غالبًا ما تتحيّر المؤسسات المالية بسبب الطبيعة الفريدة للجيل زد (المواليد بين عامَي 1996 و2016)، خاصةً وأن سوء فهم هذه المجموعة المُربكة قد يكون مكلفًا للغاية.
ولا عجب في ذلك، إذ تتماشى مواقف هذا الجيل تجاه المال والشؤون المالية في بعض الأحيان مع مواقف الأجيال الأكبر سنًا ولكن أحيانًا تختلف عنها اختلافًا صارخًا.
ومن المعروف أن الجيل زد مواطنون رقميون بالكامل، يبحثون عن المنتجات والخدمات التي يحتاجونها عن طريق الإنترنت، لذلك يعتبر العالم الافتراضي وسيلة فعالة للتواصل معهم.
وتزداد نسب هذا الجيل تدريجيًا في سوق العمل، مع إنهائهم لمراحل الدراسة، وبالتالي سوف يتزايد نفوذهم، مع قفزات متناسبة في القوة الإنفاقية والاستثمارية، سيّما مع وصول هذه الشريحة الديموغرافية بالكامل إلى سن العمل وبدء تحقيق مكاسبها الأولية.
لجذب انتباه هذه الشريحة وتنامي حجم الأموال المستثمرة، تحتاج الشركات والمؤسسات المالية إلى فهم ما الذي يجعلهم يُقبلون على علامتهم التجارية.
تجربة الفيجيتال (Phygital) هي الحل
- يُعبر مصطلح الفيجيتال عن إزالة الفجوة بين الواقع والعالم الافتراضي باستخدام التقنيات الحديثة، مما يساعد الشركات في إلغاء فجوات التواصل مع عملائهم، والمفهوم مشتق من كلمتي فيزيائي (Physical) ورقمي (Digital).
- ورغم أن الجيل زد قد نشأ في عالم رقمي، ولكن هناك الكثير من المزايا التي يفضلونها للبنوك التقليدية. منها ثقة هذا الجيل بأن البنوك التقليدية ستحمي بياناتهم أكثر من ثقتهم في العالم الافتراضي.
- ووفقًا لمسح معنويات المستهلك العالمي (GCS) لمنتدى أوليفر وايمان، أكد 43% من الجيل زد أن فروع البنوك المادية التقليدية مهمة بشكل عام لأنها توفر لهم "راحة البال".
- ومع ذلك، لبناء علاقات دائمة مع الجيل زد، تحتاج البنوك إلى الجمع بين وجودها المادي والعروض الرقمية التنافسية – بما في ذلك الميتافيرس، حيث يقضي العديد من أفراد هذا الجيل أوقاتهم.
- يجب على البنوك أيضًا تقديم الخدمات التي تلبي رغبة هذا الجيل في الراحة وحرية الاختيار والقيمة المضافة والاستدامة والتخصيص.
اجعل التجربة الرقمية استثنائية
- تقدم جميع المؤسسات المالية تقريبًا خدماتها الآن عبر الإنترنت، إلا أن الكفاءة وحدها لن تكون كافية مع الجيل الذي تفتحت مداركه والهواتف الذكية في أيديهم.
- حيث أكد 73% منهم إن تجربة العملاء تلعب دورًا حاسمًا في تحديد علامتهم التجارية المفضلة، وذلك وفقًا لاستطلاع منتدى أوليفر وايمان.
- وهم يطمحون إلى امتلاك الأدوات التي تساعدهم على إدارة أموالهم والتعلم من أقرانهم وتوفير شعور بالراحة.
- لذا يحتضن هذا الجيل أدوات الابتكار الرقمي، حيث أكد 72% أنهم يستخدمون تطبيق (Neobank) – وهو نوع من البنوك المباشرة التي تعمل حصريًا باستخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت دون شبكات الفروع المادية التقليدية- كأداة أساسية في وضع الميزانية.
- وتوفر أفضل الشركات الرقمية تجربة مستخدم سلسة مع رسومات ومعلومات جذابة حول إجراء المعاملات أو اختيار مكان الاستثمار.
مخاطبة جانب الذكاء الاستثماري لدى الجيل زد
- إذا اعتقد المديرون الماليون أن المستثمرين الشباب اليوم أشبه بمستثمري الماضي، فإنهم بذلك يخاطرون بخسارة الجيل زد وانصرافه عنهم.
- يتميز هذا الجيل بأنه يستثمر أكثر من الأجيال السابقة وفي مجموعة أوسع من فئات الأصول التقليدية والافتراضية على حد سواء.
- كما أنهم أكثر تنوعًا من أسلافهم، لذا، تحتاج الشركات إلى فهم هذا السلوك، بالإضافة إلى دوافعهم المحركة، وتكييف عروضها وفقًا لذلك.
- يستثمر ما يقرب من نصف الجيل زد في سوق الأسهم، وهم أكثر عرضة بنسبة 45% لبدء الاستثمار بحلول سن 21 من جيل الألفية (المواليد بين عامَي 1985 و1995) وأكثر عرضة مرتين إلى أربع مرات من الجيل إكس (المواليد بين أوائل الستينيات إلى أوائل الثمانينيات) وجيل طفرة المواليد (المواليد بين عامَي 1946 و1964).
- والأدهى من ذلك، أنهم لا يدخرون مبالغ ضئيلة، حيث كشف مسح أجرته شركة بلاك روك مؤخرًا، أن هذه الشريحة الديموغرافية تدخر حوالي 14% من دخلهم.
- كذلك، ليس من المستغرب بالنسبة للجيل الأول الذي بلغ سن الرشد منذ إنشاء البيتكوين، أن يكون لديه شهية كبيرة للمخاطرة والاستثمار في العملات المشفرة والأصول الافتراضية الأخرى.
- ووفقًا لبيانات المسح، وضع 42% من مستثمري الجيل زد أموالًا في العملات المشفرة، مقارنةً بـ 38% من جيل الألفية، و22% من الجيل إكس، و7% من جيل طفرة المواليد.
- كما من المرجح أن تستثمر نساء الجيل زد في الأصول الرقمية بنسبة 50% أكثر من الأجيال الأخرى.
- ومع ذلك، تمامًا كما هو الحال مع الخدمات المصرفية، فإن إقبال هؤلاء المستثمرين الشباب على العملات المشفرة لا يعني بالضرورة رفض المصادر التقليدية للأموال.
- وقد كشف استطلاع معنويات المستهلك العالمي أن الجيل زد أكثر انفتاحًا على فكرة العملات الرسمية الرقمية (التي تصدرها البنوك المركزية للدول) من الأجيال الأكبر سنًا.
- وهم يطمحون إلى الترميز الرقمي للأصول المالية الحقيقية مثل الأسهم والسندات لتمكين تداولها على تقنية البلوك تشين.
تصحيح المفاهيم المغلوطة
- بمجرد أن تتخلى عن المفاهيم المغلوطة، يصبح من الأسهل رؤية للجيل زد على حقيقته، وتركيزهم على تأمين مستقبلهم المالي.
- إنهم مصممون على السيطرة على أموالهم، وفي الآن ذاته متعطشون للحصول على المعلومات والمشورة.
- وهم حريصون على المخاطرة في العملات المشفرة والأصول الافتراضية الأخرى حتى أثناء تخصيص المدخرات للأسهم والسندات والأصول التقليدية الأخرى.
- ولا يقبلون بأقل من خدمة ممتازة من الدرجة الأولى وتوافر الاتصال الرقمي على مدار الساعة.
- تعني الأعداد المتزايدة للجيل زد أن هذه المواقف والتفضيلات ستحكم السوق قريبًا. لذا، تحتاج المؤسسات المالية التي ترغب في جذب هذه الشريحة إلى فهم قيمها وتبنيها.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}