كتبت "بيا لوريتزن"، وهي مستشارة للمسؤولين التنفيذيين وأحد مؤسسي شركة "كيوفست" Qvest، مقالاً تتحدث فيه عن خبراتها في مساعدة قادة الأعمال والموظفين على تطوير مهارة طرح الأسئلة.
وتقول لوريتزن إنه باتت لدي عادة تتمثل في دعوة الناس عند تقديم عروض خاصة بها إلى كتابة أسئلة. وهي تطلب منهم أن يتبعوا قاعدتين: أولهما أن يكون السؤال له علاقة بالسياق، وثانيهما أن يكون مهماً بالنسبة للسائل أن يحصل على إجابة لسؤاله.
وعندما سألتهم هل من الصعب طرح أسئلة في موقف لا يعرفون فيه ما سيحدث بعدها؟ أجاب معظمهم بالإيجاب لأن هذا التمرين أجبرهم على التفكير فيما هو مهم بالنسبة لهم، وأخذ مواقف الآخرين في عين الاعتبار، والتفكير فيما سيطرحونه من أسئلة في سياق الهدف المشترك للمجموعة.
وبعد المرور بهذه التجربة، أصبح الحضور على دراية بالأسباب التي تجعل القادة الناجين يحبون الأسئلة. إن طرح الأسئلة، والاستماع إلى أسئلة الآخرين والإجابة عليها هو ما يجعلهم قادة ناجحين.
ويستعرض التقرير ست أفكار مستقاة من مفكرين عظماء بشأن استغلال قوة الأسئلة لمساعدة القادة في اتخاذ قرارات أفضل، وأن يكونوا أكثر تعاطفاً تجاه الآخرين، وأن يركزوا أكثر على أهدافهم.
1- الإنسان فقط هو من يطرح الأسئلة
- يقول إروين شتراوس، طبيب الأعصاب: "لا يمكن تعليم مهارة طرح الأسئلة. تتولد القدرة على طرح الأسئلة في مرحلة مبكرة من عمر الطفل. نحن قادرون على طرح الأسئلة لأننا كائنات مفكرة تميل إلى التساؤل بطبيعتها".
- في مقال له بعنوان "الإنسان كائن متسائل"، يضع شتراوس حُججاً قويةً لفهم الإنسان بصفته "حيوان متسائل".
- إن ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية هي فضوله ورغبته المتواصلة في زيادة معرفته وهو يفعل ذلك عن طريق طرح الأسئلة.
2- التساؤل يجعلنا أكثر قدرة على حل المشكلات
- بعد دعوة القادة إلى طرح سؤال، أسألهم أين يتوقعون إيجاد الإجابة، وامنحهم ثلاثة خيارات: في أنفسهم، أم في الآخرين، أم عن طريق إجراء بحث وطرح مزيد من الأسئلة.
- يختار معظم القادة الخيار الأول أو الثاني، وهو ما يشير إلى أنهم يريدون إجابات فورية.
- وفقاً لألبرت أينشتاين، لا ينبغي أن يكون الهدف من وراء طرح الأسئلة هو الوصول إلى إجابات، بل حل المشكلات. ولكي نحل معضلات عالمنا الغامض، يجب أن يقاوم القادة إغراء التعجل في الوصول إلى إجابة.
- يُزعم أن أينشتاين قال: "إذا كان لدي ساعة واحدة لحل مشكلة، سأقضي الـ 55 دقيقة الأولى في محاولة تحديد السؤال المناسب، لأنني بمجرد طرح السؤال الصحيح، سأتمكن من حل المشكلة في أقل من 5 دقائق".
3- الأسئلة هي بيانات
- في كتاب "الإنسان كائن متسائل"، كتب شتراوس: "إن الأسئلة كاشفة مثل الأحلام، أو أكثر. ولأن اختيارهم يعتمد على الظروف الثقافية، والاجتماعية، والتاريخية، يمكن أن يمنحنا مخزون الأسئلة التي حركت شخصاً، أو أمة، أو عصراً فهماً تاريخياً عميقاً".
- يعني هذا الكلام أن الأسئلة هي، في الحقيقة، بيانات. وينبغي على القادة، الذين يريدون الاستفادة من هذه البيانات، أن يقللوا تركيزهم على إجابة أسئلة الآخرين بأنفسهم، وأن يركزوا أكثر على تسهيل مهمة الحضور -موظفيهم- في مساعدة بعضهم بعضاً على إجابة الأسئلة بأنفسهم.
- تقول كاتبة المقال، على سبيل المثال، جزء من عملي مع الشركات الكبيرة أن أساعد القادة على مسح الأسئلة التي يطرحها موظفوهم على بعضهم بعضاً، وتحليل تفاعلات المجموعة داخل الشركة. ويساعد هذا القادة على تحديد المشكلات المهمة وحشد الأفراد الذين يحتاجون إلى حلها.
4- التساؤل يدفعنا إلى اتخاذ قرارات مهمة
- إن مقارنة الأسئلة بالأحلام، هي طريقة شتراوس لقول إن الأسئلة هي أداة مهمة لفهم العقل الباطن للشخص الذي يطرح الأسئلة.
- قد يكون من الصعب للغاية فهم الأسباب التي تجعل الموظفين يفكرون بطريقة ما محددة، ومساعدتهم لتغيير طريقة تفكيرهم وسلوكهم. وتساعد الأسئلة القادة على فهم الثقافة والعادات الموجودة داخل شركاتهم.
- ويبدو القادة مرتبكين عندما أطلب منهم طرح أسئلة في بداية حديثي لأنهم لم يعتادوا اتخاذ قرارات بدون وجود معلومات جديدة. لكن حثهم على صياغة أسئلة في البداية ينشط تفكيرهم قبل الاستماع إليَّ.
- إن تغيير ثقافة الشركة لن يحدث عبر إخبار الموظفين ما يتوجب عليهم فعله، بل مساعدتهم على طرح الأسئلة بأنفسهم والتساؤل أيضاً بشأن سلوكهم الحالي في المؤسسة.
- فعبر إتاحة المجال أمامهم لطرح الأسئلة وتفعيل مشاركتهم ورؤاهم، يمكن للقادة ضمان أن الزملاء والموظفين وغيرهم من المساهمين متحمسون لتبني المبادرات الجديدة والالتزام بتنفيذها.
5- لا أسئلة لا تغيير
- قد يبدو إفساح المجال أمام الآخرين لطرح الأسئلة أمراً سهلاً. لكنه ليس كذلك. فلا توجد ضمانة أن الأشخاص سيتمكنون من تحويل ارتباكهم إلى فضول.
- يقول الفيلسوف الألماني هانز جورج جادامر في كتابه "الحقيقة والمنهج" "Truth and method": "لا يستطيع المرء تكوين خبرة دون الانخراط في نشاط طرح الأسئلة".
- عندما نطرح الأسئلة نكون منفتحين لتلقي المعرفة الجديدة، ومستعدين للتعلم. لذا يجب أن يثق القادة، الراغبون في مساعدة موظفيهم على التعلم وتطوير حلول جديدة للمشكلات التي يواجهونها بأنفسهم، في الشعار الذي يقول: لا أسئلة، لا تغيير.
6- الأسئلة تبني الشبكات الاجتماعية
- إن الثقة في عملية طرح الأسئلة والاستماع إلى أسئلة الآخرين تدفعنا أيضاً إلى التفكير في التساؤل باعتباره جزءاً من عملية اجتماعية. فنحن نطرح أسئلة كي نفهم أنفسنا والآخرين حولنا بطريقة أفضل.
- ينبغي أن يفكر القادة في توقيت طرح الأسئلة، والغرض من طرحها. إن اتخاذ قرار بشأن من لديه الحق في طرح الأسئلة ومن لا يمتلك هذا الحق في سياق معين يعد طريقة قوية لتوزيع المسؤوليات.
- والسؤال المطروح هنا هو: كيف يمكن استخدام هذه القوة بطريقة جيدة لتمكين الجميع وجعلهم يتحملون مسؤولياتهم في السياق المحدد لهم؟
المصدر: موقع Strategy+Business
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}