على الرغم أن اسم الأستاذ الجامعي ورائد الأعمال "لويس فون آن" ليس مألوفًا، لكن هناك الملايين من الأشخاص حول العالم يستخدمون تقنية "الكابتشا" -حروف التحقق- التي طورها وتطبيق "دوولينجو" Duolingo الذي أسهم في تدشينه.
وأسهم "فون آن" عبر منصبه في جامعة "كارنيغي ميلون" الأمريكية في المشاركة في تطوير الكابتشا في 2003 وهو اختصار لاختبار تورنغ العام والأوتوماتيكي للتمييز بين الحاسب والإنسان.
وتمكن هذا النظام من حل العديد من المشاكل فهو تصدى على سبيل المثال لمرسلي الرسائل المزعجة (استخدام أنظمة الإرسال الإلكترونية لإرسال رسائل لا يرغب المستخدم في تلقيها) والتي كانت تتم بموجبها سرقة ملايين العناوين للبريد الإلكتروني وامتلاء صندوق الوارد بالرسائل غير الهامة.
ويؤكد "فون آن" أن هناك الآن ما يقرب من 200 مليون شخص حول العالم يستخدم تلك التقنية بشكل يومي.
وخلال نفس الفترة، انخرط صاحب الـ43 عامًا في ريادة الأعمال، إذ طور في 2003 لعبة بسيطة تجمع بين اثنين من اللاعبين تظهر لهم نفس الصورة وفي حال تطابق وصفهم يتم ترقيتهم إلى الصورة التالية، وباع تلك اللعبة إلى "جوجل" مقابل مليوني دولار.
وفي عام 2006، مُنح "فون آن" زمالة "ماك آرثر" وهي جائزة تمنح سنويًا عن الإبداع الاستثنائي، وبلغت ثروته في تلك الفترة ملايين الدولارات لكن تلك الأموال لم تمنعه من مواصلة الابتكار.
وطور "فون آن" "ري كابتشا" وهو عبارة عن اختبار للتمييز بين الإنسان والحاسوب يقوم بعرض صورة بها كلمات لا يستطيع الحاسوب فهمها ويطلب من المستخدم إعادة كتابتها.
واستحوذت "جوجل" على البرنامج في 2009 مقابل مبلغ لم يتم الكشف عنه، لكن رائد الأعمال أكد أنه يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
وبعد الانتهاء من هذا المشروع نشأت فكرة جديدة لتطوير برنامج تعليمي يستهدف تعليم الناس لغات جديدة مجانًا.
والآن أصبح هناك 6% من مستخدمي "دوولينجو" يدفعون مقابل الاشتراكات، مما يمكن الشركة من مواصلة تقديم خدمات مجانية لملايين المستخدمين الآخرين، وتبلغ القيمة السوقية للشركة في الوقت الراهن 2.9 مليار دولار.
ولا يعد نجاح "دوولينجو" مقتصرًا فقط على موهبته في الأعمال التجارية لكن يمتد إلى قدرته على بناء ثقافة عامة للشركة، فهو عند إجراء مقابلات عمل مع موظفين تنفيذيين محتملين يرسل سيارة لاصطحابهم من المطار إلى المكتب.
وتدفع الشركة مقابلا ماديا لهؤلاء السائقين لإبداء آرائهم في المرشحين للعمل، وعلى الرغم من تأكيد "فون آن" أن معظم الأشخاص كانوا جيدين للغاية عند التعامل مع السائقين لكن الشركة لم تقبل بعض الأشخاص رغم أنهم كانوا مؤهلين للغاية، وذلك لأن طريقة تعاملهم كانت بغيضة مع السائق، إذ تهدف الشركة ضمان عدم وجود شخصيات سامة بين صفوفها.
المصدر: "سي إن بي سي"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}