأكثر تعقيداً مقارنة بالحل الروسي.

 

الولايات المتحدة:

 

- أصبحت "واشنطن" من أكبر منتجى الغاز المسال في السنوات الأخيرة.
 

- ديسمبر 2021: أصبحت الولايات المتحدة أكبر مُصدر للغاز المسال في العالم لأول مرة، متخطية بذلك قطر وأستراليا.
 

- تقديرات الصادرات الأمريكية في عام 2022: 11.5 مليار قدم مكعبة يومياً، يمثل 22% من الطلب العالمي على الغاز المسال.

 

الولايات المتحدة أرسلت 44 شحنة غاز مُسال إلى شمال غرب أوروبا وهي الجغرافيا الأوروبية الأهم لاستقبال الغاز القادم من الخارج.

 

هولندا.

النرويج.
 

- من الدول الأوروبية القليلة الهيدروكربونية والمنتجة للغاز المُسال والغاز عبر الأنابيب مع عدة عملاء داخل أوروبا وخارجها، يمكنها المساعدة في ضخ كميات طارئة إضافية لأوروبا.
 

أذربيجان:

 

- قالت السفيرة الأذرية في بريطانيا "إلين سليمانوف": إنه لا يمكن أن تحل بلادها محل روسيا، وإنه يجب أن تلتزم أوروبا بتوقيع عقود طويلة الأجل مع أذربيجان حال رغبتها في ضخ كميات إضافية للقارة الأوروبية عبر الممر الجنوبي، فيما يبدو أنه احتمال من اثنين، إما أنه محاولة أذرية للتنصل من الضغوط الأوروبية أو محاولة أذرية لاستغلال حاجة أوروبا إليها لتحقيق أكبر ربح ممكن.

 

- الممر الجنوبي: يخرج من حقل "شاه دينيز" في بحر قزوين بالمنطقة الاقتصادية لأذربيجان ويمر عبر تركيا وخمس دول أخرى وصولاً إلى إيطاليا ثم الشبكة الأوروبية للغاز، تكلف بناؤه 33 مليار دولار ومدة تصل إلى 7 سنوات ويبلغ طوله 3500 كم، بدأ التشغيل ديسمبر 2021.
 

قطر:
 

أغلبية الغاز القطري يُباع في سوق العقود المستقبلية باتفاقيات طويلة الأجل، كمية ضئيلة هي التي يمكن تداولها في سوق العقود الفورية وهي الكميات الوحيدة التي يمكن أن يتم إعادة توجيهها وتغيير مساراتها.

 

- 2011: هناك واقعة حدثت في ذلك العام، حين غيرت قطر خط سير بعض ناقلات الغاز المسال في عرض البحر من أوروبا إلى آسيا، كان ذلك أثناء أزمة مفاعل "فوكوشيما" الياباني، وحدث هذا بالتوافق والتنسيق مع العملاء الأوروبيين.
 

- قطر منذ منتصف ديسمبر وإلى الآن، لم تسلم سوى 6 شحنات غاز مُسال لسوق شمال غرب أوروبا.

 

الجزائر:

 

- وفقاً لتقديرات إس آند بي جلوبال بلاتس، تستطيع الجزائر زيادة إمدادات الغاز لأوروبا بمقدار 7 مليارات متر مكعب.

 

- في حال التوصل لحل دبلوماسي مع المغرب يسمح بإعادة تشغيل خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا وهو الخط الواصل لأوروبا عبر إسبانيا، سيكون ذلك داعماً لخطط أوروبا الطارئة.

 

- في حال عدم التوصل لحل مع المغرب، تستطيع الجزائر زيادة شحناتها لأوروبا عبر تسييل الغاز وشحنه على السفن.

 

مصر:

 

- تُقدم مصر نفسها بالشراكة مع 7 دول أخرى في حوض شرق البحر المتوسط كمنصة لتوزيع وتسييل وإعادة تصدير الغاز للعملاء في أوروبا، وأشارت وكالة بلومبرج في نوفمبر الماضي إلى أن هناك خططا بين دول الحوض للعمل على زيادة إنتاجية الغاز المُسال وضخه إلى أوروبا وعملاء آخرين.

 

هل تعلم؟


- 1 مليار قدم مكعبة من الغاز كافية لـ 5 ملايين منزل أمريكي ليوم واحد.
 

 
 

المصادر: أرقام – وكالة  platts S&P global – شركة bp – منصة naturalgasintel – وكالة رويترز – وكالة بلومبرغ – إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.