بين عامي 2020 و2022 ارتفعت أسواق الأسهم بشكل كبير، لكنها عاودت الهبوط بشكل حاد، فمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" انخفض بنحو 18% منذ بداية العام حتى الآن، كما وصل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً.
وفي خضم كل هذه الفوضى، ينتاب المستثمرون القلق ولا يعرفون كيف يتعاملون مع الأسواق المالية، حتى أن المستثمر الأمريكي المخضرم "وارين بافيت" حذر المستثمرين في اجتماع المساهمين السنوي لشركة "بيركشاير هاثاواي" من التعامل مع الاستثمار كمقامرة.
ويكمن الاختلاف الأساسي بين المقامرة والاستثمار في أن يفهم المستثمر أساسيات الشركة التي يرغب في الاستثمار بها، ويحلل وضعها المالي وأداءها ومكانها بين المنافسين، بدلاً من التركيز على سعر سهمها مثلما يفعل أغلب المستثمرين.
أسواق الأسهم ليست صالة قمار
- زاد عدد المستثمرين بشكل كبير على مدار العامين الماضيين، والمشكلة أن كثيراً منهم لم يكن لديهم خبرة في الاستثمار، ومن ثم كانوا يستثمرون بناءً على الأخبار المتداولة عن ارتفاع أو انخفاض أسعار أسهم معينة.
- أدت الأخبار المضللة والاستثمار بناءً على تقييم أسعار الأسهم فقط، والتنبؤ باتجاهاتها إلى ارتفاع أسعار أسهم بعض الشركات بنسبة 100% على مدى أشهر قليلة.
- وقال "بافيت" تعليقاً على ذلك إن هذا الشراء العشوائي للأسهم أدى إلى تحويل "وول ستريت" إلى صالة قمار.
- ذلك لأن التحليل الفني الذي يعتمد على تحليل سعر السهم السابق والتنبؤ باتجاهه بناءً على هذه البيانات مناسب أكثر للاستثمار قصير الأجل.
- لكن الاستثمار طويل الأجل يتطلب تحليلاً أساسياً لأداء الشركة ووضعها المالي.
- ويعد الاستثمار طويل الأجل أقل خطورة من الاستثمار قصير الأجل، لأن أداء الأسهم يتحسن على المدى الطويل، حيث تتعافى الأسهم الجيدة عادة من فترات الكساد والتضخم.
- ورغم أن التحليل الأساسي لا يعرف المستثمرون من خلاله ما سيحدث في المستقبل القريب، لكنه يساعدهم على الاستثمار في المسار الصحيح، الذي يمكنهم من تجاوز الفترات الصعبة.
التحلي بالثقة
- يقول "ستيفن تشيك" الذي يدير شركة الاستشارات المالية "Check Capital" إن المستثمرين ليسوا بارعين في التنبؤ بالمستقبل، وإنهم يبالغون في ردات فعلهم تجاه المشكلات الحالية.
- أشار "تشيك" إلى أن السوق يتسم باللاعقلانية على المدى القصير، لكنه دوماً ما يكون عقلانياً على المدى الطويل.
- ويؤكد "تشيك" على أن الفقاعات الاقتصادية تنمو وتنفجر طوال الوقت، لكن إذا فكر المستثمر في مدى جودة أداء الشركة التي يستثمر بها خلال العقد التالي، والتزم بالاستثمار بها، فسوف يحقق أرباحاً في النهاية.
- ويؤكد " شون كروز" كبير مديري الخدمات في منصة التداول الإلكترونية " TD Ameritrade" على هذه النصيحة بقوله إن الشركات ذات الميزانيات العمومية القوية، وذات العائدات المتنامية، تُقيم أسهمها بأقل من قيمتها حالياً.
- وأضاف" كروز" أن المستثمر إذا كان يركز على الاستثمار على المدى الطويل، وعلى الاستثمار في شركات محددة، فهذا هو الوقت الأمثل له ليشتري أسهمًا عالية الجودة.
إجراء البحث اللازم
- بالنسبة للمستثمرين الذين لا يجيدون أو لا يحبون إجراء الأبحاث الخاصة بالشركة والسوق بأنفسهم، فهناك إمكانية لأن يدفعوا أموالاً لخبراء من أجل إجراء البحث نيابة عنهم.
- لكن بالنسبة للمستثمرين الذين يريدون الالتزام بقواعد "بافيت" في الاستثمار، فعليهم أن يجروا البحث بأنفسهم، وألا يستثمروا في مجال لا يفهمون به أبداً.
- يمكن للمستثمرين البدء من خلال القراءة عن شركة ما يرغبون في الاستثمار بها، ومعرفة كل المعلومات الخاصة بها بما في ذلك المنتجات التي تقدمها وأساليبها الترويجية، وبياناتها المالية، والتي تكون متوافرة على موقعها الإلكتروني.
- بعد ذلك يبدأ المستثمر في تقييم هذه البيانات، لمعرفة ما إذا كانت الشركة تحقق إيرادات أم تسجل خسائر، وما إذا كانت أرباحها زادت أم لا خلال السنوات القليلة الماضية.
- سيحتاج المستثمر أيضاً إلى تقييم وضع الشركة بين المنافسين، فمن المهم الاستثمار في شركة لديها مجال للنمو والتوسع وسط سوق مزدحم بالمنافسين.
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}