نبض أرقام
18:23
توقيت مكة المكرمة

2024/07/24

"ماسك" و"تويتر" .. لماذا تمت الصفقة رغم توقعات التعثر؟ وكيف سيكون مستقبل الشركة؟

2022/04/27 أرقام - خاص

"حسنًا لا استطيع الكذب عليكم الرؤية ضبابية، ولا نعلم كيف سيكون مستقبل الشركة ولا مستقبل العاملين فيها".. هذا ما قاله رئيس موقع "تويتر" التنفيذي "باراغ أغراوال" للعاملين عقب استحواذ "إيلون ماسك" على الشركة.

 

وعلى الرغم من تأكيدات "أغراوال" أن "الأعمال ستظل كما هي في الموقع" إلا أن حديثه مع العاملين ومخاوف مستخدمي "تويتر" بل وحتى تعليق البيت الأبيض -غير المباشر- على الأمر يعكس أهمية و"خطورة" الخطوة التي قام بها "ماسك" بشراء "تويتر".

 

 

ردود فعل متباينة

 

تنوعت ردود الأفعال المباشرة على الصفقة، ما بين الأسواق والمسؤولين ومستخدمي الموقع، وكانت بين مرحب ومتخوف ورافض.

 

وكان استقبال الأسواق للصفقة لافتًا، فبدلا من أن تنخفض البورصة بسبب خروج إحدى الشركات منها ارتفع مؤشر "ناسداك"، فمع الإعلان عن الصفقة رسميا تغير تحرك المؤشر من الهبوط إلى الصعود بسبب زوال حالة عدم اليقين حول الموقع، فضلا عن وجود حالة من التفاؤل بارتفاع نسبي في قيمة بقية شركات المؤشر الرئيسية بعد شراء "ماسك" لـ"تويتر" بقيمة تفوق قيمته السوقية.

 

بل وكانت الصفقة بمثابة كسر مؤقت لما يعرف بسوق الدببة (أي السوق التي تميل للانخفاض)، حيث ارتفعت السوق لفترة وجيزة وحادة بسبب الصفقة قبل أن تعاود الانخفاض وسط توقعات لـ"مورجان ستانلي" بالمزيد من السيطرة للدببة في المدى المنظور.

 

مخاوف في "تسلا"

 

فور الإعلان عن الصفقة انخفض سهم شركة "تسلا" العملاقة لتصنيع السيارات الكهربائية بنسبة 1.5% على الرغم من تجنب "ماسك" التام لاستغلال أسهمه في "تسلا" ببيعها أو رهنها لشراء "تويتر"، حيث قام بشراء الموقع من خلال تدبير 21 مليار دولار من حساباته البنكية، واقتراض 25.5 مليار دولار من بنك "مورجان ستانلي"، ليتوفر لديه ما يفوق المبلغ المطلوب لإتمام الصفقة (قرابة 44 مليار دولار).

 

 

وعلى الرغم من ذلك يرى محللون أن مخاوف المستثمرين في "تسلا" مفهومة. فهذا الانخفاض الضئيل يعكس قدراً -حاليا- من القلق في قدرة "ماسك" على إدارة تويتر في الوقت الذي يدير فيه "سبيس إكس" و"تسلا" بالفعل.

 

أما البيت الأبيض فرفض التعليق على الصفقة مباشرة، لكنه قال إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عبر مرارا عن قلقه إزاء قوة منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ودورها في "نشر معلومات مضللة".

 

كيف تمت الصفقة؟

 

هذا عن المواقف التي أعقبت الصفقة، ولكن يبقى السؤال عن كيفية إتمام الصفقة التي كانت العديد من التوقعات تشير إلى أنها ستشهد تعقيدات شديدة أو لن تتم على الإطلاق.

 

فمجلس إدارة "تويتر" هدد باستخدام أسلوب "الحبة السامة"، والذي يعني إصدار المزيد من الأسهم ومنحها للمساهمين إذا حاول "ماسك" شراء حصة أكبر من 15% من السوق، بما سيدمر سعر سهم الشركة ولكنه سيمنع "ماسك" من الاستحواذ على الشركة.

 

ولعل ما منع الشركة من استخدام فعلي لهذه الطريقة ودفعها للموافقة على عرض "ماسك" هو الضغوط القوية من جانب مساهمين في الشركة لقبول عرض الشراء كما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال"، خاصة في ظل تأكيده على أن هذا هو العرض "الأفضل والأخير".

 

وفي ظل تمتع "ماسك" بسمعة تؤكد ميله للعناد وعدم الدخول في مفاوضات طويلة لم يكن حتى ما طرحه البعض من ضرورة "الضغط لرفع السعر" ممكنًا خاصة في ظل ما كشفته الصحافة الأمريكية من عقد "ماسك" للقاءات جانبية مع الكثير من المستثمرين في "تويتر" من أجل إقناعهم بالبيع وهو ما يبدو أنه تمكن منه في النهاية بشكل أو آخر.

 

كما أن الكثير من المحللين يشيرون إلى حداثة عهد المدير التنفيذي للشركة "أغراوال" في منصبه، حيث لم يمض إلا 5 أشهر فحسب في مكانه، ما جعله غير قادر على مواجهة "ماسك" في الوقت الذي يهدده فيه المساهمون بدعاوى قضائية حال عدم موافقته على الصفقة.

 

 

ما مستقبل "تويتر"؟

 

لـ"ماسك" العديد من الملاحظات على "تويتر" وبعد أن أصبح مالك الشركة الأوحد فبإمكانه تطبيق ما شاء من تغييرات، سواء بنشر خوارزميات الموقع على الملأ كنوع من الشفافية ومنع الحظر النهائي لمستخدميه والاكتفاء بالمؤقت، والانتقال للاشتراكات بدلا من الاستخدام المجاني، والحد من الحسابات الوهمية التي تستخدم في عمل الحملات الممنهجة.

 

ويرى كثيرون أن "إصلاح" أو "تغيير" منصة "توتير" وفقا لرؤية "ماسك" لن يكون أمرا سهلا في ظل ملحوظتين رئيسيتين الأولى تقنية ومتعلقة بنوعية المستخدمين والثانية مادية واقتصادية.

 

أما فيما يتعلق بالملحوظة الأولى فهي مرتبطة بأن مستخدمي "تويتر" يبدون أكثر مقاومة للتغيير المستمر في وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما تؤكده محدودية الإقبال نسبيًا على خصائص جديدة في الموقع مثل "الثريد" و"المومنت" مقارنة بالتغريدات بما يشير لرغبة كثير من المستخدمين في الإبقاء عليه بدون تغيير، خلافا لرغبة المالك الجديد.

 

أما ماديا واقتصاديًا فالموقع حقق 1.41 مليار دولار كدخل من الإعلانات من أصل من 1.57 مليار دولار تشكل إجمالي إيرادات الموقع في الربع الرابع من 2021، بما يشير لأهمية الإعلانات للموقع ويثير تساؤلات حول إمكانية تطبيق نظام الاشتراكات الذي يسعى "ماسك" لتطبيقه في "تويتر" وفقا لتصريحاته السابقة.

 

فلكي يعوض "ماسك" الإعلانات عليه أن يفرض اشتراكاً بـ 2.5 دولار شهريًا على مستخدمي الموقع، وعلى الرغم من أن المبلغ يبدو زهيدًا إلا أن مستخدمين كثيرين قد ينصرفون عن الموقع لسببين، الأول تعود البعض على الاستخدام المجاني ووجود بدائل أخرى مجانية، والثاني متعلق بتراجع حالي في الإقبال على اشتراكات الإعلام والترفيه مع التضخم المتصاعد (نتفليكس نموذجا).

 

 

ولذلك فمن المرجح أن يستمر الموقع في الاعتماد على الإعلانات والمنهج المجاني في تقديم خدماته على المدى المنظور، وألا ينشر خوارزميات الموقع مباشرة لما في ذلك من خطورة على استقرار خدماته.

 

ولكن الشاهد أن إحدى صفات "ماسك" هي عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، ولذلك يقول "وليام لي" كبير خبراء الاقتصاد في معهد "ميلكن": "حسنا، "ماسك" قد يقول "تبا لكل هذا" سأدير الشركة بالطريقة التي أراها أنا صائبة بغض النظر عن أي شيء".

 

وما يدعم هذا التصور حقيقة أن "ماسك" يبدو كما لو كان يؤسس "إمبراطوريته الخاصة" وفي طريقه لذلك يستخدم الأموال التي يجمعها في سبيل تحقيق هذه الرؤية.

 

 وملامح هذه "الرؤية" هي عملات رقمية يدعمها صراحة، وأقمار صناعية للاتصال تحيط العالم، وبعثات استكشافية للمريخ الذي يرغب في استيطانه، وأكبر شركة سيارات كهربائية في العالم، والآن تحكم كامل في وسيلة تواصل اجتماعي مؤثرة ونافذة للغاية، ليتأكد ما قاله "ماسك" نفسه حول أنه لم يشتر "تويتر" من أجل المال، ويجعل التنبؤ بقراراته المستقبلية حول الموقع صعبة للغاية.

 

المصادر: أرقام- تايم- سي.إن.بي.سي. وكالة الأنباء الفرنسية- سي.إن.إن

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة