السوق العالمية للسلع الفاخرة تعود إلى وتيرتها المعتادة في النموّ

بعد النموّ الذي شهدته خلال مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، تشهد السوق العالمية للسلع الفاخرة تباطؤاً هذا العام في حين يُتوقَّع أن تصل قيمتها في العام 2023 إلى 1500 مليار يورو، وأن تواصل نموّها بهذه الوتيرة خلال السنوات المقبلة، على ما بيّنت دراسة أجرتها شركة "باين آند كومباني" للاستشارات.

وأشارت الدراسة التي نشرت الثلاثاء وأجرتها "باين آند كومباني" بالشراكة مع مؤسسة "ألتغاما" التي تضمّ أبرز الأسماء الإيطالية في مجال السلع الفاخرة، إلى أنّ قيمة السوق العالمية للسلع الفاخرة يُتوقّع أن تصل إلى 1500 مليار يورو عام 2023، مما يمثل نمواً بنسبة 8 إلى 10% مقارنة بالعام 2022، لتحقق تالياً رقماً قياسياً جديداً في القطاع.

وذكرت الدراسة أنّ السوق يفترض أن تستمر في النموّ بنسبة 5 إلى 7% سنوياً حتى العام 2030، "على الرغم من احتمال تسجيل بعض التعثرات".

وفي العام 2023، واصل قطاع "السلع الفاخرة الشخصية" الذي يشمل الأزياء والسلع الجلدية والمجوهرات والساعات ومستحضرات التجميل نموه فيما يُتوقّع أن تصل إيراداته إلى 362 مليار يورو بحلول نهاية العام.

وقالت مديرة قسم المنتجات الفاخرة في شركة "باين آند كومباني" جويل دو مونغولفييه، "شهدنا تباطؤاً في معدل النمو بنسبة 4%، لكننا لا نزال متفوّقين على أرقام العام 2019"، مضيفةً أنّ "قطاع السلع الفاخرة لا يزال حيوياً جداً مع العلم أنه لم يتمكن من مواكبة وتيرة العامين السابقين اللذين سُجّل خلالهما معدّلا نمو تجاوزا 20%".

وأضافت "نعود إلى الوضع الطبيعي وإلى معدلات نمو معتادة في هذا القطاع".

ولاحظت أنّ الاتجاه الذي كان سائداً ما قبل الجائحة يعود، مع "زبائن يبحثون بشكل متزايد، ليس عن امتلاك منتج، بل عن تجربة مميزة"، مشيرة إلى نموّ بـ14% في جانب "التجربة" هذا بقطاع الفنادق، و10% في مجال المطاعم و113% في الرحلات البحرية الفاخرة.

ومن الناحية الجغرافية، تشهد مختلف الدول نموّاً باستثناء القارة الأميركية التي رغم تنافسها لتبوّؤ صدارة السوق العالمية للسلع الفاخرة في العالم مع أوروبا، شهدت تراجعاً بنسبة 8%، بسبب حالة إرباك مرتبطة بالاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة.

وحققت السوق الصينية التي شهدت نمواً بنسبة 9%، "أداءً متبايناً"، بحسب جويل دو مونغولفييه.

وقالت "عندما أُزيلت القيود المرتبطة بالجائحة عن السوق في العام 2022، توقّعنا نتائج أكثر استدامة". ومع ذلك، فقد ساهم السياح الصينيون في انتعاش النمو بالمنطقة (اليابان وهونغ كونغ وماكاو).

أما بالنسبة إلى سنة 2024، فعرضت الدراسة سيناريوهين: إما زيادة بـ1 إلى 4% في المبيعات بسوق "السلع الفاخرة الشخصية"، وإما زيادة بنسبة 5 إلى 7%. ويعتمد ما سيُسجَّل على معدّل انتعاش السياحة وأوضاع الاقتصاد الكلي في الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الوضع الجيوسياسي العالمي.