تؤثر الكوارث الطبيعية والإخفاقات المالية والسياسية وغيرها من العوامل الأخرى تأثيرًا كبيرًا على المشهد الاقتصادي؛ فعندما يقع حدث جلل في مكان ما تصبح له تداعيات هائلة على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
هذا التقرير يُلقي نظرة على أهم الأحداث التي ألقت بظلالها على المشهد الاقتصادي في العقدين الأوّلين من القرن 21.
1- 2020: تفشي جائحة فيروس كورونا والركود الاقتصادي الناتج عنها
- بعد تفشي جائحة كورونا انهارت سوق الأسهم في عام 2020، كان الانهيار السريع مدفوعاً بمخاوف المستثمرين العالميين من انتشار الجائحة، والذي كان من المتوقع أن يتسبب في انخفاض أسعار النفط والركود، "التيسير الكمي ساهم لاحقاً في دعم ارتفاع الأسهم وتعويض خسائر وول ستريت".
- وبعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا الجديد أصبح وباءً، أغلقت معظم الحكومات الخدمات غير الأساسية، وانخفضت معدلات النمو وتراجعت مبيعات التجزئة ودمر الوباء اقتصاد العديد من البلدان.
2- 2016: البريكست
- في يونيو عام 2017، أجرت المملكة المتحدة استفتاءً على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأصبح هذا الإجراء يُعرف باسم "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" أو اختصارا البريكست.
- انسحبت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي رسميًا في 31 يناير 2020، وانخفض النمو الاقتصادي ووصل إلى أدنى مستوى لم تشهده البلاد منذ عام 2003.
- ومع ذلك، بدأ الاقتصاد البريطاني في الانتعاش في العام التالي وكاد يصل إلى مستويات الإنتاج قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية عام 2020.
3- 2015: صعود الصين كأكبر اقتصاد في العالم
- وفقًا لصندوق النقد الدولي ، أصبحت الصين أكبر اقتصاد في العالم استنادًا إلى تعادل القوة الشرائية (PPP)، الذي يستخدم معدل تحويل لمقارنة قوة العملة بعملة دولية نظرية.
- ورغم أن الناتج المحلي الإجمالي للصين أصغر من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، فإن نمو تعادل القوة الشرائية والناتج المحلي الإجمالي أدى إلى تحويل ميزان القوة الاقتصادي، مما دفع الولايات المتحدة إلى المركز الثاني.
- أيضًا، الصين ثاني أكبر مالك لديون للولايات المتحدة؛ الأمر الذي يمنحها نفوذًا عند التفاوض على السياسات المتعلقة بالواردات والصادرات، وإذا طالبت الصين بديونها، فسترتفع أسعار الفائدة والأسعار، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي لأمريكا.
4- 2015: أزمة الديون اليونانية تهدّد الاتحاد الأوروبي
- في عام 2015، كادت اليونان أن تتخلف عن سداد ديونها، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى إقراضها لمواصلة السداد. وكانت هذه أكبر عملية إنقاذ مالي لبلد مفلس في التاريخ.
- بيد أن هذه الأزمة تسببّت في أزمة الديون الأوروبية أو ما يعرف بأزمة منطقة اليورو، وأدت إلى عمليات إنقاذ لدول أخرى مما دفع الكثيرين إلى التشكيك في جدوى وجود عملة واحدة للاتحاد الأوروبي.
5- 2014: قانون الرعاية الصحية الأمريكي (أوباما كير) يضيف 20 مليون مواطن أمريكي للتغطية الصحية
- بعد أن تم إضافة 20 مليون مواطن أمريكي للتغطية الصحية، سمحت الرعاية الوقائية المنخفضة التكلفة للأمراض المزمنة والحالات الأخرى للأشخاص الذين لم يكن لديهم تأمين كافٍ أو غير مؤمن عليهم بالحصول على رعاية بتكاليف مخفضة.
- مما خفض العبء الضريبي من إجمالي الدخل المحلي، نتيجة لذلك تباطأ إلى حد ما معدل ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
6- 2011: تسونامي وكارثة فوكوشيما النووية في اليابان
- في 11 مارس 2011، تعرضت اليابان لزلزال بقوة 9.0 درجات. مما تسبّب في حدوث تسونامي بارتفاع 133 قدمًا فوق الخط الساحلي الشمالي الشرقي للبلاد.
- قضى أكثر من 18 ألف شخص نحبه وفُقد الآلاف. كما تسبب في أضرار بقيمة 220 مليار دولار وفقًا للتقديرات.
- دمرت الأمواج محطة فوكوشيما للطاقة النووية، مما أدى إلى حدوث تسريبات إشعاعية. وقد دمرت "الكارثة الثلاثية" الاقتصاد الياباني.
7- 2008: ضخّ المليارات في عمليات إنقاذ للشركات المتعثرة
- كانت الأزمة المالية التي حدثت بين عامي 2008 و2009 -والتي تُعد واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ- ناتجة عن ضعف اتخاذ القرار وجشع المؤسسات المالية والاستثمارية والتأمينية.
- حيث أعلن الكثير من كبرى المؤسسات المالية ومنها المجموعة الأمريكية الدولية (AIG)، أكبر شركة تأمين في العالم، عن إفلاسها، مما تسبّب في انهيار جزء كبير من السوق.
- استخدمت وزارة الخزانة 350 مليار دولار لبرنامج الإنقاذ، الذي اشترى الأسهم المفضلة في البنوك الكبرى.
وسعت حزمة التحفيز الاقتصادي لعام 2009 إلى طمأنة المستثمرين وإنهاء الركود.
8- 2007: أزمة الإسكان أو ما يُعرف بالفقاعة الإسكانية في الولايات المتحدة
- أدت إزالة القيود التنظيمية المفروضة على القطاع المالي في عام 1999 إلى تحرير قدرة البنوك على استثمار ودائع عملائها في العقود الاشتقاقية أو ما يعرف بـ "السندات المدعومة بالرهن العقاري" لمنحها للأشخاص غير القادرين على تحمل تكاليف السكن.
- بدأ المستثمرون في تحقيق أرباح ضخمة من المشتقات، وانخفض متوسط أسعار المساكن الجديدة بنسبة 22 في المائة. في الوقت ذاته، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. وعندها ارتفعت الأسعار، والتكلفة ومن ثم التخلف عن السداد.
- فقد العديد من مالكي المنازل حقوق الملكية في منازلهم أو لم يتمكنوا من بيعها أو سداد المدفوعات الشهرية المتزايدة. وتخلف الكثيرون عن سداد قروضهم العقارية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية.
9- 2005: تكبد خسائر تُقدر ب 160 مليار دولار بسبب إعصار كاترينا
- كان إعصار كاترينا أكثر الكوارث الطبيعية تدميراً في الولايات المتحدة، حيث ضرب ساحل لويزيانا في 29 أغسطس 2005، وتسبب في أضرار بقيمة 160 مليار دولار.
10- 2003: غزو العراق
- كان لغزو العراق الذي بدأ في مارس عام 2003 آثاره المدمرة على اقتصاد العراق وأيضًا الدول المشاركة في الحرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك نظرا للتكلفة الباهظة للحرب وآثارها السلبية على سوق النفط.
11- 2002: طرح عملة اليورو كعملة أوروبية موحدة
- تم اعتماد العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" ودخلت حيّز التداول في الأول من يناير 2002، وبحلول مارس 2002 حلّ اليورو محل العملات الوطنية لـ 12 دولة أوروبية بشكل كامل.
- وقد تباينت التوقعات لدى إطلاق اليورو، وعما إذا كان سيصمد كعملة دولية لها مكانتها بين العملات الرئيسة. وعلى الرغم من الشكوك والأزمات فإن اليورو صمد، وأصبح الآن ثاني عملة عالمياً بترتيب نصيبه من التعاملات الدولية.
12- 2001: هجمات 11 سبتمبر تشعل فتيل الحرب على الإرهاب
- تسببت هجمات 11 سبتمبر 2001 في مقتل 2973 شخصًا، وتكبُّد أضرار مادية تراوحت بين 82.8 مليار دولار و94.8 مليار دولار.
- أدت الهجمات إلى إغلاق البورصة، وانخفاض مؤشر داو جونز بنحو 700 نقطة، كما عمقت من ركود عام 2001 الناجم عن انفجار فُقّاعة الدوت كوم.
- كما أشعلت فتيل الحرب على الإرهاب. وتكشف أحدث الدراسات أن تكاليف الحرب في أفغانستان والعراق تجاوزت 6.4 تريليون دولار.
المصدر: موقع The Balance Money
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}