نبض أرقام
01:11 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

هل تتعارض أهداف المناخ مع استمرار هيمنة الوقود الأحفوري؟

2023/11/22 أرقام - خاص

"لنكون جادين بشأن الحياد الكربوني، فإن العالم بحاجة إلى أن يتسم بالواقعية".. بهذه الكلمات تحدث الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" في حدث الأسبوع الماضي منتقدًا الضغوط التي تتعرض لها شركات الطاقة.


وتجدد تصريحات رئيس "إكسون" حالة الجدل بشأن ما إذا كان من الممكن التصدي لتغير المناخ مع استمرار الوقود الأحفوري كمصدر مهيمن للطاقة حول العالم.



خطر تغير المناخ


- يعاني العالم خسائر حادة جراء تغير المناخ وتداعياته على الصعيدين الإنساني والمادي.


- ظهرت تداعيات تغير المناخ في موجات الحر القاتلة وحالات الجفاف وحرائق الغابات والعواصف والفيضانات والتي شهدت تصاعدًا في السنوات الأخيرة.


- كان يوليو الماضي هو الأعلى من حيث درجات الحرارة على مدى الـ 12 ألف عام الماضية، بحسب تقديرات علماء.


- ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى مستويات قياسية في بين عامي 2021 و2022.


- تسببت الظواهر المناخية المتطرفة في خسارة أرواح، بالإضافة إلى خسائر مادية بمليارات الدولارات.


- تواجه الولايات المتحدة حالياً حدثاً مناخياً متطرفاً تصل فيه متوسط الخسائر إلى مليار دولار كل ثلاثة أسابيع، مقارنة بحدث كل أربعة أشهر في ثمانينيات القرن الماضي، بحسب التقييم الوطني للمناخ الأمريكي.


- تبلغ تكلفة الأحداث المناخية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ في الولايات المتحدة نحو 150 مليار دولار سنوياً.

الوقود الأحفوري المتهم الأول؟


- تسعى قمة المناخ "كوب 28" في الإمارات والمقرر أن تنطلق في 30 نوفمبر الجاري إلى التوصل إلى اتفاق بشأن ما إذا كان يجب تقليص استخدام الوقود الأحفوري لتحقيق أهداف المناخ.



- تنقسم دول العالم بين أولئك الذين يطالبون باتفاق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي ينتح الغازات الدفينة التي تعد سبباً رئيسياً لتغير المناخ وبين الدول التي تصر على الحفاظ على دور النفط والغاز.


- بينما يقول علماء إنه يجب تقليل استخدام الوقود الأحفوري لتحقيق أهداف المناخ، فشلت الدول في التوصل إلى اتفاق دولي بشأن مواعيد محددة للتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري.


- الواقع يشير إلى أن الوقود الأحفوري لا يزال يشكل نحو 80% من مزيج الطاقة العالمي، وهي نفس النسبة تقريبًا قبل 3 عقود، مقابل 7.5% لمصادر الطاقة المتجددة.


- قالت الأمم المتحدة إن الإنتاج العالمي المتوقع من الوقود الأحفوري في عام 2030 سيزيد عن مثلي المستوى الذي يعتبر متوافقاً مع تحقيق أهداف المناخ المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ في 2015.


- تختلف منظمة "أوبك" مع وكالة الطاقة الدولية في أسباب وحلول أزمة تغير المناخ وعلاقتها بالوقود الأحفوري.


- ترى وكالة الطاقة أن الطريق إلى الحياد الكربوني يتطلب تخفيضات حادة في استخدام النفط والغاز والفحم، حيث ذكرت في عام 2021 أنه لا يوجد مكان لمشاريع جديدة للوقود الأحفوري إذا كان العالم يريد تجنب الأسوأ في ظاهرة تغير المناخ.



- توقعت الوكالة مؤخرًا وصول الطلب العالمي على الوقود الأحفوري إلى الذروة قبل نهاية العقد الحالي، مع نمو الطاقة المتجددة وانتشار السيارات الكهربائية ومساعي خفض الانبعاثات.


- لكن على الجانب الآخر، ترفض منظمة "أوبك" بقوة دعوات ذروة الطلب على الوقود الأحفوري وربط خفض الانبعاثات والسيطرة على تغير المناخ بتقليص الإنتاج.


- ترى "أوبك" أن توقعات وكالة الطاقة لا تأخذ في اعتبارها التقدم التكنولوجي المستمر الذي تحققه صناعة النفط والغاز لخفض الانبعاثات.


- تستثمر الدول الأعضاء في "أوبك" في مشاريع الهيدروجين واستخدام احتجاز الكربون ومرافق تخزينه، ومصادر الطاقة المتجددة أيضًا.


- تتوقع "أوبك" استمرار نمو الطلب العالمي على النفط حتى عام 2045 على الأقل، محذرة من أن نقص الاستثمار في القطاع يهدد بأزمات في المستقبل.


- ترى "أوبك" أن هناك ضرورة لموازنة جهود حماية المناخ مع أمن الطاقة، لمنع حدوث فوضى في الاقتصاد العالمي وتداعيات خطيرة على النمو.


- ذكر "كيفن بوك" المدير الإداري لشركة "كلين فيو إنرجي" أن هناك حالة من المبالغة الكبيرة في تقديرات نهاية صناعة النفط، مشيرًا إلى أن واقع الطلب القوي ومحدودية البدائل لم يتغير.

طرح مسارين متوازيين


- وقف "دارين وودز" الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" أمام قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الأسبوع الماضي لينتقد الضغوط التي تتعرض لها شركات الطاقة مؤخرًا.



- قال "وودز" إن حلول تغير المناخ ركزت بشكل كبير على تقليل المعروض، وهو ما سيؤدي إلى مصاعب إنسانية وعالم أكثر فقرًا.


- دعا "وودز" الحكومات إلى توفير دعم دافعي الضرائب لتقنيات خفض الانبعاثات مثل احتجاز الكربون، قبل السماح لقوى السوق بتولي زمام الأمور.


- شدد رئيس "إكسون موبيل" على أن مهاجمة شركات النفط والغاز لن تؤدي إلا إلى استمرار هدف "صفر كربون" باعتباره طموحا وليس حقيقة.


- تعمل "إكسون موبيل" على خطين متوازيين، الأول يتمثل في جهود خفض الكربون، والثاني يتمثل في زيادة استثماراتها في الوقود الأحفوري.


- تخطط الشركة الأمريكية لإنفاق 17 مليار دولار على مدى ستة أعوام على مبادرات منخفضة الكربون.


- على الجانب الآخر، تنفق "إكسون" أموالاً كبيرة أيضًا على النفط والغاز، حيث أقرت مؤخرًا الاستحواذ على شركة التنقيب عن الخام الصخري "بايونير ناتشورال ريسورسز" مقابل نحو 62 مليار دولار.


- يشدد "وودز" على أن شركة الطاقة الأمريكية لن تخفض إنتاج النفط والغاز، لكنها ستقوم بالاستثمار في التقنيات منخفضة الكربون التي تكمل الوقود الأحفوري، مثل احتجاز الكربون والهيدروجين.


- لخص رئيس "إكسون" رؤيته بقوله: "شركات النفط والغاز مهمة للعالم، لأنها توفر منتجات ضرورية للحياة الحديثة، تحويل تلك الشركات إلى أشرار أمر سهل، لكنه لا يفعل شيئاً لتحقيق هدف الحياد الكربوني".


- على جانب موازٍ، يرى "برنارد لوني" الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي" أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لتسريع عملية تحول الطاقة، لكنه شدد على ضرورة التأكد من أن التحول منظم، بحيث تستمر الطاقة في التدفق بأسعار معقولة.



- تعتزم "بي بي" استثمار 8 مليارات دولار في الطاقة المتجددة، مع استمرار هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.


- من جانبه، قال "مايك ويرث" الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" إنه من الصعب للغاية إحداث التغيير بالسرعة التي يريدها البعض، حيث إن هناك استثمارات ضخمة بقيمة تريليونات الدولارات في النظام الذي تطور على مدى 150 عاماً.

أسباب تدعو للتفاؤل


- رغم الخطر المستمر للتغير المناخي، تظهر بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل المناخي في الفترة الأخيرة.


- قبل انعقاد مؤتمر باريس للمناخ في 2015، أشارات دراسات إلى أنه من المتوقع أن يشهد الكوكب ارتفاعاً في درجات الحرارة بما يقارب 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن.


- لكن التوقعات حالياً تشير إلى زيادة 2.7 درجة بدعم السياسات التي تبنتها بعض الدول منذ ذلك الحين.


- رغم التحسن مقارنة بالتوقعات السابقة، لا يزال ارتفاع درجة حرارة الكوكب يتجاوز المستهدف ضمن اتفاق باريس عند 1.5 درجة مئوية.


- التطورات الإيجابية تشمل أيضًا انتشار تكنولوجيا الطاقة النظيفة بشكل سريع، مع تبني السيارات الكهربائية بأسرع من التوقعات.



- تشير التوقعات إلى تجاوز مبيعات السيارات الكهربائية حاجز مليون سيارة هذا العام وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، بحسب "بلومبرج إن إي إف".

- على جانب موازٍ، بدأت الهيئات التنظمية العالمية وشركات الطاقة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد انبعاثات غاز الميثان، الذي يعتبر ملوثا مناخيا قويا يتسرب بشكل متكرر من عمليات الوقود الأحفوري.


- قال الملياردير والناشط الخيري "بيل جيتس" إن هناك الكثير من المبالغة بشأن المناخ، قائلاً: "المناخ ليس نهاية الكوكب، بالتالي فإن الكوكب سيكون على ما يرام".


- يعترف "جيتس" بأن العالم لن يكون قادرًا على تحقيق هدف ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية، لكنه لن يصل إلى 3 درجات مئوية أيضًا.


- يرى الملياردير الأمريكي أن الأمر ليس سيئاً بقدر ما كان يبدو عليه سابقاً، حيث إن العالم انخرط منذ عام 2015 في جهود ابتكار هائلة يمكن أن تساعد في الحد من تغير المناخ.

المصادر: أرقام – الأمم المتحدة – أوبك - بلومبرج – بولوتيكو – رويترز – بارونز – وول ستريت جورنال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.