في حين تمتعت شركات النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة، بأرباح قياسية في العام الماضي، بفضل ارتفاع الأسعار، فإن استمرار تضخم التكلفة يشكل ضغطًا كبيرًا على أعمالها هذا العام.
شركات مثل "ديفون إنرجي" و"بايونير ناتشورال ريسورسز" و"إي أو جي ريسورسز"، التي تقود أعمال التنقيب في مناطق النفط الصخري، حققت أرباحًا ضخمة العام الماضي بعد ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن الأسعار انخفضت منذ ذلك الحين، وتراجع خام برنت القياسي الذي اقترب من حاجز 140 دولارًا عند لحظة ما خلال العام الماضي، ليتداول قرب 83 دولارًا الآن، كما تراجعت أسعار الغاز الطبيعي إلى ما دون المستويات قبل الغزو.
إلى جانب ذلك، تستمر تكاليف أساسيات مثل المعدات والعمالة في التصاعد، مما دفع أكبر المشغلين إلى الاستعداد لتحقيق مكاسب مالية أقل في عام 2023.
وقال "جيف ريتنور" المدير المالي لـ"ديفون إنرجي" خلال إعلان نتائج أعمال الشركة هذا الأسبوع: "لقد شهدنا تضخمًا يتراوح بين 30% و50% - اعتمادًا على فئة التكلفة التي نتحدث عنها - وهذا ما بدأنا به عام 2023".
وأضاف "ريتنور" الذي تعد شركته أحد أكبر مشغلي عمليات النفط الصخري: "أعلم أن الجميع قد سئم الحديث عنه (التضخم) وأنا بالتأكيد كذلك".
فيما أعرب "عزرا يعقوب" الرئيس التنفيذي لشركة "إي أو جي" خلال إعلان نتائج الأعمال الخميس، عن قلقه من "البيئة التضخمية الصعبة"، بعدما توقعت الشركة زيادة بنسبة 4% في تكاليف حفر وتهيئة الآبار هذا العام بعد زيادة بنسبة 7% في عام 2022.
خلال الأسبوعين الماضيين، أعلن بعض أكبر مشغلي أعمال النفط الصخري عن أرباح ضخمة للغاية مقارنة بالأعوام الماضية، مما سمح لهم بتسجيل عائدات قياسية للمساهمين.
وارتفع صافي أرباح "ديفون" السنوية لتبلغ 6 مليارات دولار، بزيادة أكثر من الضعف على أساس سنوي من 2.8 مليار دولار.
كما قفزت صافي أرباح "بايونير" إلى 7.9 مليار دولار من 2.1 مليار دولار في عام 2021، والذي كان مستوى قياسيًا لها.
وحققت "إي أو جي"، التي نشرت نتائج أعمالها أمس، ربحا قدره 7.8 مليار دولار، ارتفاعا من 4.7 مليار دولار في العام السابق.
ومع ذلك، وخلال هذا الأسبوع، انخفض سهم "ديفون" بأكثر من 10% في اليوم التالي لإعلان نتائجها بعدما قالت إن الإنفاق سيرتفع بمقدار الثلث مرة أخرى في عام 2023.
وتراجع سهم "إي أو جي" بنسبة 4% في تعاملات ما بعد إغلاق السوق الخميس، بعدما توقعت ارتفاعًا حادًا آخر في "تكاليف فوهة البئر" خلال عام 2023.
تكلفة فوهة أو رأس البئر - الأنبوب المستخدم لربط الآبار - تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا خلال العام ونصف العام الماضيين إلى 110 دولارات للقدم، وفقًا لـ"Diamondback Energy"، وهي شركة أمريكية للنفط الصخري.
قال بنك "مورجان ستانلي" إنه رغم وجود مؤشرات على أن التضخم يتباطأ في بعض المجالات، فإن معظم الشركات تضع ميزانية لزيادة الإنفاق الرأسمالي بنسبة تتراوح بين 10% و20% في العام المقبل، مما يضر بالأرباح.
وقدرت شركة "ريستاد إنرجي" للاستشارات بلوغ التدفق النقدي الحر لمنتجي النفط الصخري، ذروته عند 104 مليارات دولار العام الماضي.
وتتوقع أن ينخفض هذا المقياس - النقد المتدفق من العمليات مطروحًا منه النفقات الرأسمالية - إلى نحو 87 مليار دولار في عام 2023 حيث تؤدي التكاليف المرتفعة إلى زيادة متطلبات الإنفاق.
المصدر: فايننشال تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}