نبض أرقام
09:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

صندوق النقد الدولي .. ما الذي يفعله "رجل الإطفاء المالي" في العالم؟

2022/10/22 أرقام

طرحت حكومة جديدة في المملكة المتحدة خطة مالية الشهر الماضي تضمنت تخفيضات ضريبية حادة.. هز الاقتراح الأسواق المالية وتسبب في انخفاض قيمة الإسترليني، حيث أعرب العديد من النقاد عن قلقهم من أن الخطة ستزيد ديون المملكة المتحدة، لكن لماذا نذكر ذلك؟.

 

لأن صندوق النقد الدولي أحد المشككين في التخفيضات الضريبية، وأصدر بياناً يحث فيه المملكة المتحدة على "إعادة تقييم" خطتها.. وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي: "بالنظر إلى ضغوط التضخم المرتفعة في العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة، فإننا لا نوصي بالحزم المالية الكبيرة وغير المستهدفة في هذه المرحلة".

 

إن بيان صندوق النقد الدولي هو مثال صغير على كيفية قيام هذه المؤسسة بتعزيز مهمتها في الترويج للاستقرار الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.. في أغلب الأحيان، يستلزم ذلك مراقبة الحالة الاقتصادية للدول، والتدخل، عند اندلاع الاضطرابات الاقتصادية، لتقديم القروض وغيرها من أشكال المساعدة لتحقيق الاستقرار في الوضع الراهن ومنع انتشار الاضطرابات المالية.

 

تعرضت خطط صندوق النقد الدولي لانتقادات ودعا كثيرون إلى إجراء إصلاحات مؤسسية.. ومع ذلك، لا تزال المنظمة تلعب دوراً رئيسياً عندما يتعرض الاستقرار الاقتصادي العالمي للتهديد.


 

لماذا تأسس صندوق النقد الدولي؟

 

- يمكن وصف النصف الأول من القرن العشرين بأنه كان مليئاً باضطرابات دولية هائلة.. دمرت حربان عالميتان أوروبا وأجزاء من آسيا، بينما تسبب الركود الاقتصادي غير المسبوق في الثلاثينيات في معاناة مالية في جميع أنحاء العالم.

 

- في الأربعينيات من القرن الماضي، وفي أعقاب الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية، اجتمعت أكثر من 40 دولة في الولايات المتحدة لتطوير نظام عالمي جديد قائم على القواعد يمكن أن تيسره سلسلة من المؤسسات الدولية.
 
- وإدراكاً منها أن عدم الاستقرار الاقتصادي يشكل تهديداً كبيراً للأمن العالمي، أنشأت الحكومات صندوق النقد الدولي ومنظمة أخرى شريكة، هي البنك الدولي.
 
- بدأ صندوق النقد الدولي، ومقره واشنطن، عمله في عام 1944 مع 44 دولة عضو.. في العقود اللاحقة، تدخل صندوق النقد الدولي في عدة أزمات، حيث قدم القروض وخطط التكيف المالي الإلزامية في محاولة لاستعادة الاستقرار المالي ومنع انتشار الاضطرابات الاقتصادية.
 
- وشملت هذه الأزمات تأثير حظر صادرات النفط للغرب في السبعينيات، وانهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، والأزمة المالية الآسيوية في عام 1997، ووباء كوفيد-19 في عام 2020، على سبيل المثال لا الحصر.
 
- حالياً، يضم صندوق النقد الدولي 190 دولة عضو.. تساهم كل حكومة في تمويل الصندوق من خلال نظام الحصص الذي يعتمد على الحجم النسبي للدولة في الاقتصاد العالمي.
 
- يمكن لصندوق النقد الدولي أيضاً تعزيز التمويل من خلال برامج الاقتراض الثنائية والمتعددة الأطراف.
 
- وتتكون المنظمة من مجلس محافظين ويقودها مجلس تنفيذي مكون من 24 عضواً، ويرأسه مدير عام.
 
- حسب التقاليد، كان المدير العام دائماً أوروبياً؛ لكن كثيرين يضغطون لإنهاء هذه الممارسة.

 

كيف يعزز صندوق النقد الدولي الاستقرار المالي

 

- في العقد الأول من عمر صندوق النقد الدولي، ركزت المنظمة على مراقبة وتسهيل النظام النقدي العالمي. واستلزم هذا إدارة أسعار الصرف وأنظمة الدفع الدولية.
 
- ولكن في أوائل السبعينيات، تم حل النظام العالمي لأسعار الصرف الثابتة "معيار الذهب/الدولار" بعد أن أوقفت الحكومة الأمريكية إمكانية تحويل الدولار الأمريكي إلى ذهب.
 
- منذ ذلك الحين، سُمح للبلدان بتحديد أسعار الصرف بحرية، مع احتفاظ العديد من الحكومات بعملات معومة مع مرونة كبيرة.
 
- كما أدى التحول في السياسة النقدية العالمية إلى تغيير دور صندوق النقد الدولي.. في العقود الأخيرة، عزز الصندوق دوره كمقرض دولي، وتدخل لتوفير التمويل لتحقيق الاستقرار في البلدان المثقلة بالديون ودعم مشاريع التنمية.
 
- ونظراً لتركيزه على الأزمات الاقتصادية، غالباً ما يُشار إلى صندوق النقد الدولي باسم "رجل الإطفاء المالي في العالم".
 
- أولاً، يحاول صندوق النقد الدولي تعزيز الاستقرار المالي من خلال آليات المراقبة.. وهذا يستلزم مراقبة مستويات الديون والسياسات المالية والصحة الاقتصادية العامة في الدول الأعضاء.
 
- وكما فعل مع المملكة المتحدة مؤخراً، يمكن لصندوق النقد الدولي تقديم المشورة بشأن السياسات للحكومات أو التكتلات الإقليمية.
 
- وعندما تحدث أزمات اقتصادية، غالباً ما يتدخل صندوق النقد الدولي لتقديم القروض للحكومات غير المستقرة.
 
- وغالباً ما تكون هذه القروض مصحوبة بإصلاحات اقتصادية إلزامية.. ويمكن أن تشمل هذه الشروط تعديلات مثيرة للجدل مثل تدابير التقشف المالي والخصخصة ورفع أسعار الفائدة.
 

 - ووُجهت انتقادات للعديد من هذه الإصلاحات، حيث يجادل المنتقدون بأن شروط  الصندوق يمكن أن تضر بعامة الشعب وأنها ليست عادلة للبلدان النامية.. على سبيل المثال، في أبريل 2022، دعت أوكسفام صندوق النقد الدولي إلى تعليق متطلبات التقشف، والتي تضمنت تدابير مثل الزيادات الضريبية، للبلدان التي تلقت قروضًا خلال COVID-19.

 

- إلى جانب القروض، يقدم صندوق النقد الدولي أيضاً المساعدة الفنية للبلدان التي تعاني من ضوائق اقتصادية. وهذا يشمل تبادل أفضل الممارسات لوزارات المالية والبنوك المركزية والسلطات الضريبية.


 

الاقتصاد العالمي يواجه المجهول

 

- في الوقت الراهن، أدت الأزمات المتفاقمة إلى إغراق الاقتصاد العالمي في وضع غير مستقر.
 
- في الواقع، حذرت أحدث توقعات كبار الاقتصاديين الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي من أن الاقتصاد العالمي يواجه "خطراً اقتصادياً كبيراً".
 
- ويشير الخبراء، على وجه الخصوص، إلى أن مستويات الدين الوطني تشكل تهديداً للاستقرار.
 
- وقد ذكر تقرير كبار الاقتصاديين أن "ضائقة الديون وصلت إلى مستويات مقلقة بين البلدان ذات الدخل المنخفض، مما يزيد من تعرضها لصدمات إضافية، مثل الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ، ويضع الكثير منهم في حلقة مفرغة بسبب تكاليف خدمة الديون".
 
- وكما أشار تقرير توقعات كبار الاقتصاديين للمنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن تستمر قروض صندوق النقد الدولي وهي مرشحة أيضاً للازدياد مع تحرك الاقتصاد العالمي صوب "المجهول" في الأشهر والسنوات المقبلة،.
 
- وبالفعل هذا العام، وصل إقراض صندوق النقد الدولي إلى مستوى قياسي، حيث وزع الصندوق 140 مليار دولار على 44 برنامجاً للقروض، وفقاً لتحليل صحيفة "فاينانشيال تايمز".

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.