رغم انعقاد 18 اجتماعا لمجموعة "أوبك" و17 أخرى لتحالف "أوبك بلس" منذ حدوث التذبذبات العنيفة في النصف الأول من عام 2020 مع قدوم الجائحة، إلا أن كل هذه الجهود من منتجي النفط داخل وخارج منظمة "أوبك" لم تكن كافية لامتصاص الصدمة وتهدئة القلق المنتشر في الأسواق، ومع عودة الحياة لطبيعتها تدريجياً يتضح الفارق بين الطلب المتنامي والمعروض الأقل بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وتظل الأسعار في ارتفاع.
أربعة أسئلة رئيسية تحدد حركة النفط ونفهم من خلالها أثر "أوبك" وتحالف "أوبك بلس" في الأسواق والمؤثرات التي تنعكس عليه.
السؤال |
الإجابة |
|
- المعروض من النفط. - الطلب على النفط. |
ما العوامل الرئيسية التي تحدد فعالية دول "أوبك" في التأثير على أسعار النفط؟ |
- مدى امتثال أعضاء "أوبك" الفعلي لحصص الإنتاج المتفق عليها.
- قدرة أو استعداد المستهلكين لخفض استهلاك النفط.
- القدرة التنافسية للمنتجين من خارج "أوبك" عندما تتغير أسعار النفط.
- كفاءة منتجي "أوبك" في توريد النفط مقارنة بالمنتجين من خارج "أوبك". |
ما أكبر عناصر قوة "أوبك" التي تعطيها اليد العليا؟ |
- تُعرف إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مصطلح "الطاقة الاحتياطية" بأنها حجم إنتاج النفط الذي يمكن جلبه للأسواق في غضون 30 يوما ويستمرضخه لمدة 90 يوما على الأقل، وهو أيضا يمثل الفرق بين إنتاج النفط الحالي والحد الأقصى للقدرة على إنتاج النفط، في حالة حدوث انقطاع أو شح في الإمدادات، يمكن لمنتجي النفط استخدام الطاقة الاحتياطية أو الإمدادات الطارئة لتخفيف الزيادات في أسعار النفط العالمية من خلال زيادة الإنتاج لتعويض انخفاض المعروض.
- السعودية والإمارات من الدول القليلة والوحيدة من منتجى النفط القادرة على أداء هذا الدور، وفقا لوكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها مطلع العام الجاري. |
ما الأحداث التي تؤثر في أداء النفط في هذه الأثناء بخلاف الجائحة؟ |
- المناخ: في الفترات الأخيرة ضربت عدة عواصف وأعاصير بنى تحتية نفطية وطاقوية في الولايات المتحدة وأوروبا تسببت في خروج العديد من المصافي والحقول عن العمل.
- التغير المناخي: جماعات البيئة ومكافحة التلوث في الفترة الأخيرة اكتسبت قوة وزخماً كبيراً، وهذا يشكل عامل مقاومة ويعطل كثيراً من الاستثمارات.
- الاستثمارات: وفقاً لـ "Energy Aspects "، تحتاج الصناعة إلى ما لا يقل عن 520 مليار دولار من الاستثمارات كل عام، ذلك فقط للحفاظ على الإنتاج العالمي عند 100 مليون برميل يوميا، ومع ذلك، فإن الصناعة تستثمر 370 مليار دولار فقط الآن.
- الصيانة: خروج عدة آبار عن العمل بداعي الإصلاح أو التطوير وفقاً لجداول صيانة معروفة مسبقاً خاصة في أوروبا.
- المعنويات: القلق وسيطرته على الأجواء، فضلا عن التوتر في الأسواق لأسباب قد تكون أكثر من اللازم ومبالغاً فيها.
- الأسعار المستقبلية: حين تكون العقود المستقبلية مرتفعة كما هو الحال الآن، فإن هذا يعطي إشارة للعقود الفورية أن هناك نقصاً في المعروض وبالتالي خللاً في التوازن، ومن ثم هناك احتياج لزيادة الإمدادات فيستمر كلاهما - الفورية والمستقبلية – في الاتجاه الصعودي.
- النمو الاقتصادي: الاقتصاد العالمي يمر بفترة متقلبة من النمو غير المتوازن والتعافي الهش والقوى في ذات الوقت مما يرفع الطلب بشكل غير متكافئ جغرافياً على كافة السلع والبضائع.
- الاحتجاجات: تنتشر مؤخراً رقعة الرفض والتظاهر والاحتجاج حول العالم خاصة في الاقتصادات المتقدمة في كندا وأوروبا رفضاً لإجراءات تقييد الحركة بهدف مكافحة انتشار المتحورات تارة، أو رفضاً للتطعيم الإجباري تارة أخرى، وهو ما يضغط على الاستقرار السياسي ويرفع حالة اللايقين التي تؤثر بدورها على النمو والطلب على الطاقة. |
إذن خلاصة الأمر أن السوق – على الأرجح – لن يرى هدوءاً قريباً وسيظل لفترة ليست بالقصيرة سوقاً ضعيفاً وضيقاً، ضيق بمعني أن الطلب مرتفع أو أن المعروض منخفض أو كليهما معا، وهي الحالة التي تنطبق على السوق حالياً، وحتى لو تراجعت عدة عوامل سلبية مثل تراجع التوترات في شرق أوروبا فإنه لا يعول كثيراً على تحسن سوق النفط بعدها بشكل كلي، نظراً لأن سلة الأسباب السلبية المتبقية تحتاج لجهد كبير للغاية مع كثير من الحظ والتوفيق لصنع التوازن المفقود منذ عامين في سوق النفط وهو أمر ليس باليسير.
المصادر: أرقام – وكالة الطاقة الدولية – منظمة أوبك – إدارة معلومات الطاقة الأمريكية – بلومبرغ – وول ستريت جورنال.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}