لقد غير الإنترنت وجه العالم كما نعهده، تلك حقيقة لا تقبل الجدال. ومنذ أن أصبح الإنترنت متاحًا للجمهور في عام 1993 بعد أن اختارت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية سيرن (CERN) وضع الويب في المجال العام، تغيرت طريقة تفاعل الناس وتعاملهم مع الآخرين إلى الأبد.
بيد أنَّ ظهور هذه التكنولوجيا جعل متوسط مدى انتباه الإنسان قصيرًا لا يتجاوز حوالي ثماني ثوانٍ وأصبح تواقًا إلى الحصول على الأشياء بشكل أسرع. وهكذا أصبحت سرعة المواقع الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من تجربة المستخدم ويمكن أن تؤثر على الربحية من خلال تعزيز معدلات التحويل وتصنيفات محرك البحث.
ومع ذلك، يتعامل العديد من أصحاب الشركات مع سرعة مواقعهم على أنها مجرد ميزة ثانوية، لكن بناءً على عدد من الدراسات فقد ثبت أن خسارة الموقع لزواره أو عملائه المحتملين أو حتى عدم حصوله على أي تصّدر في نتائج البحث الأولية يعود إلى سرعته.
لتوضيح الأمر؛ يشبه تحسين سرعة الموقع إلى حد كبير تحسين سرعة الخدمة في المطاعم. عندما يجلس زبون لتناول الطعام في مطعم، فإن الخدمة البطيئة غالبا ما تؤدي إلى عزوفه عن زيارة المطعم مرة أخرى، وبالتالي عدد أقل من الزبائن في المستقبل.
وبالمثل، يمكن أن تؤدي سرعة الموقع البطيئة إلى ضعف ترتيب محركات البحث، وانخفاض حركة الموقع بشكل عام، وخبرات المستخدمين السلبية.
أهمية توفير الأداء والسرعة الجيدين للموقع الإلكتروني |
|
يعطي انطباعًا جيدًا وشعورًا بالاحترافية |
كما يقول المثل فإن الانطباعات الأولى تدوم. عندما يتم تحميل موقع ويب بسرعة، يشعر الزوار بالرضا.
إذ ترتبط السرعة والوظائف على الفور بشعور بالموثوقية والاحتراف.
وقد كشفت الإحصائيات الهامة التي تثبت أهمية سرعة الموقع الإلكتروني في نجاحه عما يلي:
- لكل تجمع واحد عبر الإنترنت، لن يعود 79% من المتسوقين إلى موقع يواجه مشكلة في التحميل.
- حوالي 40 % من العملاء لا ينتظرون إتمام تحميل الصفحة، وسرعان ما يقومون بالخروج منها إذا تخطى الزمن فترة 3 ثوان.
- من الممكن أن تكون ثانية واحدة فقط سبباً أساسياً في أن تخفض نسب تحويل الزوار لعملاء بنسبة 0.7 % وأكثر.
لو فرضنا مثلًا أن متجراً إلكترونياً يحقق ربحًا يُقدر بـ 100 ألف دولار في اليوم الواحد؛ فإن تأخير تحميل الصفحة ثانية واحدة فقط سيسبب خسائر سنوية حوالي 2.5 مليون دولار.
|
سرعة الموقع هامة في الحصول على ترتيب أعلى ضمن نتائج البحث |
إن السرعة عامل حيوي أيضًا في تحسين محرك البحث، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تؤدي سرعة الموقع السيئة إلى تدمير الجهد المبذول في ضبط تحسين محركات البحث وإنشاء محتوى منظم ورائع.
كما يعلم الجميع على الأرجح، فإن جوجل هو الملك، دون جدال، فيما يتعلق بالطرق التي يستخدمها الناس للبحث على الويب.
لأن لديه أكثر من 90% من حصة السوق، وأحد معايير التصنيف الخاصة بها هو السرعة.
لذلك، إذا عززت شركة ما سرعة موقعها، فسوف يساعد ذلك بلا شك في ترقية ترتيبها في بحث جوجل؛ وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نجاح أفضل.
ويعزى السبب في تركيز جوجل بشكل أساسي على أهمية سرعة الموقع في أن الموقع السريع يوفر أفضل تجربة مستخدم على الإطلاق للزوار.
وهو ما تسعى إليه الشركة دوماً في التحديثات الخاصة بها سواء التحديثات السنوية أو التحديثات النصف سنوية.
|
بطء المواقع يمكن أن يكون له آثار سلبية على المدى الطويل |
لا شكّ أن أوقات تحميل الصفحات الطويلة، وضعف أوقات الاستجابة لأعمال المستخدم، تخلق تجربة سيئة للمستخدم.
إذ يصبح انتظار تحميل المحتوى محبطًا للمستخدمين وقد يدفعهم إلى ترك الموقع أو التطبيق تمامًا.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار التعليقات السلبية على الموقع، مما قد يؤدي إلى عزوف الزائرين غير الراضين عن العودة إلى موقع الويب بسبب تجربتهم السيئة السابقة.
فضلًا عن أنه يؤثر أيضًا على تحسين محركات البحث، مما يضر بمصداقية العلامة التجارية على المدى الطويل.
|
أخيرًا؛ إن توفير الأداء والسرعة الجيدين للموقع الإلكتروني الذي ستسعى لإنشائه وضبطه لن يكلف الكثير مثل ما يكلفك المشروع الواقعي الذي ستقيمه في المكان المناسب.
لذلك، يُعد الاهتمام بسرعة الموقع من الأمور السهلة والضرورية للغاية لضمان نجاح المشروع أو الموقع الإلكتروني.
المصدر: موقع انسايدر مونكي Insider Monkey
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}