دول آسيا الناشئة تبني احتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي استعدادا لانتعاش الدولار

تعمل البنوك المركزية في أسواق آسيا الناشئة جاهدة لبناء احتياطيات كبيرة من العملات الأجنبية وتعويض ما خسرته العام الماضي، بهدف الاستعداد للدفاع عن عملاتهم في حال عاود الدولار ارتفاعه. 

أضافت البنوك المركزية في الهند وكوريا الجنوبية وتايوان ودول جنوب شرق آسيا نحو 132 مليار دولار إلى احتياطياتها منذ نوفمبر الماضي، وفقا لحسابات وكالة "بلومبيرغ". 

يعادل هذا أكثر من نصف ما خسرته هذه البنوك المركزية في العام الماضي، ويأتي بفضل استقبالها المزيد من التدفقات الدولارية، بفضل ضعف الدولار الأخير الذي عزز أيضا تقييمات المحافظ الاستثمارية لهذه الدول.

كان أداء الروبية الهندية أضعف مقارنة بنظيراتها في الأسواق الناشئة، ويرجع ذلك جزئيا إلى توسع البنك المركزي الهندي في عمليات إعادة بناء الاحتياطيات النقدية وشراء العملات الأجنبية، بشكل أكبر من نظرائه. 

انخفضت الاحتياطيات الأجنبية لهذه الدول مجتمعة، بمقدار 243 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، بسبب تدخلاتها في الأسواق للدفاع عن عملاتها الوطنية التي تراجعت مقابل الدولار.  

وينظر إلى خطة إعادة بناء الاحتياطيات النقدية في أسواق آسيا الناشئة، على أنها محاولة لمواجهة أي انتعاشة محتملة أخرى في قيمة العملة الأمريكية، خاصة في الوقت الذي يتوقع فيه استمرار زيادة معدلات الفائدة في الولايات المتحدة. 

خسرت الهند وحدها العام الماضي، نحو 100 مليار دولار لدعم الروبية، لكن منذ ذلك الحين، يستغل البنك المركزي كل الفرص المتاحة لجمع الدولارات، وزادت احتياطياته بالفعل بنحو 50 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الماضية.  

أضافت كوريا الجنوبية 26 مليار دولار لاحتياطياتها في نفس الفترة بعد أن خسرت في وقت سابق 49 مليار دولار، واستردت إندونيسيا 9 مليارات دولار من 15 مليارا خسرتها.