أدى التطور التكنولوجي بما في ذلك زيادة الرقمنة إلى تغيير المفاهيم التقليدية المرتبطة بـ "ذروة النفط"، وهي نقطة افتراضية عندما يزيد إنتاج النفط العالمي إلى الحد الأقصى ويدخل في انخفاض لا رجعة فيه.
ولأن النفط مورد طبيعي محدود يتم إنتاجه على مدى زمني جيولوجي بينما يستمر الطلب في الارتفاع، لذا يمكن أن تصبح ذروة النفط حقيقة تحدث خلال السنوات القادمة.
متى يصل النفط إلى ذروته؟
- لا يمكن لأحد أن يتفق تمامًا على موعد الوصول إلى نقطة ذروة النفط أو حتى على سبب ذلك.
- وتتوقع شركة النفط النرويجية المملوكة للدولة "إيكوينور" وشركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي" أن تبلغ السوق ذروتها في عام 2028 تقريبًا بسبب انخفاض الاستثمارات في إمدادات النفط والمنافسة الفعالة بشكل متزايد من مشاريع الطاقة المتجددة.
- بينما تقدر "ماكينزي كونسلتينج" وشركة النفط والغاز الفرنسية "توتال إنرجيز" ذروة النفط في أوائل ومنتصف عام 2030 على التوالي، بسبب النمو البطيء في الصناعات الكيميائية وكذلك ذروة الطلب على النقل.
- وتوقع تقرير منظمة "أوبك" الأخير زيادة مطردة في الطلب، مما سيؤدي إلى ذروة النفط في حوالي عام 2040، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية "استقرار" الطلب على النفط ويوصون باستكشاف بدائل على الفور للحفاظ على احتياجات الطاقة.
ماذا عن ذروة الطلب على النفط؟
- في الوقت الحالي، إذا اقتربت ذروة الطلب على النفط فلن تظهر في أي بيانات أو توقعات موثوقة قصيرة ومتوسطة المدى، فقط النماذج طويلة المدى - وليس التوقعات - تشير إلى الذروة، بينما يظهر كل شيء آخر استهلاكًا ثابتًا كما هو الحال.
- على سبيل المثال، أظهر تقرير سوق النفط قصير المدى الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن الطلب سيرتفع إلى ما يقرب من 104 ملايين برميل يوميًا بنهاية عام 2023، وهو أعلى بكثير من الذروة السابقة البالغة 102 مليون برميل التي تم تسجيلها في منتصف عام 2019.
- هذا على الرغم من أن التنقل - وهو مصدر ضخم للطلب على البنزين والديزل في كل من الولايات المتحدة وأوروبا - قد تغير إلى الأبد، حيث من المقرر أن يظل العمل من المنزل متبعاً في عدد كبير من الوظائف.
- وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل بمقدار 1.7 مليون برميل يوميًا، رغم الأسعار الباهظة، وارتفاع أسعار الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي بشكل حاد والتأثير المستمر لفيروس "كوفيد" في آسيا.
تنبؤات غير دقيقة
- لا يمكن للمهنيين ذوي المعرفة العالية الاتفاق على الآليات الأساسية أو توقيت ذروة النفط، وهذا ليس اتجاه جديد، فقد توقعت عالمة الجيولوجيا الأمريكية "ماريون كينج هوبرت" أن الإنتاج العالمي من النفط الخام سيصل إلى ذروته في عام 2000.
- وهناك مئات من التوقعات الخاطئة، لكن الخطأ المشترك في كل هذه التوقعات هو الفشل في الاعتراف بإنتاج النفط باعتباره سياسيًا بطبيعته، حيث إن تقديم إجابات جيولوجية أمر حيوي ولكنه غير كافٍ.
ماذا يترتب على وصول النفط إلى ذروته؟
- إذا كانت ذروة النفط موجودة بالفعل، ولم تحقق الدول أهدافها بعد في إزالة الكربون، فإن الآثار المترتبة على سوق الطاقة والاقتصاد ستكون بعيدة المدى، إذ إنه غيّر هذا الاقتصاد الجديد بشكل أساسي الطريقة التي نعمل بها في مرحلة ما بعد الجائحة مع استمرار العديد من الأشخاص في العمل من المنزل وضعف السفر، والتحول إلى المركبات التي تعمل بالبطاريات.
- وقد يؤدي الطلب المتزايد على معادن الأرض النادرة اللازمة للانتقال السريع مع تراجع النفط إلى بروز مجموعة جديدة من السلع النادرة وتغيير اقتصاديات الطاقة الجغرافية مع مزاعم استراتيجية جديدة.
- ولكن إذا كان من المقرر وصول ذروة النفط في المستقبل القريب، فإن الاستراتيجية الحالية لإزالة الكربون - رغم أنها ليست مثالية - قد تكون كافية للوصول إلى أهداف اتفاقية باريس بحلول عام 2050 مع زيادة درجة الحرارة إلى ما دون 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
- أما إذا كانت ذروة النفط بعيدة، فإن استراتيجيات إزالة الكربون والاستراتيجيات البيئية ستواجه عقبات هائلة من سوق النفط والضغط السياسي في الوقت الراهن.
المصادر: فوربس - بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}