تراجع نشاط المصانع في الصين في ديسمبر إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، مما عزّز التوقعات بأن الحكومة قد تضطر إلى التحرك قريباً لدعم الاقتصاد.
وقال المكتب الوطني للإحصاء في بيان اليوم الأحد إن المؤشر الرسمي لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية انخفض إلى 49 نقطة، متراجعاً عن متوسط توقعات اقتصاديين استطلعت بلومبرغ آراءهم والبالغ 49.6 نقطة، لكنه يطابق قراءة يونيو.
التعافي يزداد ضعفاً
وارتفع مقياس النشاط غير التصنيعي إلى 50.4 نقطة من 50.2 في نوفمبر، مدعوماً بالتوسع في قطاع البناء مع تسارع الاستثمار في البنية التحتية الذي قادته الحكومة في الأشهر القليلة الماضية. ومع ذلك، ظل نشاط الخدمات في حالة انكماش مع بقاء المؤشر الأساسي عند 49.3 نقطة.
يذكر أن مستوى 50 نقطة هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش.
وتشير أرقام مؤشر مديري المشتريات إلى المزيد من علامات ضعف التعافي الاقتصادي في الصين في الأشهر الأخيرة من العام. ومن المرجح أيضاً أن تزيد الضغط على صناع السياسات المالية والنقدية للتحرك بشكل عاجل، بعد أن تعهد قادة العملاق الآسيوي بالمحافظة على موقف داعم للنمو في 2024.
قال شينغ تشاوبنغ، كبير الخبراء الاستراتيجيين في "أستراليا آند نيوزيلاند بانكينغ غروب": "أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الأضعف من المتوقع تراجع زخم النمو بشكل أكبر وسط موسم منخفض (النشاط) وطقس بارد". وأضاف: "لا يمكننا أن نستبعد احتمال قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة في أوائل يناير".
وقال تشاو تشينغهي، محلل مكتب الإحصاء الوطني، في بيان منفصل، إن "انخفاض الطلبيات الخارجية إلى جانب عدم كفاية الطلب المحلي الفعال" كان أكبر مشكلة أبلغ عنها بعض الشركات في المسح الرسمي لمؤشر مديري المشتريات. وأضاف تشاو أن قطاعي المنسوجات والمنتجات غير المعدنية لم يستفيدا من طاقتهما الكاملة بسبب انخفاض الطلب.
استمرار معاناة العقارات
كما انعكس ضعف الطلب وتباطؤ الثقة في زيادة انكماش أسعار المستهلكين وتقلص الواردات. ومن المتوقع أن يستمر أسوأ تراجع في سوق العقارات في الصين الحديثة، الأمر الذي سيزيد من تقليص الطلب على السلع من الأثاث إلى الأجهزة المنزلية.
وانخفض المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة للمصانع إلى 48.7 نقطة مع ضعف الطلب، في حين تقلص مقياس طلبيات التصدير الجديدة إلى 45.8.
وبالنسبة إلى القطاعات غير الصناعية، ارتفع مقياس نشاط البناء إلى 56.9 نقطة من 55 في نوفمبر، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطني. وكان بعض المحللين يتوقعون أن يظل زخم البناء قوياً مع تكثيف الحكومة جهودها لبناء المزيد من مشروعات البنية التحتية مع إصدار سندات إضافية.
وفقدت بعض صناعات الخدمات، مثل النقل الجوي والسكن والخدمات المنزلية، قوتها مع إقلال المستهلكين من السفر بسبب الطقس البارد، وفقاً لما ذكره تشاو من مكتب الإحصاء الوطني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}