نبض أرقام
02:32 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/23
2024/12/22

"أمازون" تقضي على ما تبقى من الخصوصية .. "سنراقبك حتى في أحلامك"

2022/10/13 أرقام - خاص

جهاز تليفزيون يدرك متى تكون خارج الغرفة أو داخلها، أداة تراقب نمط تنفسك أثناء النوم، مساعد صوتي محسن يسلط الضوء على مدى معرفة التكنولوجيا بأدق تفاصيل حياتك اليومية.

 

كشفت شركة التكنولوجيا الأمريكية "أمازون" النقاب عن قائمة طويلة من المنتجات الجديدة والتي تبدو مصممة لإدخال أدواتها وخدماتها في كل ركن من أركان منازلنا بهدف واضح وهو جعل كل شيء أسهل، لكن في الوقت ذاته فإن هذه المنتجات كانت تذكيرا آخر بمدى المراقبة الذي تمارسه أجهزة أمازون العديدة في حياتنا.

 

في الماضي، أثارت أمازون الدهشة بأمثلة صارخة من أجهزة المراقبة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، و"آسترو" وهو روبوت أشبه بالكلب يقوم بدوريات في المنزل. ولكن التطورات الجديدة التي أضفتها أمازون على تكنولوجياتها في مجال التتبع اليومي باتت أكثر دقة من كل شيء مضى.

 

جهاز يتابع نومك

 

 

فقريبا جدا، ربما يتمكن جهاز ابتكرته شركة التكنولوجيا الأمريكية من معرفة ما إذا كنت نائما أم لا أو حتى ما إذا كنت تحلم. الجهاز الذي تعتزم أمازون طرحه في الأسواق في وقت لاحق من العام الجاري يمكنه تتبع أنماط النوم بدون حتى ارتداء سوار حول المعصم.

 

وقالت الشركة إن الجهاز الذي يطلق عليه ""Halo Rise سيعتمد على مستشعرات غير متصلة والذكاء الصناعي لقياس حركة الإنسان ونمط تنفسه، مما سيسمح له بتتبع مراحل النوم أثناء الليل. ولا يتضمن الجهاز كاميرا أو ميكروفونا وسيصل سعره إلى نحو 140 دولارا. والجهاز قادر على العمل حتى إذا تقلبت يمينا أو يسارا أو أدرت للجهاز ظهرك أو حتى غطيت نفسك بالبطانية.

 

والجهاز هو الأحدث في سلسلة أجهزة (Halo) التي تنتجها أمازون والتي تشمل أجهزة مراقبة للنشاط البدني وأنماط النوم، والجهاز مزود كما أغلب أجهزة أمازون بتقنية تسمح باتصاله بالمساعد الافتراضي التابع للشركة "أليكسا"، مما يتيح للمستخدمين الاستيقاظ على نغمات أغانيهم المفضلة أو ضوء يحاكي الألوان والسطوع التدريجي لشروق الشمس.

 

يسلط الجهاز الجديد الضوء على تحرك الشركة المتنامي صوب دمج تقنياتها في حياة المستهلكين وتوسيع نطاق وصولها إلى قطاع الصحة. ويتنامى طموح الشركة في القطاع بمرور السنوات وتجسد في الآونة الأخيرة في استحواذ بقيمة 3.9 مليار دولار على شركة الرعاية الصحية الممتازة "وان ميديكال". والصفقة تخضع للفحص من جانب لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.

 

وعود بحماية الخصوصية، ولكن    

           

 

قالت أمازون التي تواجه تدقيقا شديدا بشأن معالجتها بيانات المستهلكين كالمعتاد إن المعلومات الموجودة في الجهاز ستظل آمنة وإنه سيتم تشفير البيانات الصحية المسجلة.

 

وقالت إنها لن تستخدم بيانات "أمازون هالو" الصحية للتسويق أو تقديم توصيات للمنتجات أو الإعلانات وإنها لن تبيعها أبدا.

 

لكن هذا لا يكفي لتهدئة المخاوف، فتطور تكنولوجيات أمازون بات مخيفا جراء التطور الذي لحق بإنترنت الأشياء في السنوات الماضية والسماح بدمج واتصال الأجهزة الذكية بعضها ببعض.

 

فعلى شاشة العرض الذكية الجديدة من أمازون التي سيطلق عليها "Eco Show 15" يمكن الآن للمساعد الصوتي أليسكا أن يتلو الروتين الصباحي لكل شخص في المنزل، وأن يقدم تحديثات للتقويم ويسلط الضوء على تقارير حركة المرور في طريق انتقالك إلى مكتبك. كما أن ثمة خيار يسمح للمساعد "أليكسا" بإطفاء الأنوار لمدة تصل إلى 24 ساعة في المستقبل إذا لم تكن في المنزل.

 

تواصل أمازون توسيع ميزات "Astro" أيضا، فالآن بإمكان الروبوت التعرف على وجوه الحيوانات الأليفة في المنزل وبث لقطات إلى أصحابها عندما يكونون في الخارج. يمكن للروبوت أيضا التأكد من إغلاق النوافذ والأبواب وإجراء مراقبة أكبر إذا كان المالك بعيدا عن المنزل كجزء من اشتراك مراقبة افتراضي.

 

بالطبع أمازون ليست الشركة التكنولوجية الوحيدة التي تقدم منتجات تراقب المستخدمين أو تجمع البيانات مع وعد ظاهري بتحسين وسائل الراحة والإنتاجية والسلامة. لكن أمازون ربما أكثر من أقرانها ابتكرت مجموعة واسعة النطاق من المنتجات والخدمات التي يمكن القول بوضوح إنها تتتبع وتراقب المزيد من حياتنا اليومية داخل منازلنا وخارجها.

 

في الفترة الماضية، أصدرت أمازون إعلانين من شأنهما توسعة انتشارها في حياتنا. إذ وافقت على الاستحواذ على "iRobot" الشركة التي تقف وراء ابتكار روبوتات التنظيف الآلية (المكانس) المعروفة باسم "رومبا" والتي يصنع بعضها خرائط لمنازلنا من الداخل. كما أعلنت خططا للتوسع في سوق الرعاية الصحية.

 

بهذه الطريقة، فإن أمازون توفر مستوى لم يسبق له مثيل من الراحة للمستخدمين لكن في ذات الوقت مع الكثير مما تعرفه عن حياتنا مما يثير القلق.

 

وقال "جوناثان كولينز" المحلل لدى "ABI Research" إن نطاق واتساع العروض التي تقدمها الشركة للمستهلكين ربما يكون مصدر قلق للبعض، ولكن قد يقبل الكثيرون ببساطة مقايضة خصوصيتهم بوسائل الراحة.

 

وقال: "بشكل عام، فإن المواقف السلبية للمستهلكين تجاه جمع البيانات من المنازل الذكية وأماكن أخرى تحسنت من خلال الخدمات التي يتم تلقيها في المقابل... حتى لو لم يكن ذلك واضحا، هناك مقايضة بين الخدمات ذات السعر الأقل أو المجانية ومشاركة وجمع البيانات التي تدعم توفرها".

 

تاريخ حافل من جمع البيانات

 

 

لكن لدى أمازون تاريخ حافل من جمع بيانات المستخدمين دون علمهم. وتجمع أمازون البيانات عن المستهلكين من خلال مساعدها الصوتي "أليكسا" ومنصتها للتجارة الإلكترونية، وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية "كيندل"، والكتب الصوتية المسموعة، ومنصات الفيديو والموسيقى التابعة لها، وكاميرات الأمن المنزلي، وأجهزة مراقبة أنشطة اللياقة البدنية.

 

تقوم الأجهزة التي تدعم "أليكسا" بالتسجيل داخل المنازل، كما أن كاميرات "رينج" الأمنية التابعة لأمازون تقوم بالتقاط صور ومقاطع مصورة لكل زائر.

 

يمكن لهذه المعلومات أن تكشف عن طول الشخص ووزنه وحالته الصحية، وانتمائه العرقي (عن طريق قرائن واردة في البيانات الصوتية)، وميوله السياسية، وعادات القراءة والشراء، وأماكن تواجده في أيام بعينها وأحيانا الأشخاص الذين تلتقي بهم.

 

وكشفت تقارير أن أمازون جمعت أكثر من 90 ألف تسجيل من أليكسا لأفراد أسر بين ديسمبر 2017 ويونيو 2021، بمتوسط 70 تسجيلا يوميا. تتضمن تفاصيل مثل أسماء الأطفال الصغار وأغانيهم المفضلة.

 

بالنسبة لأحدث منتجاتها، توضح الشركة على موقعها على الإنترنت كيف تم تصميم "Astro" للتعرف على كلمة تنبيه مختارة، مع عدم تسجيل أصوات أو إرسالها إلى مراكز التخزين السحابية ما لم يتعرف الجهاز على الكلمة. كما يؤكد أيضا أن بيانات الاستشعار التي يستخدمها "Astro" للتنقل في المنزل تتم معالجتها على الجهاز نفسه ولا يتم إرسالها إلى المراكز السحابية. ويقوم الروبوت فقط ببث الفيديو أو الصور إلى السحابة عندما تكون خاصية مثل الرؤية الحية في التطبيق قيد الاستخدام.

 

طرح أمازون المستمر للمنتجات التي يمكنها مراقبة العملاء بدرجات متفاوتة يأتي في وقت يشعر فيه الأمريكيون بالخوف من جمع البيانات التي باتت تتراوح من ذاكرة بحثهم عبر الإنترنت، إلى بيانات مواقعهم ورسائلهم وغيرها من المعلومات الرقمية، ويزداد ذلك الخوف إذا ما كانت هذه المعلومات من الممكن أن تقع في يد الوكالات الحكومية أو حتى في يد قراصنة الإنترنت.

 

المصادر: أرقام- بلومبرج- سي إن إن بيزنس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.