ارتفع حجم الديون الأمريكية غير المستلمة خلال تعاملات الخميس، كنتيجة لتداعيات الهجوم الإلكتروني على البنك الصناعي والتجاري الصيني "ICBC"، والذي يعد أكبر مصرف في العالم.
وأظهرت بيانات شركة "Depository Trust & Clearing" الأمريكية للتسويات والمقاصة، أن فشل عمليات إعادة شراء سندات الخزانة الأمريكية – أو حجم الديون الأمريكية التي لم تُسلم للوفاء بالعقود – ارتفع إلى 62.2 مليار دولار.
وهذا أعلى مستوى منذ مارس، ويمثل ارتفاعًا هائلًا من مستوى 25.5 مليار دولار المسجل في يوم الأربعاء.
وتحدث حالات الفشل في التسليم عندما لا يسلم البائعون أو لا يستلم المشترون الأوراق المالية المتفق عليها في الوقت المناسب لتسوية المعاملات.
وبسبب هذه الاضطرابات، اضطر سوق الريبو في نيويورك للعمل ساعات إضافية من أجل تسهيل التداولات، وفقًا لـ"سوبدرا راجابا"، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في بنك "سوسيتيه جنرال".
فيما قال أحد المشاركين الآخرين في السوق، إن الاحتياطي الفيدرالي أبقى نظام التسوية "Fedwire" مفتوحًا لتقليل الأضرار، مضيفًا: "رأينا زيادة في نسبة فشل التسليم بنسبة 50%".
وأضاف المشارك، وهو مسؤول كبير في شركة وساطة أمريكية: "كنا سنواجه المزيد من الإخفاقات لو لم يستمر عملهما (سوق الريبو ونظام التسوية)، حيث ساهم ذلك في معالجة بعض الفشل وخفف الضغوط".
انتشرت الأخبار حول الهجوم ببرمجيات الفدية على البنك الصناعي والتجاري الصيني في الأسواق أمس، وتسبب ذلك في فصل الكيانات المسؤولة عن تسوية المعاملات لأنظمتها بسرعة لاحتواء الضرر، ما أجبر المصرف على إرسال تفاصيل التسوية عبر محرك أقراص "يو إس بي".
وذكرت التقارير الأولية أمس، نقلًا عن أحد البنوك الرئيسية المشاركة في عمليات مقاصة السندات، أن الهجوم على أكبر بنك في العالم يشكل قلقًا كبيرًا للصناعة وقد يؤثر على السيولة في السوق.
ويرجع ذلك إلى حقيقة أن البنك الصيني يمتلك وحدة للخدمات المالية في نيويورك، والتي جعلته في السنوات الأخيرة لاعبًا رئيسيًا في أعمال المقاصة الخاصة بسندات الخزانة الأمريكية في وول ستريت، مع توسع نشاط المصارف الصينية في الخارج.
كما ربط البعض بين الضعف في الإقبال على الطرح الأخير أمس، لسندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا، والبالغة قيمته الإجمالية 24 مليار دولار، وبين الاضطرابات التي وقعت في السوق نتيجة الهجوم.
أما السر وراء القلق الشديد، فيرجع بالأساس إلى الخطر الذي يعترف قادة البنوك بأنه يبقيهم مستيقظين في الليل، وهو احتمال "وقوع هجوم إلكتروني يمكن أن يؤدي يومًا ما إلى شل جزء رئيسي من النظام المالي، والتسبب بسلسلة من الاضطرابات".
وعقب الهجوم، عقد موظفو البنك في بكين اجتماعات عاجلة مع الوحدة الأمريكية، وأخطروا المنظمين بالحادث أثناء مناقشة الخطوات التالية، ووفقًا لمصادر، فإن المصرف يدرس طلب مساعدة وزارة أمن الدولة الصينية خوفًا من هجوم محتمل على وحدات أخرى.
المصدر: بلومبرج- أرقام
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}