تعهد الاتحاد الأوروبي خلال قمة الخميس تقديم دعم ثابت لأوكرانيا لكنه حذر القادة ومن بينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي من أنه لن يكون قادرا على أن يسدّ بشكل كامل أي فجوة تمويل تتركها الولايات المتحدة.
وبرزت مخاوف جراء انقسامات سياسية في واشنطن دفعت الرئيس جو بايدن للقول الأربعاء إن احتمال عرقلة الدعم الأميركي لأوكرانيا "يقلقني".
وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لدى وصوله للمشاركة في قمة "المجموعة السياسية الأوروبية" في إسبانيا "هل يمكن لأوروبا أن تسد الفجوة التي تتركها الولايات المتحدة. بالتأكيد لا يمكن لأوروبا أن تأخذ مكان الولايات المتحدة".
وفي كلمته أمام القمة عبّر زيلينسكي عن القلق إزاء "عواصف سياسية" تضرب واشنطن لكنه قال إنه على ثقة باستمرار دعم الحزبين الأميركيين لمواصلة المساعدات.
وقال "أميركا ساعدتنا وساعدت أوروبا على الصمود. ومن المهم الآن لأوروبا ألا تفقد الثقة وتنتظر هدوء العاصفة".
ودعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وكلاهما يشكل الشريحة الأكبر من حلف شمال الأطلسي، ضروري لأوكرانيا في تصديها للحرب.
وقد وعد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بتقديم أكثر من 100 مليار دولار على عدة سنوات لدعم أوكرانيا بما يشمل تمويل إمدادات أسلحة.
وتعهدت الولايات المتحدة تقديم 32 مليار دولار من المساعدات العسكرية، فيما وافق الكونغرس على 113 مليار دولار من المساعدات تشمل إغاثة إنسانية.
غير أن التمويل الأميركي الجديد لأوكرانيا عُلّق في إطار صفقة أبرمت نهاية الأسبوع الماضي مع المعارضة الجمهورية لتفادي إغلاق المؤسسات الحكومية الأميركية.
وقال بوريل إن تلك النتيجة "لم تكن متوقعة بالتأكيد، وحتما ليست أخبارا جيدة".
أضاف أن الاتحاد الأوروبي يأمل "ألا يكون ذلك موقفا نهائيا للولايات المتحدة".
وأكد أن "أوكرانيا تحتاج لدعم الاتحاد الأوروبي ... ولكن أيضا لدعم الولايات المتحدة".
كانت مسألة مواصلة الدعم الأوروبي لأوكرانيا من القضايا التي هيمنت على قمة "المجموعة السياسية الأوروبية" المنعقدة في غرناطة بإسبانيا، والتي جمعت قادة من كافة دول القارة الأوروبية تقريبا باستثناء روسيا.
وقالت رئيسة مولدافيا مايا ساندو التي تسعى بلادها المجاورة لأوكرانيا للانضمام للاتحاد الأوروبي "أعتقد أن جميع القادة يدركون مخاطر عدم تقديم دعم كامل لأوكرانيا".
غير أن رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل شدد مثل بوريل على أنه "لا يمكننا تعويض" أي نقص أميركي في المساعدات لأوكرانيا.
واذ اكد أن أوروبا لا علاقة لها في "الشؤون الداخلية الأميركية" قال بيتيل "نأمل أن تجد حلا قريبا بما فيه مصلحة لأوكرانيا".
من ناحيتها اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن قطع الدعم الأميركي عن أوكرانيا مسألة "وقت" بالنسبة لواشنطن".
وشددت على أن العمل جار لتحقيق نصف المساعدات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، 50 مليار يورو (53 مليار دولار) على مدى السنوات الأربع المقبلة، لإعطاء كييف "القدرة على التوقع والمصداقية" في ما يتعلق بميزانيتها المنهكة.
وقال قادة مشاركون في القمة إن حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي أن الغرب سيتعب من الدعم الطويل الأمد لأوكرانيا، مما سيمهد له الطريق نحو النصر.
وقالت رئيسة وزراء استونيا كايا كالاس "أعتقد أن روسيا تريدنا أن نتعب"، مضيفة "علينا أن نظهر لهم أننا لسنا كذلك. علينا أن نساعد أوكرانيا مهما طال الأمر".
وكان من المتوقع أن تهيمن هذه القضية على قمة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستعقد في واشنطن بعد أسبوعين بين جو بايدن وفون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وإلى جانب مناقشة الحرب المستمرة في أوكرانيا، يتوقع أن يبحث القادة في قمة "المجموعة السياسية الأوروبية" قضية الهجرة، وسط مساع من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني للخروج بتدابير تمنع قوارب طالبي اللجوء من الإبحار إلى أوروبا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}