في الوقت الذي يعاني فيه أغلب العالم التضخم المرتفع -بلغ مستويات مفرطة في بعض البلدان- تشهد الصين انخفاضًا مستمرًا في أسعار السلع، والذي على عكس ما يعتقده كثيرون، قد يكون له تداعيات سلبية للغاية على الاقتصاد الوطني والعالمي.
وفقًا للبيانات الصادرة الخميس، انخفض مؤشر أسعار المستهلكين في الصين بنسبة 0.8% على أساس سنوي في يناير، وهي أعلى وتيرة هبوط منذ أكثر من 14 عامًا.
بينما تترقب بعض الأسواق -خاصة الناشئة- انخفاضًا مماثلًا للأسعار أو حتى تباطؤًا في معدل التضخم، ففي الحالة الصينية يشير انخفاض الأسعار إلى خطر انكماش الاقتصاد الأوسع ويزيد من قلق المستثمرين.
بمعنى آخر، فإن ما يظنه البعض نعمة لاقتصاد بلاده قد يكون مرضًا يحاول الآخرون التعافي منه، مثلما في الصين، حيث وُصف انكماش الأسعار هناك بـ "المقلق للغاية" من وجهة نظر اللمحلين.
انخفضت الأسعار في ثاني أكبر اقتصاد في العالم لثلاثة أرباع متتالية، وهي أطول سلسلة انكماشية منذ الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينيات، ويبدو أن هذا الاتجاه سيستمر، ما يزيد من التحدي الذي يواجه صناع السياسات.
ماذا يعني انكماش الأسعار في الصين للعالم؟ |
|
|
|
النقطة |
الشرح |
||
آراء المحللين |
- قال الاقتصاديون في مذكرة: "إنعاش الخدمات يبدو صعبًا الآن، ولا تزال أسعار السلع المعمرة ضعيفة، ناهيك عن المخاوف المتزايدة بشأن القدرة الفائضة لدى الصين في بعض القطاعات".
- من غير المرجح أن تكون توقعات الدخل الضعيفة، خاصة بالنسبة للفئات المتوسطة والمرتفعة الدخل، مفيدة أيضًا، وفقًا لخبراء "سيتي جروب". |
||
انكماش الأسعار |
- لا ينبغي الخلط بينه وبين انخفاض (أو تباطؤ) معدل التضخم، والذي يعني أن الأسعار لا تزال ترتفع، لكن بشكل أبطأ من ذي قبل، مثلما يحدث في الولايات المتحدة.
|
||
لماذا تعاني الصين منه؟ |
- لم يحدث نفس الأمر في الصين، نظرًا لأن القوة الشرائية الاستهلاكية ضعيفة، كما أدى تراجع أسعار العقارات إلى إضعاف الثقة، ما أعاق الناس عن شراء سلع باهظة الثمن.
- التصنيع يقود انخفاض الأسعار، ويوجه المسؤولون الائتمان إلى الشركات المصنعة لتعزيز الإنتاج، لكن ضعف الطلب في الداخل وتباطؤ الصادرات يجبران الشركات على تخفيض إنتاجها.
- انخفضت أسعار الطاقة مع تعافي المعروض العالمي من آثار الصدمة التي أحدثها الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين.
|
||
أسباب القلق |
- هذا من شأنه أن يؤدي إلى ركود النشاط الاقتصادي بشكل أكبر، ما يفرض ضغوطًا على الدخل، ويؤدي بعد ذلك إلى انخفاض الإنفاق والمزيد من تراجع الأسعار (دوامة هبوطية).
- كما يؤدي انكماش أسعار السلع إلى رفع مستوى أسعار الفائدة الحقيقية أو المعدلة حسب التضخم في الاقتصاد.
- بطبيعة الحال، فإن ارتفاع تكاليف خدمة الديون يجعل من الصعب على الشركات الاستثمار، وبالتالي يتراجع الطلب، ما يضيف إلى ضغوط انكماش الأسعار مجددًا.
- في النهاية يضيف كل ذلك إلى خطر الركود أو حتى الكساد (ركود طويل الأمد) عندما يتخلف الناس عن سداد قروضهم وتُقوض أعمال البنوك.
|
||
صعوبة العلاج |
- في حين تعهدت بتسريع بعض مشاريع البنية التحتية وزيادة الدعم لسوق الإسكان المتعثر، فإن العديد من الاقتصاديين لا يتوقعون طفرة بناء واسعة النطاق كما كان الحال في الماضي.
- يرى الاقتصاديون عمومًا الحاجة إلى تعزيز الطلب على السلع والخدمات، إما بتوجيه المزيد من الأموال بشكل مباشر إلى الاقتصاد أو تشجيع البنوك على إقراض المزيد للشركات والأسر.
- لكن أحد الأسباب التي قد تجعل الحكومة مترددة في إطلاق برامج التحفيز الكبيرة هو القلق من أن المزيد من الاقتراض سيزيد من المخاطر في النظام المالي.
- من أجل تعزيز ثقة المستهلك بشكل دائم ودفع الناس إلى الإنفاق، ستحتاج الحكومة إلى إنهاء الركود في سوق العقارات، علمًا بأن السلطات وفرت تمويلًا أرخص على المدى الطويل، لكن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة.
|
||
كيف يتأثر باقي العالم؟ |
- في حين أن المستهلكين في جميع أنحاء العالم يستفيدون من السلع الصينية الرخيصة، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة التوترات التجارية إذا قوض أعمال المصنعين المحليين.
- التأثير الأكثر وضوحًا على المستثمرين الأجانب قد يكون ضعف أرباح الشركات الصينية، لكن في المقابل هناك اتجاه صعودي محتمل في السندات، ما يحمي المستثمرين بشكل أفضل في أوقات الاضطرابات.
- عادة ما تدفع المخاوف بشأن النمو وتقييد الاستثمار الحكومات إلى تبني سياسة نقدية أكثر مرونة، ما يجعل السندات السيادية أكثر جاذبية. |
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}