قالت أكبر شركة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، إن أكبر مصانعها في الصين يعمل الآن بـ"نظام الفقاعة"، عقب إغلاق المدينة التي يقع فيها المصنع، امتثالاً لقيود بكين المتشددة لمكافحة وباء "كوفيد".
فرض مصنع شركة "كونتيمبوريري أمبيريكس تكنولوجي" في مدينة يبين، ما يُسمى بنظام الحلقة المغلقة، حتى يتمكن من العمل "بطريقة منتظمة"، مع الامتثال لتدابير احتواء انتشار كوفيد-19، وفقاً لبيان صدر في وقت متأخر الجمعة.
يُعد عملاق البطاريات، المورّد الرئيسي لبطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات لشركة "تسلا" في الصين التي تعتبر من أهم أسواق شركة صناعة السيارات على مستوى العالم.
طلبت السلطات في يبين الجمعة من سكان المدينة، البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة، البقاء في منازلهم، وسط ما وصفته بحالة تفشٍ "خطيرة".
الحلقات المفرغة
تقع مدينة يبين جنوب مقاطعة سيتشوان، التي فرضت بعض القيود الوبائية مؤخراً تماشياً مع سياسة الصين الصارمة "صفر كوفيد"، حيث تم إغلاق تشنغدو، عاصمة المقاطعة الواقعة على بعد 160 ميلاً إلى الشمال، والتي يقطنها 21 مليون نسمة، لأكثر من أسبوع، في إطار محاولة السلطات احتواء التفشي المستمر للفيروس.
استخدام الحلقات المغلقة ظهر للمرة الأولى خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، لإبقاء الرياضيين وموظفي الدعم منفصلين عن السكان على نطاق أوسع، وهي تُستخدم حالياً على نطاق واسع في الصين لضمان استمرار التصنيع أثناء إغلاق المدينة، وعادةً ما يُطلب من العمال البقاء في مواقع عملهم، واجراء فحوصات منتظمة لهم، مع منعهم من الاتصال بالغرباء، أو حتى بأفراد أسرهم.
أثناء إغلاق شنغهاي لمدة شهرين في وقت سابق من العام الجاري، تم استخدام الحلقات المفرغة على نطاق واسع، حيث نام الموظفون في مصنع "تسلا" لتصنيع السيارات بالقرب من المدينة في أرض المصنع في بعض الأحيان، لكي تستمر عجلة الإنتاج.
كما فرضت شركات مثل "فوكس كون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group)، أحد موردي شركتي "أبل" و"فولكس واجن"، وكذلك عملاق قطع غيار السيارات "روبرت بوش جي إم بي إتش" ( Robert Bosch GmbH)، حلقات مغلقة في مصانعها بمدينة تشنغدو أو بالقرب منها.
انقطاع الكهرباء
أدى انقطاع الكهرباء في سيتشوان، التي عانت من جفاف وحرائق غابات تاريخية، إلى تعطيل التصنيع في أنحاء المقاطعة كافة، وأبلغت شركتا "تسلا" و"إس إيه آي سي موتور كورب" (SAIC Motor Corp) الصينية لصناعة السيارات المسؤولين، باحتمال تأثر عملياتهما إذا استمر تضرّر الموردين من انقطاع الكهرباء.
يُعد مصنع "كونتيمبوريري أمبيريكس تكنولوجي" في يبين، أكبر مصانع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، إذ تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 15 غيغاواط في الساعة، بينما ينفق المصنع حالياً 3.78 مليار دولار لمضاعفة ذلك المعدل.
في الوقت الذي تسعى فيه دول أخرى للتعايش مع "كوفيد"، تواصل الصين محاولاتها للتخلص من الوباء وفرض قيود واسعة النطاق بهدف القضاء على العدوى عند ظهورها، وقد أدى ذلك النهج هذا العام إلى إغلاق مدن كبيرة ومراكز تصنيع مهمة أو تعطيلها، ما تسبب في تباطؤ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يعتبر المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد العالمي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}