نبض أرقام
04:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

لماذا تعاني بعض البلدان من نقص الأدوية؟ وكيف يمكن معالجة الأزمة؟

2023/03/12 أرقام

إذا لدغت أحدهم حشرة موسمية أو هرع إلى العيادة أو الصيدلية لتلقي أدوية لخفض درجة حرارته أو تهدئة سعال طفله، قد يكون أمرًا مخيفًا إذا أخبره المعالج أو الصيدلي أنه لا يستطيع مساعدته لأن الدواء قد نفد من المخزون.

 

بيد أن هذا السيناريو المخيف قد تحقّق بالفعل حيث تعاني أوروبا، على سبيل المثال، من نقص في الأدوية المعروفة.

 

وقد أفادت دراسة استقصائية عن نقص الأدوية أجرتها المجموعة الصيدلانية التابعة للاتحاد الأوروبي (EU) في الفترة بين 14 نوفمبر و31 ديسمبر 2022، أن كل الدول الأعضاء البالغ عددها 29 دولة تعاني من نقص في الأدوية.

 

كما أكدت أن هناك نقصًا حاداً في المضادات الحيوية أسوأ من العام السابق، خاصة عقار "أموكسيسيلين"، الذي يستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي. بالإضافة إلى فئات أخرى من الأدوية، بما في ذلك شراب السعال، والباراسيتامول للأطفال، وأدوية ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي.


 

تفشي نقص الأدوية في جميع أنحاء العالم

 

- لا يقتصر نقص الأدوية على منطقة الاتحاد الأوروبي، حيث تعاني المملكة المتحدة من نقص في العلاج التعويضي بالهرمونات.

 

- في حين أدت الزيادة المفاجئة في تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الولايات المتحدة إلى نقص غير متوقع في الأدوية المستخدمة لعلاجه هناك.

 

- أما في المكسيك، فقد بات النقص المزمن في الأدوية شديد الخطورة لدرجة أنه لا يمكن الوفاء بالعديد من الوصفات الطبية في عام 2022.

 

-  بينما في جميع أنحاء آسيا، ارتبط الانخفاض المفاجئ في الإمدادات باضطرابات في الصين وأستراليا، كما لوحظ أن المناطق الريفية هي الأكثر تضررًا.

 

لماذا نشهد هذا النقص الحاد في الأدوية؟

 

- هناك عدة أسباب لنقص الأدوية؛ منها عمليات الإغلاق بسبب الجائحة والتي أدت إلى الحد من دورة الحياة الطبيعية للحشرات الموسمية.

 

- أدى ذلك إلى إضعاف جهاز المناعة لدينا، وتفشي الأمراض الموسمية بشكل أكبر من المعتاد، مما أدى إلى زيادة متوسط الطلب السنوي على الأدوية التي ينبغي أن تخفف من حدتها.

 

- بطبيعة الحال، لم تتمكن شركات الأدوية من تلبية هذه الطلبات غير المتوقعة بسرعة، لأن السعة الزائدة تقتصر على التحكم في التكاليف.

 

- في الوقت ذاته، كان للحرب في أوكرانيا تأثير ضار على سلاسل التوريد، فضلًا عن ارتفاع نسب التضخم وأسعار الطاقة والذي تضرر منه مصنِّعو الأدوية، الذين يخضعون أحيانًا لقواعد التسعير، بشكل خاص.

 

- علاوة على ذلك، لجأت بعض الدول إلى حظر التجارة الموازية للأدوية مع دول أخرى بصفة مؤقتة لحماية إمدادات الأدوية المحدودة لديها.

 

- كما لجأ البعض إلى تخزين الادوية التي لا تستلزم وصفات طبية بمجرد الإعلان عن نقصها في الأخبار.

 

- هناك أيضًا مشكلة الإفراط في وصف الأدوية. فعلى سبيل المثال، سجلت دائرة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة خسارة تُقدر بما يربو عن 300 مليون جنيه إسترليني سنويًا بسبب الأدوية غير المستخدمة أو المستخدمة جزئيًا والتي لا يمكن إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها.

 

التدابير المبتكرة لتحسين سلسلة التوريد


 

- يمكن أن يُعزى نقص الأدوية إلى سوء التوزيع، حيث يتم تزويد بعض مناطق البلد بأدوية معينة بشكل مفرط وتعاني مناطق أخرى من نقص.

 

- يعد الاستخدام الفعال للبيانات والتحليلات أمرًا أساسيًا للمساعدة في تحسين الوصول إلى الأدوية على مستوى العالم وتحسين إدارة العرض والطلب للصيدليات والمرضى الأفراد.

 

- فمثلًا، أثارت الأكاديميات الوطنية مؤخرًا مفهوم قاعدة البيانات العامة حول الإمدادات الطبية.

 

- أما في مجال الإنتاج، يمكن أن تسخر شركات الأدوية أيضًا التكنولوجيا الذكية لخفض تكاليف التصنيع بنسبة تصل إلى 20% مع تعزيز الإنتاج.

 

- فعلى سبيل لمثال، يتوقع المسؤولون التنفيذيون في شركة فارما أن تحقق المصانع المتصلة الذكية وفورات إجمالية تصل إلى 20% أو أكثر، مع تحسين الجودة وعمليات التسليم أكثر موثوقية.

 

- هناك أيضًا مجال إعادة التشكيل الاستراتيجي، حيث تتطلع الشركات العامة إلى عمليات الدمج والاستحواذ لزيادة الحجم أو التكامل الرأسي وإعادة تصميم سلسلة التوريد لتقليل الاعتماد على الموزعين وموردي المكونات الصيدلانية؛ والاستثمار في الابتكار لتحسين منتجاتهم.

 

- يمكن أن يؤدي تقصير سلاسل التوريد ومحاولة إنتاج أو شراء مكونات أكثر نشاطًا محليًا، بالإضافة إلى الاعتماد على دول مثل الهند والصين، إلى تعزيز العرض وتسهيل زيادة الإنتاج في أوقات الحاجة الإضافية.

 

- وهذا له فائدة إضافية تتمثل في تقليل البصمة الكربونية لشركات الأدوية والحد من تعرضها لتحديات الاقتصاد الكلي.

 

وصفة ناجعة للشراكات بين القطاعين العام والخاص


 

- يجري العمل حاليًا على قدم وساق لاستكشاف نماذج جديدة لحل الأزمة. ولعل أحد الأمثلة على ذلك هو شركة سيفيكا آر اكس (Civica Rx)، وهي شركة أدوية أمريكية غير هادفة للربح تأسست عام 2018 بهدف واضح هو منع نقص الأدوية.

 

- حيث اعتمدت هذه الشركة على اتحاد مزوديها الواسع الذي يغطي ثلث أسرة المستشفيات الأمريكية، وبناء شراكات مع الموردين الطبيين، بالإضافة إلى الحكومة الفيدرالية الأمريكية وحكومات الولايات.

 

- ظهر أيضًا مفهوم يُعرف باسم شركات المنفعة العامة، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، دخلت شركة فلو (Phlow) في شراكة مع شركات القطاع العام والشركات الأخرى لتأمين الإمداد بالأدوية الأساسية.

 

- على جانب البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية، فإن النماذج غير التقليدية، مثل وصفات أمازون وولمارت التي تم إطلاقها مؤخرًا، تستحق أيضًا تسليط الضوء عليها للتأثيرات المحتملة على النظام البيئي.

 

- قد تشير هذه التطورات إلى مناهج مبتكرة واعدة لمعالجة نقص الأدوية. يمكن لأصحاب المصلحة عبر شركات الأدوية ومقدمي الرعاية الصحية والحكومات البحث عن طرق جديدة لتضافر جهودهم معًا لضمان إمدادات دوائية أكثر موثوقية واستدامة تضمن المرونة وتوزيع الدواء بشكل منصف.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.