ارتفعت وتيرة تقدم الباحثين عن عمل للوظائف الشاغرة في الآونة الأخيرة بفضل تيسير تقنيات الذكاء الاصطناعي لعمليات التقديم للوظائف، وإنشاء السيرة الذاتية، في دلالة جديدة على بدء تأثيرات هذه التكنولوجيا الجديدة على تحويل أنماط سوق العمل.
ويعتمد الباحثون عن عمل على برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "شات جي بي تي" لإنشاء سير ذاتية، وخطابات تعريفية تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية والوظيفية، فضلاً عن الاستفادة من أدوات أتمتة البحث عن الوظائف مثل "ليزي أبلاي" للتقديم لعدد كبير من الوظائف في نفس الوقت، بجانب أدوات ذكاء اصطناعي أخرى للمساعدة على رصد الوظائف الأكثر ملاءمة للمؤهلات.
وأوضحت بيانات صدرت عن منصة التوظيف الشهيرة "لينكد إن" أن وتيرة تقدم الباحثين عن عمل للوظائف الشاغرة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ارتفعت بنسبة 15% تقريباً مقارنة بالعام الماضي، يعتقد الخبراء في مجال التوظيف أن هذا يعود إلى حد كبير لتوافر أدوات الذكاء الاصطناعي، بجانب هدوء زخم أسواق العمل، وارتفاع معدلات التضخم.
وأشارت "كارين كيمبرو" كبيرة الاقتصاديين لدى منصة "لينكد إن" في تصريح للمجلة، إلى أن "الباحثين عن عمل أصبحوا أكثر نشاطًا" مقارنة بالسنوات الماضية، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي الناس على تقديم طلبات لمزيد من الوظائف، موضحة أن امتلاك المرء هذا النوع من الأدوات التي تساعد على صياغة خطاب توظيف مثالي مع اقتراحات تم صياغتها بشكل خاص، يمنحه مزيدا من الثقة بشأن التقديم للوظيفة.
لكن "كيمبرو" نبهت إلى احتمال زيادة الذكاء الاصطناعي لصعوبة إيجاد فرص العمل، حيث تعمل هذه التطبيقات على رفع فرص عدم ملاحظة بعض المرشحين وسط طوفان طلبات التوظيف، لذا فقد لا يجد الأشخاص الوظائف بالسرعة التي يأملونها.
وذكرت "ميشيل فولبيرج" الرئيسة التنفيذية، ومؤسسة شركة "جيليدان 360" للتوظيف، أن الباحثين عن عمل أصبحوا لا يتقدمون إلى مزيد من الوظائف فحسب، بل يرسلون طلبات لوظائف قد لا يرغبون بها عادة، حيث تسمح أدوات الذكاء الاصطناعي للمتخصصين في المجال التقني على سبيل المثال بالتقدم لوظائف في التمويل أو الرعاية الصحية إذا كان هناك نوع من التداخل بين التخصصات المطلوبة، أو جعل هذه الأدوات السير الذاتية تبدو ذات علاقة بالمؤهلات المطلوبة وهي ليست كذلك في الواقع.
ويقول "جون ستروس" المؤسس والرئيس التنفيذي لدى "جرين هاوس" المتخصصة في برمجيات التوظيف، إن عدد الطلبات المقدمة للوظائف زاد بأكثر من الضعف منذ العام الماضي، لذا انخفضت احتمالات حصول الأشخاص على الوظائف، وباتوا يتساءلون عن كيفية التلاعب بالأنظمة، لكنه أشار إلى أن المناخ الاقتصادي له تأثير كبير في تزايد الطلب على الوظائف.
وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي التي صدرت الجمعة الماضي، إضافة اقتصاد الولايات المتحدة 199 ألف وظيفة غير زراعية في نوفمبر، بعد إضافته 150 ألف وظيفة في أكتوبر – وهي أقل وتيرة لزيادة الوظائف الجديدة منذ يناير من عام 2021 – بينما أظهرت بيانات رسمية منفصلة أن عدد من تم تسريحهم من العمل في الولايات المتحدة على مدار هذا العام بلغ 600 ألف فرد، بزيادة 198% عن العام السابق، كما شهدت الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، السلسلة الأسوأ من خفض الوظائف منذ عام 2020.
وأكد "جوش بيرسين" المتخصص في تحليلات قطاع الموارد البشرية الاتجاهات التي ذكرها "ستروس"، موضحاً أنه نشر مؤخراً إعلان لوظيفة محرر، وحصل على 300 طلب للتقديم خلال الساعة الأولى فقط، ويبدو أن 90% منها تمت كتابته بواسطة برامج للذكاء الاصطناعي، وهذه الظاهرة الآخذة في الانتشار تغمر القائمين على التوظيف بسيل من السير الذاتية التي يتعين عليهم فحصها.
المصدر: فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}