ينقسم معظم المحللين في سوق النفط إلى فريقين؛ الأول قلق بشأن انخفاض الطلب الناجم عن الركود الاقتصادي العالمي المحتمل، في حين أن الثاني قلق بشأن أزمة المعروض النفطي.
وفي حين أن كلا السيناريوهين لهما تأثير سلبي على سوق النفط، إلا أنه على المدى القصير سيكون انخفاض الطلب وليس أزمة العرض هو ما يتعين على الأسواق التعامل معه.
التوقعات الاقتصادية
- السؤال الأساسي لكل من الأسواق المالية وأسواق النفط اليوم هو ما إذا كان العالم سيواجه ركودًا طويلًا وعميقًا أم لا.
- في أحدث تقرير لصندوق النقد الدولي عن آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2022، تم وصف التباطؤ الحالي بأنه واسع النطاق وأكثر حدة مما كان متوقعًا، ويتوقع الصندوق تباطؤ النمو الاقتصادي العام المقبل.
- ووفقًا للتقرير، سيبلغ التضخم العالمي ذروته عند 9.5% لكنه سينخفض إلى 4.1% في عام 2024، وتواجه العديد من البلدان في العالم بالفعل مستويات مرتفعة من التضخم حيث وصلت الأرقام إلى أعلى مستوياتها منذ عدة عقود.
- هذا يترك القليل من الشك فيما يتعلق بالصعوبات الاقتصادية المقبلة ويوحي بأن الأسوأ لم يأت بعد، كما كان تقرير آفاق الطاقة العالمي الصادر عن وكالة الطاقة الدولية متشائمًا أيضًا بشأن الوضع الحالي، ووصف أزمة الطاقة بأنها "صدمة ذات اتساع وتعقيد غير مسبوقين".
علامات انكماش بعض الاقتصادات المتقدمة
- في أوروبا، بدأ الاقتصاد البريطاني بالفعل في الانكماش بنسبة 0.2% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع استمرار بنك إنجلترا في رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 60 عامًا، في محاولة لتجنب ما قد يكون أطول ركود على الإطلاق.
- وتكافح ألمانيا - أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي - للتعامل مع الصدمات بين ارتفاع الأسعار وأزمة الطاقة، ويظهر هذا في مؤشرات البلاد الاقتصادية المخيبة للآمال.
أزمة العرض في السوق
- تظهر البيانات الأخيرة من "فورتيكسا" أنه كانت هناك زيادة في صادرات النفط من دول حوض المحيط الأطلسي، حيث صدرت الولايات المتحدة والجزائر وغيانا والبرازيل وليبيا 7.6 مليون برميل يوميًا مجتمعة في أكتوبر، مقارنة بـ 7.1 مليون برميل يوميًا في سبتمبر.
- ورغم أن هذه الزيادة في الإنتاج لن تعوض بأي حال من الأحوال الانخفاض القادم في إنتاج أعضاء منظمة "أوبك" وحلفائها، إلا أنها ليست بالأمر الهين.
- وخفضت "أوبك" في تقريرها النفطي الشهري توقعات الطلب بمقدار 400 ألف برميل يوميًا في الربع الأخير إلى 2.5 مليون برميل يوميًا، كما خفضت توقعات عام 2023 بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى 2.2 مليون برميل يوميًا.
- وتشير هذه التوقعات إلى وجود فائض في المعروض النفطي في الأسواق خلال الأرباع القليلة الماضية.
أسواق النفط بين العرض والطلب
- على المدى القصير إلى المتوسط، سيستمر كل من تشديد السياسة النقدية العالمية، وانخفاض الإنتاج، وزيادة مخاطر دخول البلدان في الركود، مع استمرار أزمة "كوفيد" في الصين، في إبقاء الطلب على النفط تحت السيطرة.
- على الجانب الآخر، ستظل أزمة العرض مؤثرة على المدى القصير نتيجة لهذه التطورات، ومع ذلك، هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة كبيرة في العرض وقد تؤثر سلبًا على أسواق النفط على المدى الطويل.
المصدر: أويل برايس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}