تومض الأسواق في جميع أنحاء العالم بإشارات تحذيرية بشأن تأرجح الاقتصاد العالمي على حافة الهاوية، وتسارعت هذه الإشارات مع تأكيد الاحتياطي الفيدرالي أنه سيواصل حملة تشديد السياسة النقدية للقضاء على التضخم الأمريكي حتى لو كان ذلك يعني إحداث ركود، وحتى لو كان ذلك على حساب المستهلكين والشركات خارج حدود الولايات المتحدة.
ووفقًا لشركة الأبحاث "نيد ديفيس"، هناك الآن احتمالية بنسبة 98% لحدوث ركود عالمي.
وعندما يحذر الاقتصاديون من حدوث انكماش اقتصادي، فإنهم عادة ما يعتمدون في تقييمهم على مجموعة متنوعة من المؤشرات، لذا يوضح الجدول التالي خمس علامات يمكن أن تكون تحذيرًا لاقتراب الركود العالمي.
وعلى الرغم من الإجماع على احتمال حدوث ركود عالمي في وقت ما في عام 2023 ، فإنه من المستحيل التنبؤ بمدى شدته أو المدة التي سيستغرقها.
علامات على اتجاه الاقتصاد العالمي نحو الركود |
|
العلامة |
التوضيح |
قوة الدولار الأمريكي |
كما أنه يُنظر إلى الدولار على أنه ملاذ آمن في ظل أوقات عدم اليقين والاضطرابات الاقتصادية، لذا يكون لدى المستثمرين حافز أكبر لشراء الدولارات التي تكون عادة في شكل سندات خزانة أمريكية.
في حين أن الدولار القوي هو ميزة جيدة للأمريكيين الذين يسافرون إلى الخارج، إلا أنه مشكلة لبقية دول العالم، إذ إنه يضغط على بقية العملات الأخرى ويدفعها للتراجع، وهذا يجعل استيراد المواد الأساسية مثل الغذاء والوقود أكثر تكلفة بالنسبة لتلك الدول.
رداً على ذلك، ينتهي الأمر بالبنوك المركزية التي تكافح بالفعل التضخم الناجم عن الوباء عن طريق رفع معدلات الفائدة بشكل أعلى وأسرع لدعم قيمة عملاتها، مما قد يؤدي إلى ركود هذه الاقتصادات في نهاية المطاف. |
توقف محرك |
رغم أنه من المفترض أن تؤدي زيادة أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض التكاليف بشكل عام في النهاية، لكن في غضون ذلك، يواجه المستهلكون ضربة مزدوجة من معدلات الاقتراض المرتفعة والأسعار المتزايدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بضروريات مثل الطعام والسكن. |
خطط الشركات الأمريكية |
ولكن في منتصف سبتمبر الماضي، صدمت إحدى الشركات الأمريكية المستثمرين، إذ قامت "فيديكس" - التي تعمل في أكثر من 200 دولة - بمراجعة توقعاتها بشكل مفاجئ، محذرة من تراجع الطلب وإمكانية انخفاض الأرباح بأكثر من 40%.
وفي مقابلة، سُئل الرئيس التنفيذي للشركة عما إذا كان يعتقد أن التباطؤ كان علامة على ركود عالمي يلوح في الأفق وأجاب: أعتقد ذلك .. هذه الأرقام لا تنبئ بالخير.
ولم تكن "فيديكس" وحدها، إذ انخفض سهم "آبل" الأسبوع الماضي بعدما أفادت "بلومبرج" بأن الشركة ألغت خططًا لزيادة إنتاج "آيفون 14" بسبب انخفاض الطلب مقارنة بالتوقعات. |
أداء "وول ستريت" |
ولكن هذا العام، القصة مختلفة تمامًا، حيث بدأ التضخم في الارتفاع في أوائل عام 2022، مما دفع البنك المركزي للتخلص من هذه السياسة الداعمة لأسواق الأسهم، وقام برفع أسعار الفائدة وتخلى عن آلية شراء السندات التي دعمت السوق، الأمر الذي عرض وول ستريت لضربة قوية، ووضع الأسهم الآن في طريقها لتسجيل أسوأ عام لها منذ 2008.
وحتى الآن، انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، بنسبة 24% تقريبًا لهذا العام، كما أن جميع المؤشرات الأمريكية الثلاثة الرئيسية في أسواق هابطة، ومنخفضة بنسبة 20% على الأقل عن أعلى مستوياتها الأخيرة. |
اقتصاد المملكة المتحدة |
ولكن بعد ذلك، وقبل أكثر من أسبوع بقليل، أعلنت الحكومة التي تم تشكيلها حديثًا برئاسة رئيسة الوزراء "ليز تراس" عن خطة شاملة لخفض الضرائب على جميع البريطانيين لتشجيع الإنفاق والاستثمار وتخفيف وطأة الركود، لكن هذه التخفيضات الضريبية لا يتم تمويلها، مما يعني أنه يجب على الحكومة تحمل الديون لتمويلها.
وأثار هذا القرار حالة من الذعر في الأسواق المالية، إذ باع المستثمرون في جميع أنحاء العالم السندات البريطانية، مما أدى إلى انخفاض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ ما يقرب من 230 عامًا.
وقام بنك إنجلترا بتدخل طارئ لشراء السندات البريطانية الأربعاء الماضي لاستعادة النظام في الأسواق المالية مما أوقف النزيف في الوقت الحالي، لكن الآثار المتتالية للسياسات المالية للحكومة الجديدة قد تنتشر إلى ما هو أبعد من أسواق السندات.
والآن، البريطانيون الذين يعانون بالفعل من أزمة تكلفة المعيشة مع تضخم عند 10% - وهو أعلى معدل في اقتصادات مجموعة الدول السبع - يخشون من ارتفاع تكاليف الاقتراض التي قد تجبر الملايين من مدفوعات الرهن العقاري الشهرية لملايين المنازل على الارتفاع بالمئات أو حتى آلاف الجنيهات الإسترلينية. |
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}