أعلنت روسيا الخميس تحديد 17 آذار/مارس موعدا لإجراء انتخابات رئاسية في البلاد يتوقع بأن يفوز فيها الرئيس فلاديمير بوتين بولاية جديدة بعدما عمل خلال أكثر من عقدين في سدة الحكم على إسكات أي صوت معارض.
وأقر مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في الدوما، في اجتماع بثه التلفزيون الروسي مباشرة بالإجماع موعد الانتخابات.
وأعلنت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو أن القرار يمثل بشكل عملي إشارة الانطلاق للحملات الانتخابية.
ولم يعلن بوتين، ضابط "الكيه جي بي" السابق الذي يتولى السلطة في روسيا منذ عام 1999، حتى الآن ترشحه رسميا لولاية رئاسية أخرى من ست سنوات.
وردا على سؤال صحافي حول ما إذا كان الرئيس يعتزم الترشح لولاية رئاسية خامسة، أجاب دميتري بيسكوف المتحدث باسمه "حتى الآن لم يصدر أي بيان عن بوتين، لنكن صبورين هنا".
وقد يتمّ الإعلان عن ترشح بوتين البالغ 71 عاما للرئاسة خلال مؤتمره الصحافي السنوي المقرر الخميس المقبل والذي يشهد أيضا حوارا مباشرا مع مواطنين. ويُعقد المؤتمر للمرة الأولى منذ أن أمر بوتين قواته بغزو أوكرانيا نهاية شباط/فبراير2022.
ومذاك ضمت روسيا مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية رغم عدم سيطرتها عليها بشكل كامل. ويتوقع أن تجري الانتخابات أيضا في هذه المناطق.
وقالت ماتفيينكو "رغم الظروف الخارجية الصعبة ومحاولات العدو إضعاف روسيا، نبقى أوفياء لقيمنا الدستورية الرئيسية ونضمن كل الحقوق والحريات للمواطنين".
ولم يعلق بوتين حتى اللحظة على الانتخابات بعد تحديد موعدها، لكنه قال خلال منتدى في وقت سابق إنه لا يمكن لأحد أن "يوقف أو يبطئ" مسيرة التنمية في روسيا.
ويتيح الإصلاح الدستوري الذي أقر عام 2020 لبوتين البقاء في السلطة رئيسا حتى عام 2036.
وأكدت ماتفيينكو أن "مواطنينا ومجتمعنا متّحدون أكثر من أي وقت مضى" حول سلطة بوتين و"مهمة الدولة تقضي بأن تكون بمستوى هذه الثقة وأن تمنع أدنى استفزاز".
وقال أندريه تورتشاك سكرتير حزب روسيا الموحدة الحاكم إن "المهمة الأولى اليوم هي ضمان أقصى قدر من الدعم لزعيمنا فلاديمير بوتين".
وستجري الانتخابات بعد ثلاثة أسابيع من الذكرى السنوية الثانية لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير 2022 والذي حمل الغرب على فرض عقوبات شديدة على موسكو. كما ستأتي عشية الذكرى العاشرة لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
ومنذ غزوه أوكرانيا أصبح بوتين منبوذا بين الزعماء الغربيين، لكنه بدا واثقا أكثر في الأسابيع الأخيرة مع تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا وفشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف في إحداث أي تغيير على الجبهة.
كما أثبت الاقتصاد الروسي مرونته في وجه العقوبات، مستعيدا تسجيل النمو من جديد مع إعادة توجيه روسيا صادراتها من الطاقة نحو آسيا.
وبعد أول ولايتين رئاسيتين له، تولى بوتين رئاسة الوزراء بين عامي 2008 و2012 بينما انتخب تلميذه دميتري مدفيديف رئيسا.
وكان الهدف من هذا التبادل بين الرجلين هو الالتفاف على الحظر الدستوري الذي يمنع أكثر من فترتين رئاسيتين متتاليتين.
وخلال فترة حكمه الطويلة، نجح بوتين في إسكات المعارضة وتحويل روسيا نحو الاستبداد والقومية.
ودخل العديد من رموز المعارضة السجن أو اختاروا المنفى، في إجراءات طالت أيضا العديد من الأشخاص الذين عارضوا الحرب علنا.
ويأتي الإعلان عن موعد الانتخابات بعدما شددت موسكو الشهر الماضي القيود المفروضة على وسائل الإعلام في تغطيتها لهذه العملية قبل الاقتراع.
ووفق مرسوم حكومي، سيحظر على الصحافيين غير الموظفين في مؤسسات إعلامية مسجّلة لدى السلطات، المشاركة في اجتماعات مفوضية الانتخابات. وتمنع الإجراءات المدونين والصحافيين العاملين في وسائل إعلام مستقلة في الخارج من دخول مراكز التصويت.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}