تتتبع الصين نهجًا مختلفًا عن بقية الدول الكبرى حول العالم في إدارة عملتها من خلال مزيج من الطموح الجريء والخوف من قوة الدولار، إذ تسعى الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ سنوات لتعزيز الاستخدام الدولي لعملتها، ما يشكل تحديًا طويل الأمد أمام هيمنة العملة الأمريكية.
وحسب بيانات البنك الدولي، صدرت الصين سلعا وخدمات بقيمة 3.7 تريليون دولار تقريبًا في العام الماضي، وهو ما يزيد على صادرات أي دولة أخرى، وذلك لأن ضعف اليوان يجعل المنتجات الصينية أرخص سعرًا مقارنة بسلع بقية العالم، وهو ما يعزز الطلب.
ضعف اليوان
- للعملة الصينية أهمية سياسية واقتصادية كبيرة، إذ ينظر العديد سواء في داخل الصين أو خارجها إلى قيمة اليوان كعلامة على الثقة في اقتصاد البلاد.
- خلال العام الحالي، فقد اليوان ما يزيد على 3% من قيمته مقابل الدولار، وقد أضعف مستوى سجله في سبتمبر عندما وصل إلى حوالي 7.36 يوان مقابل الدولار في التعاملات الخارجية.
- وذلك مع مواجهة البلاد أزمة في قطاع العقارات وتباطؤًا في التصنيع، ما أدى إلى إحجام المستهلكين عن الإنفاق بصورة كبيرة، فضلاً عن انسحاب المستثمرين الأجانب من سوق الأسهم الصينية، وتضرر معنويات صغار المستثمرين في البلاد.
- ذكر "ألفين تان" رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في آسيا لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن قلق البنك المركزي هو أن ضعف العملة المحلية سيؤدي إلى تفاقم المعنويات السلبية بين المستثمرين الأجانب والمحللين.
- واتخذ البنك المركزي بالفعل العديد من الخطوات لتعزيز قيمة اليوان هذا العام، منها السماح للبنوك بالاحتفاظ بقدر أقل من النقد الأجنبي في احتياطياتها.
- وتعد أسهل طريقة تتبعها البنوك المركزية لتعزيز قيمة عملاتها هي رفع الفائدة الذي بدوره يعزز الطلب على الأصول في البلاد وبالتالي رفع الطلب على العملة، ولكن بنك الشعب الصيني خفض الفائدة هذا العام من أجل دعم الاقتصاد المتعثر.
كيف تتم إدارة سعر الصرف في الصين؟
- تتبع الصين نظامًا مختلفًا للعملة يدمج بين التعاملات الداخلية لليوان، والآخر الأكثر تحررًا وهو السعر في التداولات الخارجية.
- يسمح بنك الشعب الصيني بأن تحدد قوى السوق قيمة اليوان في التعاملات المحلية ولكن ضمن حدود، وفي صباح كل يوم جديد ينشر نظام تجارة النقد الأجنبي في البلاد -وهو وحدة تابعة للبنك المركزي- سعرًا مرجعيًا لليوان مقابل سلة من مجموعة من العملات.
- ثم يُسمح بعد ذلك بالتداول بما يتراوح بين 2% أعلى أو أقل من هذا المستوى خلال اليوم، أما اليوان في التعاملات الخارجية فيتداول دون قيود، ويشير الفارق بين السعرين إلى مدى انحراف نظرة السوق للاقتصاد الصيني عن الرؤية الرسمية.
- وقفز ذلك الفارق في قيمة اليوان في التعاملات الداخلية والخارجية في أكتوبر بسبب صعود عوائد السندات الحكومية الأمريكية وتزايد المخاوف المتعلقة بتباطؤ نمو اقتصاد الصين.
المصدر: وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}