نبض أرقام
05:25 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/26
2024/12/25

ما خيارات زيرو داي أوبشنز؟ .. وكيف أسهمت في الهبوط الأخير للأسهم الأمريكية؟

2023/12/25 أرقام - خاص

شهد سوق الأسهم الأمريكي موجة صعود دامت 9 جلسات متتالية، بدعم توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة بشكل قوي في العام المقبل.

 

لكن سلسلة ارتفاعات الأسهم الأمريكية انتهت يوم الأربعاء الماضي، بعد أن تعرض السوق لهبوط حاد كان الأكبر في نحو ثلاثة أشهر.

 

وألقى بعض المحللين باللوم في هذا الهبوط على خيارات "زيرو داي أوبشنز" بالتزامن مع ضعف السيولة وسط فترة العطلات.

 

 

ما هي؟ وكيف تعمل؟

 

- الخيارات ((Options هي عقود تمنح مالكها الحق وليس الالتزام في شراء أو بيع كمية معينة من الأصل الأساسي بسعر محدد سلفًا وفي تاريخ محدد مسبقًا.

 

- تعتبر خيارات الشراء (Call Options) عقودا تمنح المستثمر الحق وليس الالتزام في شراء أصل محدد بسعر معين وقبل فترة محددة، بينما خيارات البيع (Put Options) تمنح المستثمر الحق وليس الالتزام في البيع.

 

- تختلف عقود "زيرو داي أوبشنز  zero-day-to-expiry options" والتي تحمل اختصارًا اسم (0DTE) عن باقي الخيارات في حقيقة أن تاريخ صلاحيتها ينتهي في نفس اليوم الذي يتم فيه تداولها.

 

- بسبب تاريخ انتهاء صلاحيتها الوشيك، ترتبط خيارات (0DTE) عادة بالأصول ذات السيولة الكبيرة مثل مؤشر "إس آند بي 500" والأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة التي تشهد شعبية كبيرة.

 

- من المعروف أن الخيارات يمكن أن تشهد تقلبات كبيرة في الأسعار قبل انتهاء صلاحيتها مباشرة.

 

 

- قدمت الشركة المشغلة لبورصة الخيارات الأكبر في العالم "سي بي أو إي Cboe" خيارات تنتهي في كل يوم تداول من أيام الأسبوع في عام 2022.

 

- تتيح خيارات (0DTE) للمتداولين الاستفادة بشكل سريع من مراكزهم الاستثمارية، في حال حدوث محفزات لتغيير الأسعار، مع حقيقة أن المشترين يدفعون علاوة محدودة للغاية مقابل الخيارات ذات الصلاحية القصيرة.

 

- على سبيل المثال، يمكن للمستثمر امتلاك خيارات شراء ينتهي أجلها في نفس اليوم على شركة ما على أمل ارتفاع السهم بعد ظهور نتائج الأعمال.

 

- في حال جاءت نتائج الأعمال أفضل من التوقعات، يتجه السهم للارتفاع ومعه يصعد عقد الخيار، ما يجعل المستثمر بين خيارين: إما الاحتفاظ بالعقد حتى انتهاء صلاحيته وشراء الأسهم التي يتضمنها الخيار، أو بيع العقد قبل تاريخ انتهاء صلاحيته بسعر السوق والحصول على الربح من الفارق بين سعر الشراء والبيع.

 

- بسبب حقيقة أن خيارات (0DTE) لها أجل تداول ليوم واحد فقط، فقد تفقد معظم قيمتها خلال جلسة التداول بسبب تناقص الوقت، ما يجعل أي تغيير طفيف في سعر الأصل الأساسي يؤثر بشكل كبير على قيمة هذا العقد قبل انتهاء صلاحيته.

 

اهتمام متصاعد ومخاطر ملحوظة

 

- أصبحت خيارات (0DTE) محركا للسوق الأمريكي هذا العام، بعد أن زادت شعبيتها بشكل حاد بين المستثمرين الأفراد والمؤسسات.

 

- بينما ارتفعت أحجام تداول الخيارات لمستوى قياسي هذا العام، كشفت بيانات "سي بي أو إي" أن تداول عقود (0DTE) تجاوز بكثير نمو خيارات الاستحقاق الأخرى، حيث تشكل هذه العقود قصيرة الأجل حوالي نصف تداول خيارات مؤشر "إس آند بي 500".

 

 

- تشير بيانات "سي بي أو إي" إلى أن عقود الخيارات التي تنتهي صلاحيتها في يوم واحد أو أقل تمثل حوالي 36% من إجمالي تدفقات خيارات السوق الأمريكي في العام الجاري مقابل 15% في 2020.

 

- تختلف رؤية المحللين حيال مخاطر (0DTE)، حيث حذر "ماركو كولانوفيتش" كبير الاستراتيجيين في "جيه بي مورجان" من أن شعبية هذا المنتج تخاطر بتكرار صدمات التقلبات السابقة مثل حادثة "فولماجدون" عام 2018، موضحًا أن التغطية القسرية لهذه المراكز تؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسواق، خاصة إذا تزامنت مع بيئة السيولة المنخفضة.

 

- بينما ذكرت بورصة "سي بي أو إي" أن هناك أدلة محدودة على أن شراء وبيع المشتقات المالية يزعزع استقرار السوق الأساسي.

 

- يعتقد "إيفوري جونسون" المستشار المالي في "ديلانسي ويلث مانجمنت" أن خيارات (0DTE) تخلق المزيد من الطلب على الأسهم وتساهم في التحركات اللحظية الشديدة في السوق الأوسع.

 

- أوضح "جونسون" أن الخطر يتمثل في أنه إذا زادت التقلبات، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمر، حيث إنه في حال ظهور موجة بيعية فإن هذه العقود تحفز المزيد من التحوط، وبالتالي تزداد عمليات البيع.

 

هل أسهمت في هبوط السوق؟

 

- حققت الأسهم الأمريكية موجة صعود قوية حتى جلسة الثلاثاء الماضي، حيث سجل مؤشر "داو جونز" مستوى قياسيا أعلى 37 ألف نقطة، كما كان "إس آند بي 500" على بعد 1% من تحقيق مستوى تاريخي.

 

- لكن سوق الأسهم الأمريكي بدأ في الهبوط بشكل ملحوظ خلال منتصف جلسة الأربعاء، رغم عدم وجود أخبار مؤثرة على السوق.

 

 

- ألقى العديد من المحللين باللوم في الهبوط الذي تجاوز 1.5% لمؤشر "إس آند بي 500" للأسهم الأمريكية على خيارات "زيرو داي تو إكسباير".

 

- نجح مؤشر "إس آند بي 500" في الارتفاع بنحو 1% في الجلسة التالية، ما دفع محللين للإشارة إلى أن عمليات البيع يوم الأربعاء كانت مدفوعة بعوامل فنية وليس بتحول في معنويات السوق.

 

- أشار بعض المحللين إلى أن خيارات "زيرو داي" المتداولة يوم الأربعاء أسهمت في تسريع الموجة البيعية، مع قيام متداولي الخيارات ببيع المزيد من الخيارات لإعادة موازنة مراكزهم قبل انتهاء صلاحية العقود.

 

- عندما يشتري المستثمرون كميات كبيرة من خيارات البيع، يتعين على صناع السوق على الجانب الآخر من هذه الصفقات تسوية مخاطرهم الخاصة عن طريق بيع العقود الأجلة للأسهم.

 

- في حال شهدت الأسهم حالة من البيع، فإن صناع السوق عادة ما يبيعون هذه الخيارات بشكل أسرع لحماية أنفسهم، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحركة الهبوطية.

 

- كشفت بيانات أن خيارات البيع لمؤشر "إس آند بي 500" حول نطاق 4755 و4765 نقطة والتي كان ينتهي صلاحيتها في الحادي والعشرين من ديسمبر بلغت قيمتها الاسمية 15.4 و11.7 مليار دولار على الترتيب، وهي القيمة الأكبر بين خيارات البيع حتى إغلاق العشرين من ديسمبر.

 

- يعتقد "تشارلي ماكيليجوت" الاستراتيجي في "نومورا" أن تداولات (0DTE) الهبوطية تسببت في بيع بقيمة 3 مليارات دولار من العقود الآجلة للأسهم.

 

 

- لكن على الجانب الآخر، قالت شركة تشغيل البورصات "سي بي أو إي" إن بياناتها تشير إلى أن صناع السوق كانوا يسيرون ضد الاتجاه السائد يوم الأربعاء ويشترون الأسهم عند انخفاضها.

 

- أوضح مشغل البورصة أن هذا يعني أن نشاط التحوط الخاص بصناع السوق كان من شأنه أن يكون عامل استقرار وليس محركًا رئيسياً لعمليات البيع، معتبرا أن كل التكهنات حول تسبب عقود "zero-day-to-expiry options" في هبوط السوق كانت بمثابة "لغط حول لا شيء".

 

عوامل إضافية ومخاطر التكرار

 

- لم تكن خيارات "زيرو داي أوبشنز" وحدها المسؤولة عن تقلبات سوق الأسهم الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، لكنها كانت ضمن مجموعة من الأسباب.

 

- يرى محللون أن هناك مزيجا من العوامل التي أسهمت في تسريع انخفاض سوق الأسهم الأمريكي يوم الأربعاء، مثل ضعف أحجام التداول في نهاية العام، وتمركز المستثمرين في جانب واحد من السوق، حيث تعمل الخيارات قصيرة الأجل على تسريع وتيرة الهبوط.

 

- قال "جو مازولا" مدير التداول في "تشارلز شواب" إن مجموعة من العوامل أدت إلى عمليات البيع، بالإضافة إلى الخيارات التي تساعد على زيادة الموجة البيعية.

 

- أشار "مازولا" إلى أن ما حدث يتضمن وجود سيولة منخفضة مع إدراك الجميع أنهم على نفس الجانب من السوق، ما جعل أثر خيارات (0DTE) يظهر جلياً.

 

 

- كما كان عدد من المحللين قد حذروا من خطر تراجع السوق عقب الارتفاع المتواصل للأسهم الأمريكية منذ نهاية أكتوبر الماضي.

 

- قال "كلفن وونغ" كبير محللي الأسواق في "أواندا" إن عقود خيارات  حفزت الهبوط الكبير في سوق الأسهم، بالإضافة إلى ظروف التشبع الشرائي على المدى القصير، وبيئة التداول الضعيفة قبل موسم عطلة نهاية العام.

 

- كما يحذر محللون من احتمالية تكرار موجة التقلبات القوية في وول ستريت خلال الأسبوع الأخير من العام الجاري، مع تراجع أحجام التداولات بالتزامن مع عطلة نهاية العام.

 

- قال "ماثيو تيم" رئيس تداول مشتقات الأسهم في "كانتور فيتزجيرالد" إنه يشعر بالقلق من أن الكثير من العوامل وراء عمليات البيع الأخيرة يمكن أن تظهر مرة أخرى.

 

- أشارت "لوري كالفاسينا" الاستراتيجية في "آر بي سي كابيتال ماركتس" إلى أن مخاطر التراجع تبرز بشكل ملحوظ الآن، في الوقت الذي يحاول فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تهدئة توقعات خفض الفائدة التي ظهرت في الأسبوع الماضي.

 

المصادر: أرقام – سي بي أو إي جلوبال - رويترز – بلومبرج – فاينانشيال تايمز – سي إن بي سي – تي دي أميريتريد

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.