يأخذ الخبير الاقتصادي الأمريكي "أوديد غالور" القراء في كتابه "رحلة الإنسانية" الصادر في شهر مارس هذا العام في رحلة تمتد من فجر الإنسانية وحتى الوقت الحاضر، في محاولة منه لشرح كيفية حدوث التطور الاقتصادي للمجتمعات.
ويقدم "غالور" في كتابه إجابة لاثنين من الألغاز الخاصة بالإنسانية؛ أولهما لماذا البشر هو النوع الوحيد من بين الأنواع الأخرى الذين تمكنوا من الهروب من فخ الكفاف، وتمكنوا من الاستمتاع بمستوى معيشة يتجاوز جميع الأنواع الأخرى، وثانيهما لماذا تقدم البشر بشكل غير متكافئ حول العالم، مما أدى إلى تفاوتات كبيرة بين الدول.
ويشرح "غالور" كيف أدت التكنولوجيا وحجم السكان والتكيف إلى تغيير هائل في مسيرة الإنسانية منذ مائتي عام فقط.
ويتتبع "غالور" تاريخ الإنسانية لاستكشاف أصول عدم المساواة منذ البداية، قبل الاستعمار والمؤسسات السياسية، ونشأة البنية الاجتماعية والثقافة.
- يتوصل "غالور" إلى الأسباب الأولية لعدم المساواة، والتي ترجع إلى الأزمنة التي كان يعيش فيها بعض الأسلاف في بيئة تتمتع بخصائص جغرافية متنوعة مهدت لهم الطريق نحو الازدهار.
- بينما عاش أسلاف آخرون في بيئات تفتقر إلى ذلك، مما كان لذلك تأثير على حياتهم وحياة أحفادهم حتى اليوم.
- يذكر "غالور" في كتابه الاقتصادي الإنجليزي "توماس مالتوس" الذي كانت له نظريات مؤثرة خاصة بنمو السكان.
- يرى "غالور" أن "مالتوس" رأى بشكل صحيح العلاقة بين تطور عدد السكان وتطور كمية الإنتاج، ففي فترات المجاعات ونقص الأغذية كان عدد السكان يتراجع.
- وبمجرد تحسن الأوضاع المادية، تحدث زيادة في نسبة المواليد، ويزداد عدد السكان، ويزداد الطلب على الموارد الغذائية، ومن ثم تعود البشرية مرة أخرى إلى نقطة المجاعة.
- ويرى "غالور" أن ما كسر دائرة "مالتوس" بشأن مصير البشرية هو التسارع التدريجي في إدخال التقنيات التي تتطلب تعليماً على نطاق واسع لتبنيها بنجاح.
-أدى هذا إلى زيادة الابتكار، والاستثمار في التعليم، وتركيز المزيد من الأشخاص على تنشئة أطفال على درجة عالية من التعليم بدلاً من إنجاب عدد كبير من الأطفال، مما أدى إلى انخفاض معدل المواليد، بهدف العيش في مستوى معيشي مرتفع.
- يواجه العالم في الوقت الحاضر أزمات بيئية وسياسية واجتماعية.
- ويؤكد "غالور" في كتابه أن الحل لكل هذه الأزمات يكمن في المساواة بين الجنسين، والاستثمار في تعليم الأطفال، وتحقيق التوازن بين التنوع والتماسك الاجتماعي.
- تساهم تلك العوامل في ازدهار الجنس البشري وبقائه.
المصدر: الجارديان، أمازون
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}