منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، أصبحت شركة تويوتا موتور صانع السيارات المفضل لدى دعاة حماية البيئة في الولايات المتحدة والمستهلكين المهتمين بالبيئة من خلال سيارة بريوس الهجينة، وهي سيارة "كهربائية" كانت من بين أنظف السيارات وأكثرها كفاءة في استهلاك الوقود على الإطلاق.
وسط ارتفاع أسعار البنزين، نما الطلب على السيارة وألهم هذا شركات السيارات الأخرى لطرح سلسلة من الطرازات الهجينة، ولا تزال سيارات بريوس، بما في ذلك طراز هجين منها يعمل بالكهرباء، من بين أكثر السيارات كفاءة في استهلاك الوقود في أمريكا.
ولكن مع انتقال صناعة السيارات إلى مستقبل المركبات التي تعمل بالبطاريات، أصبحت شركة صناعة السيارات اليابانية غير مفضلة لدى بعض مؤيديها، ويرجع هذا إلى تردد تويوتا في الاستثمار في السيارات التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل.
كتبت كاثرين غارسيا، مديرة حملة "مواصلات نظيفة للجميع" التابعة لمنظمة "سيرا كلوب" "Sierra Club" البيئية، منشورًا حديثًا على مدونة تقول فيه: "الحقيقة هي أن التكنولوجيا الهجينة اليوم ليست تقنية صديقة للبيئة".
والسيارة الهجينة هي مركبة تستخدم محركًا كهربائيًا إلى جانب محرك احتراق داخلي كطريقة لتحويل الطاقة إلى حركة، وهي تستخدم بطارية كهربائية، بالإضافة إلى وقود معتاد كطريقتين لتخزين الطاقة ثم تحويلها إلى طاقة حركة.
صنفت منظمة السلام الأخضر الأسبوع الماضي تويوتا في ذيل دراسة لجهود 10 شركات تصنيع سيارات للتخلص من الانبعاثات الكربونية، مشيرة إلى التقدم البطيء في سلسلة التوريد ومبيعات المركبات عديمة الانبعاثات مثل المركبات الكهربائية التي بلغ إجمالي مبيعاتها أقل من 1% من إجمالي مبيعات الشركة.
بينما تعهدت شركات صناعة السيارات مثل جنرال موتورز وفولكس فاجن وغيرهما باستثمار مليارات الدولارات في السنوات الأخيرة لتطوير سيارات تعمل بالكهرباء بشكل كامل ولا تتطلب محركات تعمل بالبنزين مثل بريوس، تأخرت تويوتا، ولم تعلن إلا مؤخراً عن استثمارات مماثلة، كما أنها تواصل الاستثمار في مجموعة من السيارات الهجينة - بدءاً من السيارات الهجينة التقليدية مثل بريوس إلى طراز"bZ4X كروس أوفر" الكهربائي الذي تم إطلاقه مؤخراً، ولكنه كان مخيباً للآمال.
وضعت الإستراتيجية أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم في مواجهة العديد من منافسيها، وأثارت تساؤلات حول التزامها بمسار مستدام للمضي قدماً في هذه الصناعة، على الرغم من أهداف الشركة للتخلص من الانبعاثات الكربونية بسياراتها بحلول عام 2050.
ويجادل المدراء التنفيذيون في تويوتا بأن إستراتيجية الشركة لها ما يبررها - فلن تتبنى جميع مناطق العالم استخدام السيارات الكهربائية بنفس الوتيرة بسبب التكلفة العالية للسيارات والافتقار إلى البنية التحتية.
رهانات التحوط
- في ديسمبر، أعلنت تويوتا عن خطط لاستثمار حوالي 28 مليار دولار في تشكيلة من 30 سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات بحلول عام 2030.
- وفي الوقت نفسه، تواصل الشركة الاستثمار في السيارات الهجينة مثل بريوس والبدائل المحتملة الأخرى للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية.
- وقبل أسابيع، أعلنت الشركة أنها ستخصص ما يصل إلى 5.6 مليار دولار لإنتاج البطاريات الهجينة وتلك التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل في اليابان والولايات المتحدة لمساعدة خططها المعلنة سابقاً.
- قد يبدو هذا كثيراً، لكن هذه الاستثمارات ضئيلة مقارنة بشركات أخرى، فقد حددت شركة جنرال موتورز، على سبيل المثال، هدفاً يتمثل في تقديم سيارات كهربائية خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035.
- وقد تعهد العديد من صانعي السيارات الآخرين بوعود مماثلة أو وضعوا أهدافاً لجعل 50% من سياراتهم المباعة في أمريكا الشمالية كهربائية بالكامل.
- يعتقد بول واتي، مدير تحليل الصناعة في شركة" أوتو باسيفيك" "AutoPacific"، أن تويوتا "بالتأكيد تنتهج سياسة محافظة" عندما يتعلق الأمر بالمركبات الكهربائية، ولكن هذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً لمثل هذه الشركة الكبيرة.
- وتابع: "أعتقد أنهم يتحوطون في رهاناتهم، من منظور عالمي، تتحرك الكثير من الأسواق بوتيرة مختلفة، فالولايات المتحدة، مثلاً، أبطأ من أوروبا والصين في تبني استخدام السيارات الكهربائية.
- وأضاف: "كما أن هناك أسواقًا أخرى لا توجد فيها بنية تحتية على الإطلاق، إن اتباع نهج متنوع أمر منطقي بالنسبة إلى شركة سيارات عالمية".
حل واحد فقط
- تؤمن شركة تويوتا بأن السيارات التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل هي أحد الحلول المفيدة لتحقيق هدف الشركة في أن تصبح محايدة للكربون، لكنها ليست الحل الوحيد.
- قال جيم أدلر، العضو المنتدب المؤسس لشركة "تويوتا فينشر" "Toyota Ventures": "في المستقبل البعيد، أنا لا أستثمر على افتراض أن السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية ستستحوذ على 100% من السوق. لا أرى إمكانية حدوث هذا، سيكون السوق مختلطاً".
- يتوقع المسؤولون التنفيذيون في تويوتا أن تتبنى مناطق مختلفة من العالم السيارات الكهربائية بمعدلات متفاوتة، اعتماداً على الطاقة المتاحة، والبنية التحتية، والمواد الخام اللازمة للبطاريات لتشغيل المركبات.
التكاليف والمواد
- إن الخيارات الوسطية تميل إلى كونها أقل سعراً.
- على سبيل المثال، يبدأ سعر سيارة تويوتا بريوس الهجينة 2022 عند حوالي 25 ألف دولار دولار، وهذا يقل بحوالي 17 ألف دولار عن سيارة " bZ4X كروس أوفر" الكهربائية التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل.
- إن البطاريات في السيارات الكهربائية مكلفة للغاية، وتستمر الأسعار في الارتفاع بسبب التضخم والطلب على مواد مثل الليثيوم، والكوبالت، والنيكل، اللازمة لإنتاج خلايا البطارية.
- وفقاً لشركة الاستشارات "أليكس بارتنر" "AlixPartners"، ارتفعت تكاليف المواد الخام للسيارات الكهربائية بأكثر من الضعف خلال جائحة فيروس كورونا.
- هذا يجعل إستراتيجية تويوتا الهجينة اقتصادية إلى حد ما، كما أن تويوتا تجادل بأنه لا يوجد ما يكفي من المواد الخام اللازمة لتصنيع السيارات الكهربائية.
المصدر: موقع CNBC
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}