"بدأ عصر الحوسبة الجديد"، بهذه العبارة استهل المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا Nvidia" بيان إعلان نتائج أعمال شركة التكنولوجيا الأمريكية في نهاية الشهر الماضي.
وحققت شركة "إنفيديا" الأمريكية ارتفاعًا قوياً للأرباح والإيرادات في الربع الماضي، مع استفادة الشركة من طفرة الطلب على الذكاء الاصطناعي.
لكن رغم التفاؤل حيال أعمال الشركة، فإن الصعود الحاد للسهم أثار التكهنات بشأن تكرار فقاعة الدوت كوم.
قفزة للأرباح والإيرادات
- استفادت "إنفيديا" من طفرة الذكاء الاصطناعي والتي دعمت الطلب على الرقائق الخاصة بالشركة.
- حققت الشركة المصنعة للرقائق صافي أرباح 6.19 مليار دولار في الربع الثاني من العام المالي 2024، مقابل 656 مليون دولار في الفترة المقارنة قبل عام واحد، ما يمثل زيادة 843%.
- سجلت "إنفيديا" إيرادات قياسية في الربع المنتهي في يوليو الماضي عند 13.51 مليار دولار، بقفزة 101% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
- بلغت إيرادات أعمال مراكز البيانات 10.32 مليار دولار، بزيادة 141% على أساس سنوي، وما يتجاوز التوقعات بأكثر من ملياري دولار.
- ارتفعت إيرادات وحدة الألعاب في "إنفيديا" إلى 2.49 مليار دولار، متفوقة على التوقعات البالغة 2.4 مليار دولار.
- كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة بالكامل وليس فقط الرقائق أكبر مساهم في النمو المسجل في الربع الماضي.
- بالرغم من شهرة "إنفيديا" بوحدات معالجة الرسومات "GPUs"، فإنها تنتج أيضًا أجهزة ذكاء اصطناعي كاملة مع شرائح ذاكرة من موردين أخرين والآلاف من الأجزاء الأخرى.
- تتوقع الشركة تحقيق إيرادات بقيمة 16 مليار دولار في الربع الثالث من العام المالي الحالي، مع هامش 2% أعلى أو أقل، ما يتجاوز توقعات المحللين البالغة 12.61 مليار دولار.
- تتمتع "إنفيديا" بوضع شبه مسيطر على أنظمة الحوسبة المستخدمة لتشغيل خدمات مثل روبوت الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي".
قفزة تاريخية للسهم
- استفاد سهم "إنفيديا" من رهان المستثمرين على أن الشركة ستكون المستفيد الرئيسي من طفرة الذكاء الاصطناعي، لتصعد القيمة السوقية إلى 1.2 تريليون دولار.
- شهد سهم "إنفيديا" مكاسب قوية منذ بداية العام الجاري وصلت إلى 230%، ليتصدر قائمة الأكثر ارتفاعًا في مؤشر "ناسداك" المركب.
- أصبحت شركة "إنفيديا" أول شركة مصنعة للرقائق تتجاوز قيمتها السوقية حاجز تريليون دولار.
- وصل السهم لمستوى قياسي جديد بلغ 502 دولار، قبل أن يقلص مكاسبه نسبياً لينهي جلسة الخامس من سبتمبر عند 485 دولارًا، ومقارنة بمستوى 146 دولارًا في بداية هذا العام.
- يقدر محللون أن الطلب على رقائق "إنفيديا" والمستخدمة في الذكاء الاصطناعي يتجاوز المعروض بنحو 50% على الأقل، مشيرين إلى أن حالة عدم التوازن سوف تستمر خلال الفصول المقبلة.
- أظهرت نتائج أعمال "إنفيديا" أن الهوامش الإجمالية المعدلة ارتفعت بنحو الضعف لتصل إلى 71.2% في الربع الثاني من العام الجاري، في الوقت الذي تبلغ فيه لدى معظم شركات أشباه الموصلات الأخرى بين 50% و60%.
- قال محللون في شركة "إيه جيه بيل" إن اندفاع المستثمرين لامتلاك سهم "إنفيديا" يعود إلى اعتقادهم بأن هذا بمثابة بداية لأمر كبير يحدث، مع توقعات بمزيد من المكاسب في المستقبل.
فقاعة محتملة للسهم؟
- مع الصعود الحاد لسهم "إنفيديا" في الأشهر الماضية، بدأ الحديث يتزايد حول احتمالية تحول السهم إلى فقاعة مالية جديدة.
- يرى محللون أن السعر الحالي للسهم مبالغ فيه، بالنظر إلى أن معدل السعر إلى الربحية بلغ 117 مرة بنهاية جلسة الخامس من سبتمبر الجاري.
- بينما وصل معدل السعر إلى الربحية المستقبلية خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة إلى 33 مرة، مع رفع المحللين توقعاتهم لأرباح الشركة.
- يعتقد "ديفد ترينر" الرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث "نيو كونستركس" أن سوق الأسهم يقوم بشكل أعمى بتحديد تقييم مرتفع وغير واقعي ويبعث على السخرية لسهم "إنفيديا".
- أضاف "ترينر": "لا ننكر أن إنفيديا شركة عظيمة، لكننا نرى أن تقييم السهم مبالغ فيه وغير مبرر".
- تحتاج الشركة الأمريكية إلى نمو إيرادتها بنحو 20% سنوياً على مدى الـ25 عامًا المقبلة من أجل تبرير السعر الحالي للسهم.
- تتجاوز القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" تلك الخاصة بعملاق الاستثمار "بيركشاير هاثاواي" بنحو 40%، رغم حقيقة أن إيرادات الأخيرة بلغت 10 مليارات دولار في الربع الثاني مقابل 13.5 مليار دولار للأولى.
- كما يشير بعض المحللين إلى أن القيمة السوقية لـ"إنفيديا" تتجاوز أكثر من ضعف الإيرادات المتوقع أن يحققها كل قطاع أشباه الموصلات العالمي في العام الجاري.
- يرى محللون في "مورجان ستانلي" أن فقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي تقترب من ذروتها، بعد الأخذ في الاعتبار دراسة آخر 70 فقاعة مالية شهدتها الأسواق.
- استنادًا إلى السياق التاريخي، يعتبر صعود سهم "إنفيديا" في مراحله الأخيرة، بالنظر إلى أن الفقاعات تميل إلى الارتفاع بمتوسط 217% في السنوات الثلاث السابقة للوصول إلى الذروة.
- كما أن حقيقة حدوث هذه المكاسب لأسهم شركات التكولوجيا الكبرى وعلى رأسها "إنفيديا" بالتزامن مع ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية أعلى 5% تجعل البيئة الحالية فريدة من نوعها بالمعايير التاريخية.
- أشار محللو "مورجان ستانلي" إلى أن التصحيحات والانحرافات المعيارية للعوائد خلال الصعود الأخير كانت أكثر هدوءًا، ما يجعل من الصعب مقارنة الارتفاع الحالي بأي من الفقاعات السبعين التي تم النظر إليها.
- لكن "إنفيديا" أعلنت بعد صدور نتائج الأعمال الأخيرة أنها ستقوم بإعادة شراء أسهم إضافية في الشركة بقيمة 25 مليار دولار.
- تشير خطط إعادة شراء الأسهم إلى أن إدارة الشركة تعتقد أن السهم يُتداول بأقل من قيمته الحقيقية، بالرغم من قفزة السهم بأكثر من 3 أمثال هذا العام.
هل تستمر الطفرة؟
- قال "جنسن هوانغ" الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" إنه يتوقع استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي حتى العام المقبل.
- يعتقد الرئيس التنفيذي للشركة أن هناك عاملين وراء الطلب: التحول من مراكز البيانات التقلدية المبنية حول المعالجات المركزية إلى مراكز مبنية حول رقائق "إنفيديا"، بالإضافة إلى الاستخدام المتزايد للمحتوى الناتج عن أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- أضاف: "هذان الاتجاهان الأساسيان هما ما يقف وراء الطلب الحالي، من الصعب تحديد إلى متى سيستمر الطلب القوي الذي نراه، لكنه لن ينتهي قريبًا".
- كما تخطط الشركة أيضًا إلى زيادة إنتاجها من الأجهزة في العام المقبل، ما يشير إلى عدم اعتدادها بالشكوك المثارة من جانب بعض المحللين حول استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي.
- يرى "كينجاي تشان" المحلل في "سايمت إنسايتس جروب"، أن "إنفيديا" ستواصل تجاوز التوقعات الخاصة بإيرادات الربع المنتهي في أكتوبر المقبل، مع استمرار تفوق الطلب على المعروض.
- لكن بعض المحللين لا يرون أن الطلب على رقائق "إنفيديا" سيستمر بشكل غير محدود.
- ذكر "ديلان باتيل" من "سيمي أنولوجي" أن العديد من شركات التكنولوجيا تنفق مبالغ كبيرة على وحدات معالجة الرسومات من "إنفيديا" هذا العام، قبل أن تحدد كيفية تحقيق أرباح من هذه المنتجات التي تم تطويرها باستخدام تلك الرقائق.
- كما من المرجح أن تواجه "إنفيديا" المزيد من المنافسة بمرور الوقت، مع دخول لاعبين جدد في سوق الرقائق المستخدمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
المصادر: أرقام – نتائج أعمال إنفيديا – رويترز – بلومبرج – ماركت وتش – الجارديان – سي إن بي سي - بيزنس إنسايدر
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}