حتى البدايات لم تكن متواضعة، فمنذ انطلاقته الأولى عام ،1969 وضع فندق الخليج بصمته البارزة في قطاع الفندقة والضيافة كأول فندق من فئة الخمس نجوم بالبحرين.
وعلى مر السنوات، وعلى الرغم من توسع القطاع الفندقي في المملكة وتزايد أعداد الفنادق والتطور المتلاحق الذي شهده هذا القطاع، بقي فندق الخليج ندًا قويا ومنافسًا شرسًا ومحافظا على مكانته وسمعته المحلية والإقليمية والدولية.
ومنذ ذلك الحين، وهذا الصرح الفندقي يشهد تطورات متعاقبة، ليتحول من فندق منفرد إلى مجموعة مترامية ومتكاملة تمتلك وتدير استثمارات بأكثر من 100 مليون دينار، وتخدم مختلف القطاعات، منها فندق الخليج وهو المظلة الأم،) كراون بلازا، شركة البحرين للسياحة، شقق الخليج الفاخرة في الجفير والعدلية، مكاتب الخليج الفاخرة، فندق مطار البحرين، فندق ذا كي، فندق أسدال غلف إن في السيف، خدمات مغسلة فندق الخليج، فرع جلف براند إنترناشونال في البحرين).
ولم تكتف المجموعة بالعمل على المستوى المحلي، إنما واصلت توسعها على المستوى الإقليمي والدولي، لتصبح اليوم مالكة ومديرة لمشاريع كبيرة ومميزة منها فندق جلف كورت في منطقة بيزنس باي بدبي، منتجع أوشين برادايس في زنجبار، جلف براند إنترناشونال كولومبو.
ومؤخرا، كان لمجموعة فنادق الخليج خطوة نوعية أخرى من خلال توقيع اتفاقية إدارة وتشغيل فندق جلف إكوا مارين في العاصمة الجورجية تبليسي.
وبموجب الاتفاقية، تتولى المجموعة إدارة الفندق الذي بلغت كلفته الإجمالية حوالي 55 مليون يورو ويصنف من فئة الأربع نجوم، مدة عشر سنوات قادمة.
*لماذا اختارت المجموعة جورجيا تحديدا؟ ولماذا ركزت على فئة النجوم الأربع؟ ما الذي يضيفه هذا الفندق إلى المجموعة؟ وهن هناك مشاريع توسعية أخرى قادمة؟
- يجيب الرئيس التنفيذي: في الواقع، تحرص مجموعة فنادق الخليج على الاستثمار في أية فرص واعدة متاحة في أي منطقة في العالم.
ومن ضمن هذه الفرص طرحت جورجيا كخيار جيد، وبالفعل بدأت مباحثات مع شركة «إن أند جي» التابعة لمجموعة جينو التي تمتلك وتدير مجموعة واسعة من الخدمات الترفيهية والسياحية والعقارية والطاقة المتجددة وغيرها، وتمخضت المباحثات في ديسمبر 2021عن اتفاق مبدئي، قبل أن نسافر إلى جورجيا لمعاينة المشروع ومواصلة رحلة المباحثات، حتى تم توقيع الاتفاقية هناك، وبعدها حضر المالك نفسه إلى البحرين في مايو الماضي لإعلان تفاصيل الاتفاقية.
وهذه الشراكة الاستراتيجية تدعم خطط التوسع العالمي للمجموعة خاصة وأن سوق جورجيا يعد سوقا واعدا ويشهد تطورا كبيرا ونموا في السياحة خاصة من المنطقة. وبالتالي يمثل فرصة من الجيد استثمارها.
*ولماذا اخترتم فئة 4 نجوم تحديدا؟
- لدينا خبرة في إدارة الفنادق ذات الأربع نجوم والخمس نجوم، ولكننا إجمالا ندرس الفرص الأفضل وفقا للظروف والمنطقة وتفضيلات الزبائن.
وفي هذه الأيام ربما تعد فنادق الأربع نجوم أكثر جدوى للزبائن من النجوم الخمس الأكثر كلفة، بل حتى الكثير من الشركات باتت تتحول إلى البحث عن أربع نجوم لتوفير الكلفة.
وبالفعل، وبعد دراسة الوضع في جورجيا والتفضيلات اقتنعنا أن هذا الخيار هو الأنسب.
ولكن يجب تأكيد جانب مهم هنا هو أن الفلسفة التي ننطلق منها هو أننا ندير فنادق أربع نجوم ولكن نقدم خدمات متكاملة تصنف من فئة الخمس نجوم.
خدمات متكاملة
*وما الذي يميز فندق «جلف أكوامارين» عن غيره بشكل يجذب السياح والعملاء خاصة من منطقة الخليج؟ -أي فندق في حد ذاته هو مجرد مبنى، لذلك تجد أن أغلب غرف الفنادق متشابهة.
ولكن التميز يكون في الخدمات المقدمة، وبالتالي فإن أكثر ما يميز هذا الفندق هو تقديم خدمات فندق الخليج المتميزة ذات المعايير العالمية والسمعة المرموقة في قطاع الضيافة، مستفيدين في ذلك من خبرتنا التي تتجاوز خمسين عاما في الفندقة والضيافة، وهدفنا الذي نركز عليه هو جعل «جلف أكوامارين» أفضل فندق في جورجيا، ما ينعكس بشكل مباشر على جذب السياح خاصة من منطقة الخليج.
أضف إلى ذلك ما يتمتع به الفندق نفسه من مرافق مميزة، حيث يحتوي على 215 غرفة بنظام الشقق ويضم عددا من المطاعم ومنتجعا صحيا فاخرا وإطلالات مميزة على بحيرة تبليسي والغابات القريبة ،وهو قريب من قلب العاصمة ومن مطار تبليسي الدولي ،والأهم هنا هو وجود المتنزه المائي (Gino Paradise) الذي يمثل مرفقا سياحيا جاذبا ومميزا، بل ويعد من أفضل المرافق السياحية في جورجيا خاصة بالنسبة إلى العائلات.
*كان من المفترض افتتاح الفندق في يونيو الماضي، ما أسباب التأخر حتى الآن؟
- في الواقع، وضمن الاتفاقية، كان المخطط حتى قبل هذا الموعد لاسيما وأن المتنزه المائي كان مفتوحا في تلك الفترة، حيث إنه يفتح في الصيف ويغلق بعضا من مرافقه المائية في الشتاء، ولكن للأسف لم يكن الفندق في حد ذاته جاهزا بالوقت المناسب والمخطط له بسبب بعض الصعوبات منها آثار جائحة كورونا والإغلاقات وغيرها.
ولكن الاستعدادات الآن تمر بمراحلها الأخيرة، واستثمرنا هذه الفترة بمزيد من التجهيزات وتدريب الطاقم وتطوير الخدمات ووضع اللمسات النهائية، ومن المتوقع افتتاح الفندق وبدء العمل قريبا من خلال افتتاح تجريبي، ثم افتتاح رسمي خلال الأشهر القادمة.
*ألم يسبب هذا التأخير أية خسائر بالنسبة إليكم؟
-كما تعلم، نحن ندير المشروع ولا نملكه، وبالتالي ينعكس التأخير على المالك بالمقام الأول، ولكن إجمالا كلما كان الافتتاح والعمل أسرع كان أفضل للجميع.
فرص جديدة
*في تصريح سابق لرئيس مجلس إدارة المجموعة الوجيه فاروق المؤيد، أشار إلى تلقيكم عروضا من دولتين آخريين مجاورتين لجورجيا لتشغيل فنادق فيها، هل هناك تطورات بهذا الشأن؟
-نعم، شاركنا بمناقشات عديدة مع مطورين سواء في جورجيا أو غيرها، فمع السمعة المميزة للمجموعة، نتلقى عروضا من مختلف الجهات، ومازالت هناك فرص لذلك ولكن مثل هذه الخطوات تتطلب وقتا ودراسة.
وأحد هذه الفرص في جورجيا أيضا لمشروع حصل مؤخرا على الرخص النهائية، وهذا ما سيجعل المباحثات تأخذ منحنى أكثر جدية، وهناك فرص ندرسها أيضا في دول أخرى مثل أذربيجان.
خاصة وأن شركة طيران الخليج تسير رحلات مباشرة من البحرين إلى باكو ثم تبليسي وتعود إلى البحرين.
وهناك الكثير من البحرينيين والخليجيين يسافرون إلى باكو، وهذا ما يمثل فرصة للاستثمار فيها لاسيما مع ما نملكه من شراكات وتعاون مع طيران الخليج.
*هل هناك مشاريع توسعية قادمة للمجموعة سواء على المستوى المحلي أو الخارجي؟
- كما أشرت، فإن خطط التوسع ضمن استراتيجيتنا، وحاليا ننظر إلى فرص في السعودية حيث نعمل على أن يكون لنا وجود في السوق السعودي خلال عام 2023 وبنفس الوقت هناك الكثير من الفرص النامية في البحرين.
ومن المرتقب أن تضيف المجموعة مشروعين على الأقل خلال الشهور القليلة القادمة لمحفظة أعمالها، ولكننا كشركة مدرجة ملزمون بإجراءات الإفصاحات أولا للجهات المختصة، وبالتالي سنعلن عن التفاصيل بعد إنهاء الإجراءات المطلوبة.
مهرجان الطعام الجورجي
*استضاف فندق الخليج مؤخرا مهرجان الطعام الجورجي، هل يأتي ذلك ضمن خطط الترويج لجورجيا؟ وكيف تقيِّمون نجاح المهرجان؟
- نعم.. الهدف الرئيسي كان جذب الاهتمام للثقافة الجورجية والطعام الجورجي والترويج لهذا البلد.
فخلال زياراتنا لجورجيا وجدنا عندهم الكثير من الخيارات المميزة واللافتة من الأطعمة، ووجدنا أنها فكرة جيدة أن نجعل المواطنين والمقيمين في البحرين يجربون هذه الأطعمة.
أضف إلى ذلك أنه تم مؤخرا افتتاح سوبرماركت جورجي في البحرين ،واللافت هنا أننا فوجئنا خلال الفعالية بوجود أعداد غير قليلة من الجورجيين في البحرين حرصوا على الحضور ومقابلة الطهاة، لذلك كانت فعالية ناجحة بكل المقاييس وحصلنا على ردود أفعال إيجابية كثيرة.
*بشكل عام، إلى أي مدى استعاد فندق الخليج بشكل خاص والمجموعة بشكل عام نشاطها بعد أزمة الجائحة؟
- بالنسبة إلى مجموعة فنادق الخليج، يمكن القول إننا استعدنا 75%-80% من نشاطنا مقارنة بعام 2019 ولكن لا ننكر أن التداعيات ما زالت مستمرة.
فخلال الجائحة اضطررنا إلى تقليص التكلفة وطاقم العمل، إلا أننا نحقق الآن نتائج أفضل بكثير، ومن المؤمل أن تشهد الفترة القادمة تعافيا أكبر خاصة مع ما نشاهده من تنامي أعداد السياح للمملكة وتعافي الكثير من القطاعات الأخرى، ولا ننسى هنا أن العمل الفندقي يعتمد على المواسم بشكل كبير.
*وما أكبر التحديات التي تواجهكم في هذه المرحلة؟
- خلال فترة كوفيد، فقدنا عددا كبيرا من طاقمنا وكلهم مدربون على أعلى المستويات ويملكون خبرة طويلة في قطاع الضيافة والفندقة، والآن مع التعافي علينا إيجاد طاقم آخر وتدريبه وإيصاله إلى المستوى المناسب لسمعة المجموعة، وهذا ما نعتبره تحديا كبيرا.
الأمر الآخر، إنني دائما أشبه العمل في القطاع الفندقي بقيادة شاحنة كبيرة، فإيقاف الشاحنة أو التسارع بها يكون بشكل تدريجي، وهذا ما يحدث في قطاع الضيافة، فالتعافي يكون تدريجيا بعد مدة طويلة من شبه التوقف، ثم تحولنا فجأة إلى العودة إلى حياة شبه طبيعية.
لكننا والحمد لله نسير في الطريق الصحيح ونأمل في 2023 أن تعود جميع القطاعات إلى أدائها السابق.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}