مع تزايد تواتر الأحداث المناخية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، زادت أهمية الحد من الاحتباس الحراري وحماية البيئة، لتحتل صدارة وعينا الاجتماعي والسياسي الجمعي في السنوات الأخيرة. أصدر علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة تحذيراً يفيد بأنه أمامنا وقت فقط حتى عام 2030 لإجراء التغييرات المهمة المطلوبة للحد من تغير المناخ، وعلى الرغم من أن أزمة المناخ ستؤثر بشكل غير متناسب على سكان الكوكب، فإنها تشكل تهديداً وجودياً لكل كائن حي.
تعد المحيطات، التي تحتوي على 97% من مياه العالم، أحد أكبر مسببات القلق؛ فهي تحافظ على كل أشكال الحياة على الأرض، حيث تمثل 80% من التنوع البيولوجي للكوكب، ولكنها تعاني تدهورًا سريعًا.
التلوث بالبلاستيك
- إن البلاستيك هو نموذج للاستهلاك الملوث للبيئة بشكل واسع خصوصًا المحيطات؛ إن تصنيعه رخيص التكلفة، ومتين ويمكن التخلص منه.
- نتيجة لذلك، تلوث كميات هائلة منه محيطاتنا، وتشير التقديرات إلى أن حمولة شاحنة من البلاستيك تُلقى في المحيط كل دقيقة، مما يلحق الضرر بالنظم البيئية ويدخل في السلسلة الغذائية.
- يمكن للسلاحف والدلافين والطيور البحرية أن تعتبر البلاستيك، خطأً، طعاماً، أو تعلق به، أو تُصاب بالجروح.
- وقد عُثر على البلاستيك في المحيطات على عمق 11 كيلومتراً، مما يعني أن الألياف الاصطناعية قد لوثت الأماكن النائية على وجه الأرض.
- وتشير تقديرات صادمة إلى أنه بحلول عام 2050 سيكون البلاستيك في الماء أكثر من الأسماك (بالوزن).
- وللمساعدة في حل أزمة البلاستيك في المحيطات، يُنصح باستخدام كمية أقل من البلاستيك عن طريق التقليل من العناصر اليومية مثل أكواب القهوة وأدوات المائدة البلاستيكية.
- ويمكنك، بدلاً من ذلك، استخدام العناصر القابلة لإعادة الاستخدام في روتينك اليومي، مع التبرع لمشاريع تنظيف المحيطات ودعمها.
- على الشركات تحمل مسؤوليتها باستخدام أموالك التي تنفقها لشراء منتجاتهم - كوكاكولا ونستله وبيبسيكو -هي أكثر الشركات المتسببة في التلوث بالبلاستيك.
التنقيب عن النفط وخطوط الأنابيب
- للأسف، لم نتعلم سوى القليل من الكوارث المرتبطة بالنفط، مثل حادثتي ديب ووتر هورايزون وإكسون فالديز، حيث يستمر حدوث تسرب نفطي بوتيرة منتظمة، تنذر بالخطر.
- خلال الشهر الأول من عام 2022، شهدت بيرو واحدة من أكثر الكوارث البيئية عندما تسرب 10 آلاف برميل من النفط الخام من مصفاة ريبسول في المحيط الهادئ.
- في الواقع، إن التسرب النفطي مسؤول عن 10% فقط من تلوث النفط البحري، وترجع النسبة الباقية إلى الشحن والتنقيب عن النفط.
- وعلى الرغم من انخفاض التلوث النفطي البحري في العقود الأخيرة، فإن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذه المشكلة.
ذوبان القمم الجليدية
- نحن جميعاً على دراية بالصور المؤلمة للدببة القطبية العالقة على الجبال الجليدية المتضائلة، لكن آثار ذوبان القمم الجليدية أوسع نطاقاً في دمارها.
- مع ذوبان الأنهار الجليدية والجليد البحري وسقوطها في الماء، تستمر التغيرات في التيارات المحيطية في إحداث اضطرابات بأنماط الطقس في جميع أنحاء العالم.
- إذ ازدادت العواصف في شدتها وهلاكها، وباتت الفيضانات تحدث بوتيرة أكثر.. يشعر السكان الأصليون بهذه الآثار مباشرةً، فقد أبلغوا عن حدوث تغييرات كبيرة في طريقة حياتهم، بما في ذلك أعداد الأسماك المستنفدة وتآكل السواحل.
- وتشير التقديرات الواقعية إلى أن المحيط المتجمد الشمالي يمكن أن يصبح خالياً من الجليد خلال الصيف في غضون 20 أو 30 عاماً.
الشعاب المرجانية المحتضرة
- تعيش آلاف الأنواع الحيوانية في الشعاب المرجانية الاستوائية بالمحيطات، مما يجعلها أكثر النظم البيئية البحرية تنوعاً على وجه الأرض.
- لسوء الحظ، نحن نواجه فقدان الشعاب المرجانية بمعدلات تنذر بالخطر، إن ما يقدر بنحو 50% من الحاجز المرجاني العظيم قد مات بالفعل، ويعزى ذلك بالكامل تقريباً إلى النشاط البشري.
- وتواجه الشعاب المرجانية مجموعة متنوعة من الضغوط، بما في ذلك السياحة غير المستدامة، وارتفاع درجات حرارة البحر، والتلوث، والصيد الجائر.
- وتتسبب هذه العوامل في ابيضاض الشعاب المرجانية، وهي عملية تقتل الشعاب المرجانية في النهاية.
- وتعتمد صناعة صيد الأسماك على الشعاب المرجانية لدعم الحياة البحرية ولكنها أيضاً تحمي السواحل من الآثار الضارة لارتفاع مستوى البحار.
- وللمساعدة في حماية الشعاب المرجانية، يُنصح بإرساء القوارب في المناطق الرملية بعيداً عن الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية حتى لا تجر المرساة والسلسلة الشعاب القريبة.
- وإذا كنت تغوص، فلا تلمس الشعاب المرجانية لأنها هش للغاية ويمكن أن يؤدي لمسها إلى تدمير الطبقة الواقية من المخاط الموجودة عليها.
الصيد الجائر
- تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن حوالي 28.8 في المائة من مخزون الأسماك البرية في العالم يتعرض للصيد الجائر.
- ويقال إن حوالي 61.3% منها "تم صيدها بالكامل"، وهذا يعني أن 90 في المائة من الأسماك البرية في العالم إما مستغلة بالكامل أو بشكل مفرط.
- ويرجع ذلك إلى ممارسات الصيد المدمرة، مثل الصيد بشباك الجر على قاع البحار، التي تدمر بيئات قاع البحر.
- علاوة على ذلك، أدى جشع صناعة صيد الأسماك إلى تفشي انتهاكات حقوق الإنسان للعمال على متن سفن الصيد.
- في المستقبل، يجب علينا الالتزام بالمعايير المستدامة لصيد الأسماك لتجنب استنزاف محيطاتنا بالكامل.
المصدر: مجلة Boat International
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}