دفعت حكومة المملكة المتحدة لفرض بعض أشد العقوبات الممكنة على روسيا. في الوقت نفسه، تمتلك شركة " بريتيش بتروليوم" ( BP Plc) واحدة من أكبر الاستثمارات الأجنبية في روسيا.
يمثل الأمر وضعا غير مريح بشكل متزايد لشركة النفط البريطانية الكبرى- وهو الموقف الذي أثار مخاوف على أعلى المستويات الحكومية.
يشعر وزير الأعمال كواسي كوارتنغ بعدم الارتياح بشأن علاقات شركة بريتيش بتروليوم مع شركة الطاقة الروسية العملاقة " روسنفت" (Rosneft PJSC) وأعرب عن مخاوفه للرئيس التنفيذي لشركة " بريتش بتروليوم" برنارد لوني في اجتماع أمس الجمعة.
مع ذلك، على الرغم من الرمزية السياسية سيئة الحظ لحصة شركة بريتيش بتروليوم البالغة 20% في شركة "روسنفت" المنتجة للنفط ويسيطر عليها الكرملين، فقد يكون التحالف أضعف مما يبدو.
قال بيتر ماكنالي، الرئيس العالمي لقسم الصناعات والمواد والطاقة في " ثيرد بريدج"(Third Bridge)، التي تقدم معلومات عن السوق، إن ما يخص العلاقة مع "روسنفت"، فإن "بريتش بتروليوم" هي حقا "مجرد مستلمة أو متلقية للأرباح".
"لم يُطلب منهم دفع رأس المال. إنه عمل أكثر بكثير من شركة "تي إن كي- بي بي" التي كانت المشروع الروسي السابق لشركة بريتيش بتروليوم، حسبما قال.
الحصة في الأرباح
تُظهر نظرة سريعة على أرباح "بريتش بتروليوم" لعام 2021 أن شركة "روسنفت" تمثل ثلث إجمالي إنتاج النفط والغاز للشركة التي مقرها لندن والبالغ نحو 3 ملايين برميل يوميا.
لكن هذا في الحقيقة مجرد مسألة محاسبية، فليس لدى شركة بريتش بتروليوم حصصا مباشرة في أي حقول روسنفت، وعلاقة مباشرة بالهيدروكربونات التي تنتجها.
بدلا من ذلك، تتلقى الشركة البريطانية مدفوعات سنوية من "روسنفت"، والتي بلغت 640 مليون دولار في عام 2021 مقارنة بإجمالي التدفق النقدي التشغيلي لشركة "بريتش بتروليوم" البالغ 23.6 مليار دولار. كان توزيع الأرباح صفرا في عام 2020.
قال جياكومو روميو، المحلل في "جيفريز"، إن وجود خطر "نوع من حزمة العقوبات التي تحد من القدرة على نقل الأموال إلى ومن الاستثمارات التي تتم في روسيا".
لكن حتى مع ارتفاع أسعار النفط بشدة ، فإنه يتوقع أن تصل أرباح شركة "روسنفت" إلى ما بين 5% و6% فقط من التدفق النقدي لشركة " بريتش بتروليوم" من العمليات خلال 2022.
بعد غزو روسيا لأوكرانيا، قال متحدث باسم "بريتيش بتروليوم" إن الشركة تراقب الوضع، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
لدى "بريتش بتروليوم" تاريخ في روسيا أطول من العديد من أقرانها. كانت واحدة من أوائل شركات النفط الغربية الكبرى التي تواجدت في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
اشترى جون براون، الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت، حصة في "سيدانكو" (Sidanco ) إبان حقبة التسعينيات من القرن الماضي، والتي تحولت في النهاية إلى " تي إن كيه- بي بي"، مشروع مشترك مع مجموعة من أصحاب المليارات.
السيطرة على نفط روسيا
منح هذا المشروع شركة "بريتيش بتروليوم" سيطرة تشغيلية مباشرة على حقول النفط الروسية، مع وجود أعداد كبيرة من الموظفين المغتربين في البلاد.
كان المشروع مربحا للغاية، ولكنه كان محفوفا أيضا بالتوتر بين الأوليغارشية وشركائهم الغربيين.
أدت معركة مريرة من أجل السيطرة في عام 2012 في نهاية المطاف إلى قيام شركة بريتيش بتروليوم بتبادل حصتها في " تي إن كيه- بي بي" مقابل 17 مليار دولار نقدا والحصول على جزء كبير من أسهم " روسنفت".
قال لوني، الرئيس التنفيذي لشركة "بريتش بتروليوم"، وهو عضو في مجلس إدارة شركة "روسنفت"، إنه لا يزال ملتزما بشدة بالتحالف ، وستتجنب الشركة السياسة وستلتزم بأي عقوبات.
القيود المفروضة في أعقاب ضم بوتين لشبه جزيرة القرم عام 2014 لم تمنع أيضا بوب دادلي، الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت، من عضوية مجلس إدارة الشركة.
كما رفض لوني المزاعم القائلة إن إنتاج روسنفت الهائل من النفط الخام، وخططها للاستفادة من حقول جديدة في القطب الشمالي، يتعارض مع طموحات " بريتش بتروليوم" منخفضة الكربون. مع ذلك، من وجهة نظر ماكنالي، يمكن لشركة بريتش بتروليوم أن تغادر البلاد إذا اضطرت إلى ذلك.
قال ماكنالي: "تخلصت شركة بريتيش بتروليوم من أصولها في ألاسكا"، الأمر الذي كان يبدو غير وارد منذ سنوات.
"لا أعلم أن هناك أبقارا مقدسة أو أمورا لا يمكن المساس بها".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}