نبض أرقام
05:08 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

لماذا تراجعت الثقة في مقدمي الرعاية الصحية؟ وما الحل؟

2023/12/24 أرقام

- ألقت الجائحة بظلالها على شتى مناحي الحياة وكشفت عن تراجع كبير في ثقة العديد من الأشخاص من جميع أنحاء المنطقة الأوروبية في مقدمي الرعاية الصحية.

 

- بيد أنه حتى قبل الجائحة، تآكلت الثقة بين المرضى والعاملين الصحيين والحكومة لأسباب عديدة، منها الافتقار إلى التواصل الواضح والشفاف وانتشار المعلومات المضللة، ولكن بعد الجائحة ازدادت الأمور سوءًا.

 

- وهنا لا يسعنا إلا أن نعترف بتضرر العاملين في مجال الصحة والرعاية من هذا الأمر وشعورهم بعدم التقدير أو الدعم من قِبل الأنظمة التي يخدمونها.

 

- ويؤدي فقدان الثقة هذا إلى تقويض الجهود المبذولة لجذب الشباب إلى هذا المجال الحيوي، بعد أن عانى الكثيرون منهم من مستويات لا يمكن تصورها من الإرهاق والإجهاد.

 

- ومما يثير القلق بنفس القدر هو التراجع المتزايد في الثقة بين صانعي السياسات وأنظمتهم الصحية.

 

- حيث يفتقر السياسيون إلى الثقة في قدرة نظامهم الصحي على التكيف لتلبية الاحتياجات الصحية المتغيرة للناس، مثل الاستجابة لشيخوخة السكان السريعة أو اعتماد أدوات رقمية متطورة.

 

- في الوقت ذاته، يشعر العاملون الصحيون بخيبة أمل متزايدة بسبب تَسْيِيس (politicization) الصحة، الذي تجسد في جائحة كورونا.

 

- ويعيق هذا الشك آفاق الإصلاح الهادف والتقدم التحويلي داخل أنظمتنا الصحية.

 

- من الأهمية بمكان أن يثق المرضى في النظام الصحي ومقدمي الرعاية الصحية، والذين يجب عليهم بدورهم أن يثقوا في أن صانعي السياسات يعملون من أجل المصلحة العامة ومنفعتهم. باختصار، الثقة تدعم التحول.

 

الثقة والتحول

 

 

- لهذا السبب جمع المنتدى الاقتصادي العالمي قادة الصحة من جميع أنحاء المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية في الذكرى السنوية الخامسة عشرة لمؤتمر النظم الصحية في تالين، إستونيا، مسترشدين بموضوعي الثقة والتحول.

 

- عندما وقعوا على ميثاق تالين في عام 2008، التزمت كل دولة في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية بتوزيع عبء تمويل النظام الصحي بشكل عادل، حتى لا يعاني الناس من الفقر بسبب استخدام الخدمات الصحية.

 

-  وبعد مرور خمسة عشر عامًا، لا تزال التغطية الصحية الشاملة بعيدة المنال في جميع أنحاء المنطقة.

 

- على الصعيد العالمي، لا يحصل 4.5 مليار شخص – أي أكثر من نصف البشرية – على الخدمات الصحية الأساسية.

 

- يُظهر تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية/أوروبا أنه في عام 2019، قبل الجائحة، تم دفع 6% من الأسر في 40 دولة في المنطقة الأوروبية إلى الفقر بسبب تكاليف الرعاية الصحية.

 

- عند النظر إلى الخمس الأفقر من السكان، نجد أن أسرة واحدة من كل خمس أسر تواجه إنفاقًا صحيًا كارثيًا، وهو عندما تعجز الأسرة عن تلبية الاحتياجات الأساسية – الغذاء والسكن والتدفئة – بسبب اضطرارها إلى تحمل تكلفة الحصول على الرعاية الصحية.

 

- أدت الجائحة إلى تفاقم الوضع بالنسبة للكثيرين، وأجبرت الكثيرين على دفع تكاليف الرعاية الصحية والأدوية الخاصة، مما أدى إلى نتائج صحية سلبية.

 

لم يتم الحصول على الرعاية الصحية الشاملة بعد

 

 

- لقد أصبحت الرعاية الصحية التي يمكن الوصول إليها بأسعار معقولة حلم بعيد المنال للملايين في المنطقة الأوروبية.

 

- يواجه الكثيرون منهم خيارات مؤلمة، مثل دفع ثمن الأدوية أو تلقي العلاج على حساب دفع ثمن الطعام أو الكهرباء، مما يزيد من تآكل الثقة في أن النظام الصحي متاح عندما نحتاج إليه.

 

- وبكل تأكيد لا يمكننا ببساطة السماح لتكاليف الرعاية الصحية بإفقار ملايين العائلات.

 

- تحث منظمة الصحة العالمية/أوروبا ووزارة الشؤون الاجتماعية الإستونية البلدان على التصرف بشجاعة لمعالجة العجز المتزايد في الثقة في أنظمتنا الصحية على وجه السرعة.

 

- يذكر أن هناك العديد من التدابير للقيام بذلك، بدءًا من زيادة الشفافية والمساءلة، واتخاذ المزيد من القرارات التعاونية التي تشمل المرضى في رعايتهم.

 

- مرورًا بزيادة المشاركة المجتمعية، وتبني الحلول الرقمية لتحسين الأداء، وزيادة الاستثمار بشكل كبير في القوى العاملة في مجال الصحة والرعاية.

 

- لكن الأمر يبدأ بالحصول على تغطية صحية شاملة، وهي مهمة لا تزال غير مكتملة إلى حد كبير.

 

- ومن ثم نحث البلدان على تنفيذ العديد من "أفضل الممارسات" للاقتراب من التغطية الصحية الشاملة، وبالتالي المساعدة في إعادة بناء الثقة التي تشتد الحاجة إليها لتحويل أنظمتنا الصحية.

 

- ويشمل ذلك توسيع نطاق تغطية الرعاية الصحية لتشمل جميع الأشخاص بغض النظر عن وضعهم القانوني، وضمان أن تشمل تغطية الرعاية الأولية العلاج، وليس فقط الاستشارة والتشخيص.

 

- كذلك، تطبيق رسوم الرعاية الصحية بشكل مقتصد، وفي حالة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، يتم إعفاؤهم من دفعها.

 

التعريف بإطار تقييم أداء النظم الصحية

 

 

- قامت منظمة الصحة العالمية/أوروبا مؤخرًا بتحديث أداة حيوية للقادة الصحيين وصناع القرار.

 

- تُعرف الأداة باسم إطار تقييم أداء النظم الصحية، والتي توفر خريطة لأماكن الحاجة إلى التغيير، وما يبدو عليه الأداء الجيد وما هي آثار الابتكارات الجديدة الرقمية بشكل أساسي.

 

- وهي أداة عملية لبناء المرونة في أنظمتنا الصحية. ومن المعروف أن المرونة – أو القدرة على التكيف وامتصاص الصدمات – أمر ضروري في عالمنا اليوم.

 

- من أجل رعاية صحية فعالة، نحتاج إلى أشخاص مرنين وقيادة صحية مرنة وأنظمة صحية مرنة.

 

- وبينما نحتفل بالتقدم المحرز على مر السنين، من الأهمية بمكان الاعتراف بالمجالات التي تراجعت فيها الثقة واتخاذ خطوات مدروسة لإصلاح مواطن الخلل.

 

- ويجب أن يكون هذا التحول من أسفل إلى أعلى، حيث يكون المرضى والعاملون الصحيون هم أبطال التغيير وأهم مقوماته.

 

- من خلال إعطاء الأولوية للثقة، يمكننا تحويل أنظمتنا الصحية إلى كيانات مرنة تركز على المريض وتحركها المجتمعات المحلية وتعطي الأولوية حقًا لصحة ورفاهية الجميع.

 

- بعد كل شيء، الثقة هي ما يجمع مجتمعاتنا والأنظمة الصحية معًا. ولا يمكن أن نخاطر بفقدانها.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.