نبض أرقام
15:16
توقيت مكة المكرمة

2024/07/24

الآيفون ليس نهاية المطاف .. أبل تسعى وراء طموح متزايد في عالم الخدمات المالية

2023/04/20 أرقام - خاص

يبدو أن طموح شركة "أبل" بات لا يقتصر على عالم الهواتف الذكية والإلكترونيات الاستهلاكية، فالمراقب عن كثب للشركة يجدها تخطو رويدا صوب تقديم خدمات مالية على وجه الخصوص، لدرجة دفعت بعض المحللين للقول بأن أبل قد تتحول في نهاية المطاف إلى بنك تكنولوجي على نحو غير مسبوق.

 

 

خطوات راسخة

 

على مدار العقد الماضي وفي مجال المدفوعات على وجه التحديد، رسخت أبل وجودها عبر خدمات مثل نظام الدفع الرقمي "أبل باي" وتطبيق المحفظة الرقمي "أبل والت"، ثم جاء إطلاق بطاقة الائتمان الرقمية للشركة "أبل كارد" في 2019 والتي بلغ عدد مستخدميها قرابة 6.7 مليون مستخدم في أوائل 2022 وفقا لاستطلاع أجرته شركة "كورنرستون أدفيسورز" لمستخدمي بطاقات الائتمان.

 

ويرى محللون أنه بفضل قاعدتها الضخمة من الأجهزة النشطة والتي بلغت ملياري جهاز عالميا في 2022، يتعزز اتجاه "أبل" في مجال التكنولوجيا المالية والمدفوعات منها الاعتماد المتزايد على المحافظ الرقمية وانتشار التجار الذين يقبلون رموز "كيو.آر" وخصائص الدفع الفوري، وزيادة شهية الجهات التنظيمية لتشجيع المنافسة ضد الاحتكار الثنائي لشركتي "فيزا" و"ماستر كارد".

 

حسابات ادخار

 

ومؤخرا، أعلنت الشركة خطوة أخرى أعمق في عالم الخدمات المالية، حيث أطلقت حساب ادخار خاصا بها مع عائد سنوي نسبته 4.15% وذلك بالتعاون مع بنك الاستثمار الأمريكي "جولدمان ساكس"، دون حد أدنى للإيداع أو الرصيد. ويمكن للعملاء إنشاء الحساب من تطبيق المحفظة على جوالاتهم من طراز "آيفون" على أن يكون لديهم "بطاقة "أبل كارد".

 

وقالت الشركة إن جميع المكافآت النقدية اليومية التي يحصل عليها المستخدمون من خلال استخدام بطاقتها سيتم إيداعها تلقائيا في حساب التوفير.

 

وبرنامج مكافأة أبل المسمى "ديلي كاش" يقدم ما يصل إلى 3% من المبالغ المستردة على المشتريات التي تتم باستخدام "أبل كارد".

 

ويمكن للمستخدمين استخدام الأموال التي يحصلون عليها من برنامج المكافآت سواء للدفع مقابل شراء منتجات أخرى باستخدام "أبل باي" أو كرصيد للبطاقة الائتمانية "أبل كارد" أو لإرسال الأموال إلى أشخاص آخرين، ويمكنهم أيضا تحويل أموال من حساباتهم المصرفية لزيادة أرباحهم.

 

يرى المحللون أن الفائدة المقدمة على الحساب مرتفعة إلى حد ما إذ يبلغ متوسط العائد السنوي على المستوى الوطني على حسابات التوفير 0.35% وفقا للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع. لكن ما زال بإمكان حسابات التوفير التي تعرضها اتحادات الائتمان الكبيرة، والبنوك العاملة عبر الإنترنت بالكامل والبنوك التقليدية أيضا أن تقدم للعملاء معدلات فائدة كبيرة.

 

وتتنافس البنوك المحلية والصغيرة على الودائع من خلال عمليات ترويجية بما في ذلك طرح معدلات فائدة أعلى ومكافآت نقدية لفتح حسابات جديدة.

 

وعلى سبيل المثال يقدم بنك "سي.آي.تي" حسابات توفير بمتوسط عائد سنوي 4.75% حين يقوم العملاء بإيداع حد أدنى في الحساب قدره 5000 دولار. ويقدم البنك الرقمي "ماركوس" التابع لبنك "جولدمان ساكس" أيضا عائدا قدره 3.9% بدون الحاجة لحد أدنى للرصيد أو رسوم شهرية. كما لا يفرض بنك "كابيتال وان" حدا أدنى للرصيد ويمكن لمستخدميه الحصول على عائد بقيمة 3.5%. ويعرض بنك "فيو" حسابات ادخار بمتوسط عائد 4.77% دون اشتراط حد أدنى للرصيد.

 

يمكن لمستخدمي حسابات الادخار إدارة حساباتهم من خلال تطبيق المحفظة حيث يمكنهم مراقبة أسعار الفائدة وأرصدة حساباتهم أو سحب الأموال.

 

قدرات لا حصر لها

 

 

يرى المحللون أن قدرة أبل على اقتحام خدمات جديدة يبدو لا حصر له في ظل إعلان الشركة أن قاعدة هواتفها النشطة وصلت إلى ملياري جهاز عالميا بحلول نهاية 2022 ما يعني قاعدة مستهلكين وقنوات توزيع هائلة.

 

ويقول المحللون إن عدم وجود رسوم وحد أدنى للرصيد وكذلك لقيمة الودائع يعزز جاذبية الخدمة الجديدة التي أطلقتها "أبل" للمستهلكين الذين يبحثون عن طرق لمكافحة التضخم وجني المزيد من الأموال. ويضيفون أنها خطوة ذكية مع تزايد المخاوف بشأن الركود المحتمل الذي يلوح في الأفق.

 

إثارة قلق المنافسين

 

منذ إطلاق "أبل" لإصدار نظامها التشغيلي "آي.إو.إس 16" وهي تضيف المزيد من الخصائص المالية، بما في ذلك خيار "اشتر الآن وادفع لاحقا" المصمم لجذب المزيد من المستخدمين، مما وضع "أبل" في منافسة مباشرة مع شركات التكنولوجيا المالية التي تهيمن على القطاع مثل "باي بال" و"أفيرم هولدينجز" وشركة المدفوعات السويسرية "كلارنا".

 

تتيح الميزة للمستخدمين تقسيم ثمن المشتريات إلى أربع مدفوعات موزعة على ستة أسابيع بدون فوائد أو رسوم. ويمكن للمستخدمين الحصول على قروض تتراوح قيمتها بين 50 و1000 دولار للمشتريات عبر الإنترنت وداخل التطبيقات على أجهزة آيفون وأي.باد مع التجارة الذين يقبلون استخدام "أبل باي".

 

وقالت الشركة حينها إن أكثر من 85% من تجارة التجزئة في الولايات المتحدة يقبلون التعامل باستخدام نظام "أبل باي".

 

وقال "داني هيوسون" رئيس قسم التحليل المالي لدى "إيه.جيه بل" إن الخدمة الجديدة توجه ضربة بالتأكيد لبعض اللاعبين الآخرين. الشركات الأخرى تتطلع باهتمام لما أعلنته أبل لأنها اسم منتشر في كل مكان. سيؤدي هذا إلى انتزاع جزء من الحصة السوقية للاعبين آخرين".

 

وفي عام 2020، أدت عمليات الإغلاق لمكافحة وباء كورونا إلى تحول المتسوقين لمنصات الدفع عبر الإنترنت، مما عزز الطلب على شركات التكنولوجيا المالية التي تقدم خدمات "اشتر الآن وادفع لاحقا" وخاصة للعملاء الأصغر سنا.

 

وتوسعت شركات المدفوعات الرقمية العملاقة بما في ذلك "باي باي" و"بلوك" في القطاع عبر عمليات استحواذ، فيما جرى طرح شركة "أفيرم" في اكتتاب عام بقيمة عدة مليارات من الدولارات.

 

لكن الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للقطاع منذ ذلك الحين إذ أدى ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الحاد إلى ضعف القوة الشرائية وأجبر المستهلكين على تقليص إنفاقهم.

 

تحركات وطموحات

 

 

يقول خبراء إن هدف "أبل" من تحركاتها واضح وهو أن تحل محفظتها الرقمية محل محفظتك المادية حيث تحتفظ بكل شيء بدءا من أموالك إلى رخصة القيادة الخاصة بك وحتى نسخة رقمية من مفاتيح سيارتك، والآن أموالك الخاصة التي تدخرها.

 

كانت "أبل" أبرمت شراكة مع "سكوير" بشأن نظام دفع جديد يسمح بإرسال الأموال عن طريق النقر على جهاز الآيفون الخاص بنك فقط.

 

وكانت الشركة أثارت المزيد من التكهنات حول طموحاتها في مجال التكنولوجيا المالية عندما اشترت شركة "كريديت كودوس" الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية والتي تطور برمجيات من المفترض أن تجعل عملية التحقق من الائتمان على طلبات القروض معززة بالمزيد من المعلومات.

 

يقول المحللون إن "أبل" لا تسعى لتحقيق أرباح في الأمد القصير بهذه التحركات، بل تسعى بشكل أكبر إلى أن تحكم سيطرتها على المستخدمين داخل نظامها المتكامل. وعلى الرغم من أن الخدمات التي تقدمها "أبل" تمثل شريحة محدودة من صناعة الخدمات المالية لكنها تنمو مع زيادة ارتباط الناس بهواتفهم.

 

تمتلك "أبل" في الوقت الحالي موقع الريادة بين شركات المحافظ المالية المحمولة، حيث تتحكم فيما يقرب من نصف المعاملات. وبالمقارنة فإن "جوجل باي" تشكل 17% من السوق. وتتنافس "سامسونج" و"باي بال" و"وول مارت" على حصص سوقية أقل.

 

توقيت حساس

 

يقول محللون إن إطلاق أبل للخدمة يأتي في ظل منافسة متزايدة بين المؤسسات المالية على أموال المستهلكين.

 

وسحب المستهلكون القلقون مليارات الدولارات إلى البنوك الكبرى من البنوك صغيرة الحجم في مارس بعد انهيار بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر بنك".

 

وقد ينظر المستهلكون إلى "أبل" باعتبارها ملاذا آمنا بسبب قاعدة عملائها المستقرة وحيازاتها الكبيرة من النقد.

 

وكشفت بيانات أن الودائع انخفضت في ثلاث مؤسسات مالية أمريكية في الربع الأول من العام مع سعي العملاء لعوائد أفضل في أماكن أخرى.

 

وتراجعت الودائع في بنك الحفظ "ستيت ستريت" والبنك المحلي "إم آند تي بنك" 3% لكل منهما، بينما انكمشت في شركة السمسرة والاستشارات المالية "تشارلز شواب" 11% مقارنة مع الربع السابق.

 

وكشفت بيانات من مجلس الاحتياطي الاتحادي أن الودائع في جميع البنوك التجارية ارتفعت إلى 17.43 تريليون دولار في الأسبوع المنتهي في 5 أبريل في زيادة تم تقاسمها بالتساوي تقريبا بين أكبر 25 بنكا والبنوك الصغيرة ومتوسطة الحجم في الولايات المتحدة. وجعل ذلك الودائع في أكبر البنوك أعلى من المستويات التي سبقت انهيار "سيليكون فالي بنك" و"سيجنتشر بنك" ولكن في البنوك الصغيرة لا تزال أقل من مستوياتها السابقة.

 

الشراكة مع جولدمان ساكس

 

 

تطور أبل شراكتها مع جولدمان ساكس على نحو فريد. وإدارة حسابات الادخار هي الخدمة الثالثة من نوعها التي تشترك فيها المؤسستان.

 

وأطلق جولدمان ساكس في 2019 بطاقة ائتمان "أبل كارد" المصممة لعملاء "أبل". وحين أطلقت "أبل" خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقا" تبين أنها تتعاون مع "جولدمان ساكس" بشكل غير مباشر. إذ أتاحت الخدمة عبر برنامج ماستركارد للأقساط، وبنك "جولدمان ساكس" هو الذي سيصدر بيانات بطاقات الدفع من ماستركارد.

 

كان "جولدمان" أعلن خططا في السابق لكي يصبح "بنكا رقميا كبيرا" وربما يتنافس مع "أبل" على نيل عملاء جدد.

 

لكن الرئيس التنفيذي للبنك الأمريكي "ديفيد سولومون" قال إنه لا يشعر بالقلق من أن خدمة حسابات التوفير الجديدة التي أطلقتها أبل ستطغى على عروض بنك "ماركوس" التابع له والذي يقدم نفس الخدمة. وقال إن خدمة "أبل" تمثل "وسيلة لنا لفتح قناة إيداع أخرى.. من الجيد دائما توسعة قاعدة الودائع الخاصة بنا".

 

طموح كبير

 

تقول وكالة "ستاندرد اند بورز" إن أبل تتمتع بمركز جيد يسمح لها بالحصول على حصة معتبرة من سوق الخدمات المالية من خلال نظام مدفوعاتها المتنامي بدعم من عاملين أساسيين هما تقارب المستهلكين والثقة في علامة "أبل" التجارية وقاعدتها من الأجهزة.

 

وقال "كيفين كينيدي" المحلل لدى "ثيرد بريدج" إن "أبل" تتمتع بمكانة فريدة من نوعها لامتلاكها التفاعل بين المستهلك والتاجر من خلال الانتشار المتزايد لقواعد الدفع الرقمية سواء داخل المتجر أو عبر الإنترنت.

 

وقال "جوردان ماكي" محلل الأبحاث لدي "451 ريسيرش" إن "أبل" تقوم ببناء "نموذج عائدات حول منتجاتها وخدماتها المصرفية والذي سيصبح بمرور الوقت مساهما كبيرا إلى حد ما في أعمالها".

 

وتتقاسم شركتا إصدار بطاقات الائتمان مثل "فيزا" و"ماستر كارد" الآن رسوما خاصة باستخدام بطاقة "أبل كارد" مع "أبل" ومجموعة "جولدمان ساكس".

 

وأتاح إطلاق نظام "أي.أو.إس 16" مجموعة جديدة من ميزات نظام "أبل باي" الجديدة للمستخدمين بما في ذلك الحصول على إيصالات مفصلة وتتبع الطلبات والقدرة على إجراء عمليات شراء مجمعة من عدد من التجار في نفس المعاملة.

 

المصادر: أرقام- سي.إن.بي.سي- رويترز- وكالة ستاندرد آند بورز- بيزنس إنسايدر- "Fast Company"

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة