يتيح لك الناتج المحلي الإجمالي المقارنة بين اقتصادات الدول، فهو يقيس كل شيء ينتجه السكان في دولة ما، سواء كانوا مواطنين بها أم لا.
ويقيس صندوق النقد الدولي الناتج المحلي الإجمالي لجميع دول العالم، وبحلول عام 2018، كان ترتيب أكبر 10 دول في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي هو: الولايات المتحدة، والصين، واليابان، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والهند، وإيطاليا، والبرازيل، وكندا.
وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في عام 2018 نحو 20.4 تريليون دولار، بينما بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 14 تريليون دولار في نفس العام.
وتنتج الدول العشر مجتمعة 67% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، والبالغ 87.5 تريليون دولار.
وهناك 3 طرق لمقارنة الناتج المحلي الإجمالي بين الدول، ويتوقف استخدام كل طريقة على هدفك، والكيفية التي تؤثر بها أسعار صرف العملات، والتعداد السكاني على الناتج المحلي الإجمالي.
ونستعرض في هذا التقرير ملخصاً للطرق الثلاث، وكيفية حسابها، ومتى يمكن استخدام كل منها.
أسعار صرف العملات الرسمية
- تحدد الحكومات أو البنوك المركزية للدول أسعار صرف العملات الرسمية؛ فهي تحدد كم الأموال التي يمنحها البنك مقابل كل وحدة من عملة بلدك.
- ويجب أن يكون سعر الصرف الرسمي ثابتاً؛ فقيمة العملات لا تتغير وفقاً لتقلبات السوق.
- وتثبت معظم البنوك المركزية سعر صرف عملاتها عبر ربطها إما بالدولار الأمريكي أو أي عملات لشركائها التجاريين الرئيسيين.
- على سبيل المثال، حافظت الصين على سعر ثابت لعملتها اليوان، إذ ربطت اليوان بنطاق 2% مقابل سلة من العملات، والتي شملت الدولار الأمريكي.
- مكن هذا الصين من التحكم في تكلفة الإنتاج والعمالة، وهو ما جعل صادرات الصين أرخص من دول كثيرة، وأكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
- ويعود هذا بالنفع على سكان الصين لأنه يُخفض تكلفة المعيشة داخل البلاد، في يونيو 2018، بلغت تكلفة شراء شطيرة "بيج ماك" في الصين 3.10 دولار، مقابل 5.51 دولار في الولايات المتحدة.
- وأنشأت مجلة "الإيكونومست" "The Economist" مؤشر "Big Mac" لقياس موقع العملات عند مستوى تصحيحها وفقاً لتعادل القوة الشرائية.
- وفقاً للمؤشر، فإن اليوان مقوم بأقل من قيمته الحقيقية بحوالي 44%.
- ويُنصح باستخدام سعر صرف العملة الرسمي لقياس الناتج المحلي الإجمالي إذا كان الهدف هو المقارنة بين اقتصادي دولتين ناشئتين أو دولتين متقدمتين.
- كما يمكن استخدامه إذا كنا نرغب في مقارنة الناتج الاقتصادي لدولة ما على مدار فترة من الزمن، طالما أن سعر صرف عملتها لم يتغيّر تغيّراً جذرياً.
تعادل القوة الشرائية
- يتيح لك تعادل القوة الشرائية مقارنة اقتصادي دولتين بقدر أكبر من الدقة؛ فهو يعوض تغيّرات أسعار صرف العملات على مدار الوقت، كما أنه يتلافى تأثير تلاعب الحكومات في أسعار الصرف.
- ويُحسب الناتج المحلي الإجمالي باستخدام طريقة تعادل القوة الشرائية عن طريق تحديد التكلفة الحقيقية لشراء كل سلعة في دولة ما عبر مقارنتها بتكلفة شرائها في الولايات المتحدة.
- ويضاف فرق التكلفة إلى إجمالي السلع والخدمات المُنتجَة في هذه الدولة في سنة محددة.
- ولاستخدام هذه الطريقة في قياس الناتج المحلي الإجمالي للدول، يجب أن يكون كل ما يُنتج في الدولة مقوماً بقيمة الدولار.
- وقد يكون هذا صعباً خاصةً بالنسبة للسلع التي لا تُنتج أو تباع في الولايات المتحدة مثل العربات التي تجرها الثيران.
- وتكمن فائدة طريقة تعادل القوة الشرائية عند مقارنة أسواق الدول الناشئة بأسواق الدولة المتقدمة.
- وتوفر طريقة تعادل القوة الشرائية فهماً أفضل لقوة الاقتصاد الصيني.
- ففي 2018، بلغ الناتج الاقتصادي الصيني حوالي 25.2 تريليون دولار باستخدام طريقة قياس تعادل القوة الشرائية.
- وبحسب طريقة القياس هذه، تحل الصين محل الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم.
الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد
- ويعد الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد طريقة جيدة لمقارنة نصيب كل فرد من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
- وتُقسم هذه الطريقة الناتج الاقتصادي للدولة على سكانها لقياس نصيب كل فرد منها.
- ويمكن استخدام الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد لمقارنة أي دولة بأخرى.
- ويؤثر تعداد السكان على طريقة القياس هذه. فالصين، مثلاً، ليست مصنفة ضمن قائمة أكبر 10 دول في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد.
- ويرجع هذا إلى تعداد سكانها الكبير والبالغ 1.39 مليار نسمة.
المصدر: موقع The Balance
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}